«تجدّد» تدعو لإعلان حالة طوارئ ونشر الجيش جنوباً: كفى مغامرات فالإنتحار الجماعي ليس بطولة
أكدت كتلة «تجدد» ان لا حل لوقف شلال الدم، إلّا بإنهاء الحرب، والتطبيق الشامل للقرار 1701 وإعلان حالة طوارئ في لبنان، وتوجهت الى «حزب لله» بالقول «كفى مغامرات مدمرة».
عقدت الكتلة مؤتمرا صحافيا أمس، ناقشت في خلاله التطورات في ظل الظروف الراهنة في لبنان والمنطقة، في مقرها في سن الفيل. بعد ذلك تلا النائب ميشال معوض البيان الآتي: «باسمي وباسم زملائي وشركائي في كتلة تجدد، اللواء أشرف ريفي والنائب فؤاد مخزومي، وفي هذه اللحظة الحاسمة والمصيرية من تاريخ لبنان، أتوجه إلى كل اللبنانيات واللبنانيين، من كل الانتماءات والمشارب الطائفية والسياسية والاجتماعية والفكرية (لأنو شو ما كانت خلافاتنا بتبقى حقيقة ثابتة.. كلنا لبنانيين… كلنا أبناء هذا الوطن). أتوجه إلى اللبنانيات واللبنانيين من باب المسؤولية الوطنية التي تفرض علينا أن نتصارح ونقول الحقيقة، كل الحقيقة. لقد وقع لبنان في المحظور الذي لطالما حذّرنا منه، لبنان ينازع، والشعب اللبناني يموت ويذلّ، وإذا لم ننقذ أنفسنا فورا سيكون ما نعيشه مآسي مضاعفة، ونهاية لبنان الذي نعرفه. الحقيقة هي أن هذه الحرب التي تسقط يوميا عشرات اللبنانيين، ليست حربنا بل حرب الآخرين على أرضنا. هذه الحرب ليست حرباً دفاعية، هذه الحرب لم يقررها الشعب اللبناني عبر مؤسساته الدستورية، هذه الحرب قرّرها وجرّنا إليها حزب لله، ومن ورائه محور الممانعة منذ صباح ٨ تشرين ٢٠٢٣. إنما من الذي يدفع ثمنها؟ اللبنانيون جميع اللبنانيين. إنها حرب حصدت أكثر من ١٢٠٠ ضحية وشهيد – نصفهم في آخر عشرة أيام – ومن ضمنهم عائلات بأكملها وأطفال ونساء».
وقال: «حرب حصدت أكثر من ٥٠٠٠ جريح، حرب حرقت الأرزاق ودمّرت القرى والمدن، حرب هجّرت أهلنا من الجنوب والبقاع وشرّدتهم وذلّتهم، حرب هدّدت العام الدراسي، حرب دمّرت الاقتصاد اللبناني وكبّدته مليارات الدولارات، في وقت اللبنانيون من دون كهرباء والمودعون سرقت أموالهم، (والعسكري عم نشحدلو ١٠٠ دولار بالشهر من دول العالم والاستاذ والقاضي وموظفي القطاع العام طار تقاعدهم وعم نفتش بالسراج والفتيلة تنلاقي ٥ ملايين دولار بالموازنة للجامعة اللبنانية). حرب تكرار المآسي والخيبات وفقدان الأمل. حرب تدور على وقع تعطيل المؤسسات الدستورية، بغياب وتغييب رئاسة الجمهورية وفي ظل حكومة مستقيلة من مسؤولياتها الوطنية، أصبحت وظيفتها الوحيدة أن تكون الصدى لمشروع حزب لله في الداخل وفي المحافل الدولية، حرب تدور على وقع مجلس نيابي مقفل بقرار من رئيسه، مقفل حتى في وجه مناقشة ما يتعرض له لبنان من عدوان ومخاطر وجودية، حرب قرّرها حزب لله وجرّنا إليها وهو مصرّ على السير بطريق الانتحار الذي ينحر كل لبنان. (على وقع قد ما بدكن شعارات):
– قوة الردع وتوازن الرعب؟ أين هو هذا الردع؟ أين هو…
– إفشال أهداف إسرائيل؟ في حين أن هدفنا وقف إراقة الدماء وإعادة أهالي الجنوب والبقاع إلى قراهم آمنين، لا أن نتغنى بنزوح المستوطنين الإسرائيليين.
– إسناد غزة؟ كلنا داعمون للقضية الفلسطينية، فلا يزايدن علينا أحد ولكن فليفسروا لنا أين دعم غزة التي لم يبقَ منها شيء، وهل طريق غزة تمرّ بتدمير لبنان؟ ولماذا يدفع لبنان الثمن وحيدا ودائما، فبالنسبة لأي وطني لبناني يجب أن يبقى لبنان أولا، تماما كما إيران أولا الإيرانيين، والعراق أولا للعراقيين، وسوريا أولا للسوريين، والأردن أولا للأردنيين، ومصر أولا للمصريين».
أضاف معوض: «أصبح من الواضح أن هذه الشعارات كلها شعارات كاذبة وان هذه الحرب هي حرب الاستثمار الممانع بأشلاء اللبنانيين لتحسين ظروف إيران في مفاوضاتها ومحاصصاتها المستمرة على حسابنا. أمام كل هذه التطورات الخطيرة، وفي وقت شعبنا يموت ولبنان يتمزق، هل مسموح أن نكتفي مثل ما يريد البعض، بالسكوت والتضامن الإنساني؟ تضامننا الإنساني كلبنانيين خارج النقاش والمزايدة. هو فعل إيمان بالعيش معا، نترجمه كل يوم الى أفعال مثل الكثير من اللبنانيين عبر مؤسساتنا وعملنا من دون تمنين ولا تبخير. هنا اسمحوا لي أن أقول، حذارِ! من تسلل السلاح والمقاتلين بين النازحين! ما يشكّل خطرا دائما على المجتمعات المضيفة وحذارِ من انفلات ممارسات التعدي من بعض الشبيحة على أملاك الناس واحتلالها. الحكومة والجيش مطالبان باتخاذ اجراءات فورية وحاسمة (لانو هيدا بياخدنا على غير محل) التضامن الإنساني واجب وفعل إيمان إنما وحده لن يوقف عدّاد الموت والدمار والنزوح والهجرة. أمام كل هذه التطورات هل هو مسموح أن نكتفي مثل ما يفعل البعض بتعداد الجرائم التي تمارسها إسرائيل في لبنان وفي غزة أمام العالم أجمع؟ هذه الحقيقة نعرفها منذ زمن وهذا التعداد على أهميته لن يوقف عدّاد الموت والدمار».
تابع: «هناك حل واحد لوقف شلال الدم ومنع انحلال لبنان الوطن والدولة والقضية: وقف الحرب فورا قبل فوات الأوان. وهذا يتطلب:
أولا: يلي رافضين الحرب من قوى نيابية وغير نيابية يجتمعوا ويرفعوا صوتن ويقولوها بوضوح، لا مكان في هذه الظروف للحسابات السلطوية الضيقة وللوسطية المزيفة! الساكت يتحمّل بسكوته مسؤولية الدم والدمار وإنهاء لبنان.
ثانيا: مد اليد لتضامن وطني غير مصطنع لا يستثني أحدا حماية للبنان واللبنانيين، نمدّ اليد، يد الشجعان باسم الذين استشهدوا من أجل لبنان الوطن والدولة وباسم الذين لم يقتلوا بعد! والمتمسّكين بالحياة وبالعيش بكرامة وبعزّة واستقرار وطمأنينة على هذه الأرض. اليد ممدودة للتضامن الوطني الذي هو تضامن حول الوطن يعني حول لبنان وأولوية المصلحة اللبنانية. يدنا ليست ممدودة للالتحاق بمشروع حزب لله الانتحاري، وليست ممدودة للذهاب الى الموت والدمار، وليست ممدودة لتحويل لبنان أرض صراع بين إيران وإسرائيل، وليست ممدودة لتكرار تجربة الـ ٢٠٠٦ وما تبعها من انقلاب على الدولة واغتيالات واجتياح دموي للآمنين في بيروت والجبل. يدنا ممدودة للتضامن وليس للاذعان».
أضاف: «لقاء اللبنانيين يكون بين متساوين في منتصف الطريق على قاعدة العودة الى لبنان وحمايته والعودة الى مشروع الدولة، فقد برهنت الأحداث وسقوط الشعارات والأوهام انها تشكّل قوة لبنان (لبنان قوي بدولته) وانها وحدها تحمي كل اللبنانيين. من هذا المنطلق المطلوب الآن لوقف المأساة:
أولا: وقف الحرب فورا والاستفادة من الضغط الدولي على إسرائيل. وقف اطلاق النار قبل أن نصبح لوحدنا بالكامل وهذا يتطلّب عمليا وضع حد لربط لبنان بحماس. خدمة للمشروع الإيراني وفصل لبنان عن أي محور إقليمي.
ثانيا: التطبيق الشامل للقرار ١٧٠١ بكل مندرجاته وهذا يعني:
– وقف الأعمال الحربية على جانبي الحدود.
– إعلان حالة الطوارئ في كل لبنان ونشر الجيش في الجنوب بمساندة قوات اليونيفيل وعلى كامل الأراضي اللبنانية.
– تسليم الجيش وضبط كل الحدود والمعابر وتطبيق القرار ١٦٨٠.
– حصر السلاح والقرار الاستراتيجي بالدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية تطبيقا للطائف وللقرار ١٥٥٩.
ثالثا: هذا يتطلب أيضا إعادة تكوين السلطة لمواكبة المسار الإنقاذي بدءا من انتخاب رئيسا للجمهورية، من هنا نطالب الرئيس نبيه بري بفتح المجلس فورا أمام انتخاب الرئيس بجلسة مفتوحة بدورات متتالية والكفّ عن تعطيل النصاب. ومن ثم تشكيل حكومة أولويتها استعادة السيادة والاستقرار والشروع بالإصلاح وإطلاق عجلة الاقتصاد».
ختم: «الى حزب لله نقول: كفى، كفانا رهانات وكفانا مغامرات، كفانا شعارات مدمرة، وانكارا للحقائق، كفانا تخوين واستكبار وانقسام وكراهية (لبنان وحدو بيحمينا كلنا والدولة وحدها بتحمينا كلنا). جرّنا الى الانتحار الجماعي ليس بطولة بل البطولة والشجاعة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه. كل قطرة دم لبنانية أغلى من كل هذه الرهانات. لبنان ينتظرنا حان الوقت أن نتلاقى كلنا تحت سقف دولته ودستوره وأرزته قبل فوات الأوان».