شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – تصعيد العدوان الإسرائيلي والحرب التي ستمتدّ طويلًاً
العدوان الإسرائيلي غير المسبوق بحجمه وأضراره وتبعاته وضع الولايات المتحدة الأميركية في موقع لا تُحسد عليه، ما رسم علامات استفهام كثيرة حول معرفتها (والبعض يقول إسهامها) في الجريمة النكراء على الضاحية الجنوبية بغية استهداف سماحة السيد حسن نصرالله وقيادة حزب الله. ولقد كان المشهد لا يليق بالدولة العظمى التي دخلت، وأدخلت الكثيرين معها، في دوامة كبيرة: هل أبلغ الإسرائيلي سلفاً إلى الأميركي أنه سيقوم بهذا العدوان؟ الجواب جاء بداية بالإيجاب من «مسؤول أميركي كبير» ثم أكد عليه مسؤول صهيوني ومن ثم بدأت المنافسة بين البيت الأبيض والبنتاغون لنفي هذه المعلومة. وأغلب الظن أن التشاور الدائم وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجانبين، ولا سيما في هكذا قرارات كبيرة، يؤكد من دون أي تردد على أن التشاور جرى مسبقاً وأن الأميركي وافق على تنفيذ العملية التي كانت مقررة قبل مغادرة نتنياهو إلى نيويورك حيث اعتمر خوذة الحرب طوال وجوده في مقر الأمم المتحدة، وتبين ذلك بجلاء من خلال مؤشرات عدة منها، على سبيل المثال لا الحصر:
١- رفض مبادرة الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون حول هدنة الثلاثة أسابيع بين حزب الله و «اسرائيل» وهو أمر يتجاوز التصور.
٢- من خلال لهجته وعنجهيته في كلمته من على منبر المنظمة الأممية الدولية.
٣- وأيضاً من خلال طريقة مغادرته قاعة الاجتماعات العامة بأسلوب استعراضي مفضوح.
وفي منأى عن نتائج هذه الغارة الوحشية غير المسبوقة على الضاحية بحجمها وبتداعياتها، فإن على اللبنانيين أن يتوقعوا حرباً طويلة مرشحة لأن تمتد عقوداً لا سيما إذا ركب العدو الصهيوني رأسه وقرر غزو لبنان، أو على الأقل الشريط الحدودي فيه، لإقامة ما يسميه «المنطقة العازلة» التي يزعم أنه سيخليها لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني. وإذا كنا نشك في قدرة العدو على تحقيق مثل هذا الهدف الستراتيجي من دون ثمن باهظ جداً، إلا أننا لا يساورنا الشك للحظة واحدة بأنه في حال تحقق ذلك فلن يخلي العدو، لاحقاً، أي موقع إلا بالقوة… أي أن الصراع والقتال مرشحان للاستمرار طويلاً، ما يؤخّر استعادة لبنان عافيته ومقومات قيامته، لا سيما أن تكاليف هذه الحرب باهظة جداً، وستكون أكثر كلفةً بكثير عما هي عليه الآن.