اسرائيل: نستعد لهجوم داخل لبنان وبوحبيب يكشف عن رسالة من تل أبيب
لولا لقاء هام جمع مديري وكالتي الاستخبارات الخارجية الأميركية وليام بيرنز والبريطانية ريتشارد مور ومواقف هامة صدرت عنهما، وباستثناء بيان عام مشترك اصدراه في خطوة نادرة معلنين إنهما «يعملان بلا كلل» من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإن وكالتيهما «استغلتا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد»، لغاب اي جديد عن المسرحين المحلي الداخلي والاقليمي الخارجي اليوم.
فمع عطلة نهاية الاسبوع استراح أهل السياسة، ودخلت البلاد في نوع من الخواء، غاب عنه ضجيج توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يحدد مصيره اثر استجوابه صباح الاثنين المقبل، والمعارك الكلامية الجانبية التي تخاض حول الملف الرئاسي باستثناء بعض من جددوا الدعوة الى الحوار كسبيل للخرق.
وحده هدير الطائرات لم يهدأ واصوات القصف لم تتوقف، كما في غزة والضفة كذلك في جنوب لبنان.
اسرائيل تستعد
في السياق، أعلن رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن قواته تستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان. وقال خلال جولة تفقدية في الجولان، إن الجيش الإسرائيلي يركّز على مواجهة حزب الله، والهجمات التي شُنت خلال الشهر الأخير، وعدد عناصر الحزب الذين قُتلوا كبير للغاية. وتابع هاليفي بأن الجيش الإسرائيلي يسعى لتخفيف التهديدات التي يتعرض لها سكان المنطقة الشمالية وهضبة الجولان، وذلك تزامنًا مع الاستعداد للهجوم في مرحلة لاحقة، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
نتياهو ووضع الشمال
بعد هذا الإعلان، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدات جديدة.
فقد أكد في بيان، امس أنه أصدر تعليمات للجيش بتغيير الوضع في الشمال الإسرائيلي على الحدود مع لبنان.
كما أضاف أن حزب الله هو الذراع القوية لإيران، مشددا على استحالة استمرار الوضع على ما هو عليه في الشمال.
كذلك كرر التزام حكومته بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان.
ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله ان الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله تقترب من نقطة الانفجار.
أضاف: «الحملة العسكرية في لبنان تقترب رغم أن توقيتها لم يحدد بعد».
وقال: «أمامنا خياران إما التوصل لاتفاق بغزة أو انهيار المفاوضات وحرب ضد حزب الله».
رسالة للبنان
وكشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب، في مقابلة مع قناة الجزيرة الانجليزية، أن «إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».
آراء مخابراتية
في المقلب الاقليمي الدولي، واثر اجتماع عقده مديرا المخابرات الاميركية والبريطانية، اعلن وليم برنز الذي شارك في محادثات غزة الشهر الماضي إن مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن يتضمن 3 مراحل تنتهي بإنجاز التبادل ووقف النار في غزة، وقال: «نعمل مع الوسطاء لوضع مقترح جيد بشأن غزة». جاء ذلك خلال جلسة حوارية مشتركة مع رئيس جهاز المخابرات السرية البريطانية ريتشارد مور برعاية «فاينانشيال تايمز». وأضاف بيرنز: «لا أستطيع تأكيد نجاحنا في التوصل لاتفاق بشأن غزة.. لكن لا بديل للتوصل لاتفاق من أجل إعادة الرهائن»، معرباً عن أمله في التوصل لاتفاق قريباً وأن يتم ذلك في الأيام المقبلة و«هذه مسألة إرادة سياسية». واشار الى إن سكان غزة تكبدوا خسائر فادحة بسبب الحرب، موضحا، «نحتاج إلى إرادة سياسية من إسرائيل وحماس لإنجاز الصفقة». وقال إن «إسرائيل قوضت قدرات حماس لكن مصطلح تدمير الحركة صعب»، مؤكداً أن «وقف إطلاق النار في غزة مهم جدا لمستقبل المنطقة». وأضاف: «نعتبر حماس منظمة إرهابية وهزيمتها تستدعي محاربة فكرها بفكر أفضل»
مور
من جهته، قال مدير المخابرات البريطانية ريتشارد مور إن «دعم إيران لحماس وراء ما قامت به في 7 أكتوبر»، مشدداً على أن «إيران تحاول زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ونتصدى لذلك، فالوضع في المنطقة هش ولا يتحمل استمرار الحرب في غزة. واضاف: أشكك في أن إيران سترد على مقتل هنية.
الرئاسة والتوافق
من جهة ثانية، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أنّ «التيار هو مع الدفاع عن لبنان ضد اسرائيل ولكنه ليس مع ربطه بحروب ليس له مصلحة فيها».
وجدد الدعوة الى الحوار، معتبرًا أن «من يرفضها يتحمل المسؤولية»، مؤكدًا «رفض التيار بموقعه وحجمه أن يكون مسؤولًا عن ضياع رئاسة الجمهورية وعن قبول الفراغ فيها لأجل مفتوح ولذلك فإن المعرقلين يتحملون أي ضياع لرئاسة الجمهورية».
بري والحوار
رئاسيا ايضاً، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النّائب فادي علامة ان «طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري نجح في حشد إجماع على ضرورة الحوار للذّهاب بعدها الى جلسات الانتخاب لان البلد محكوم بالتوافق»، مضيفا: «ان هناك كتلاً نيابية إضافية ترحّب بدعوة الرئيس بري والعدد الى ارتفاع، ولكن بري حريص على مشاركة الجميع وتحديداً القوات اللبنانية». وعن اللقاء الذّي جمع بري بالسّفير السّعودي وليد البخاري، أكّد علامة انّ «رئيس مجلس النّواب سلّط الضّوء على نقطة الخلاف حول مبدأ الحوار على أمل تكثيف الجهود في هذا السّياق»، آملا ان «تكون لدى اللجنة الخماسية انطلاقة جديدة في الرابع عشر من أيلول لتحريك المياه الراكدة».