موازين القوى بين المقاومة والعدو الإسرائيلي
كتب عوني الكعكي:
هذا عنوان مثير، إذ ان عدداً كبيراً من الناس يتداولون هذا الموضوع… ويتساءلون: مَن أقوى عسكرياً: المقاومة أم العدو الإسرائيلي؟
وكي نجيب على هذا السؤال… لا بدّ من أن نتحدث عن المقاومة في لبنان ونتحدث أيضاً عن المقاومة في غزة… لنجري عملية مقارنة بين ما يملكه أبطال المقاومة، وما تملكه الدولة العبرية من عناصر ومعدات، ليعرف القارئ ان ما يقوم به أبطال «طوفان الأقصى»، وأبطال المقاومة الوطنية اللبنانية، يُعَدّ من «الأعاجيب».
ولنبدأ المقارنة بالمقاومة اللبنانية الوطنية..
* تعتبر المقاومة اللبنانية الجماعة غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم. حيث تعدّ قوتها المسلحة بما يعادل قوّة جيش متوسّط الحجم حتى عام 2024. لدى حزب الله، كما صرّح أمينه العام الشهيد حسن نصرالله، مائة ألف مقاتل.
* وزادت قوة هذه المقاومة العسكرية كمية ونوعية الصواريخ التي يمتلكها ضد عدوّه الرئيسي إسرائيل. ويعتمد الحزب استراتيجية القذائف والصواريخ كأسلحة هجومية، إضافة الى وحدات المشاة والدروع المضادة، وتتراوح تقديرات عدد القذائف الاجمالي لحزب الله بين 120 ألفاً الى 150 ألفاً، أي أكثر بكثير من معظم البلدان.
* تمتلك المقاومة اللبنانية كميات محدودة من الصواريخ المضادة للطائرات والقذائف المضادة للسفن، فضلاً عن آلاف من القذائف المضادة للدبابات وهم يتمتعون بمهارات عالية في استخدامها.
* تتميّز المقاومة اللبنانية وتتقن فن التغطية والإخفاء وتجيد فن الحروب المباشرة من مسافة صفر.
* يقارن بعض الخبراء قوة المقاومة اللبنانية بقوة بعض الجيوش العربية حالياً.
* يتمتع عناصر المقاومة اللبنانية بقوة إيمان قوية، فهم أصحاب حوافز عالية.
وننتقل الى المقاومة الفلسطينية في غزة لنقول:
إنّ قطاع غزة هو المنطقة الجنوبية الممتدة من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط على شكل شريط ضيّق شمال شرقي سيناء.
وقد فصلت إسرائيل قطاع غزة عن الضفة الغربية بعد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967.
كما تخضع غزة لحكم حركة حماس منذ عام 2007 بعد أن فازت حماس بانتخابات 2006.
والجميع يعلم أن غزة تعرضت وتتعرض لحصار برّي وبحري وجوّي كامل من إسرائيل، علماً بأنّ طول قطاع غزة يبلغ 41 كيلومتراً ويتراوح عرضه من 6 الى 12 كيلومتراً، وتبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربعاً. ويعيش في القطاع حوالى مليوني فلسطيني مما يجعل الكثافة السكانية عالية جداً.
وفي غزة 8 مخيمات سكانها من نسل الذين هربوا أو طردوا من المنطقة التي تحتلها إسرائيل.
قوة «حماس» في هيكليتها وهي: – لواء الشمال ويحتوي على 7 كتائب
– لواء غزة فيه 7 كتائب
– لواء المنطقة الوسطى فيه 5 كتائب
– لواء خان يونس فيه 6 كتائب
– لواء رفح فيه 5 كتائب.
– عدد عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة عشرات الآلاف وبضع مئات في الضفة.
لقد بدأت المقاومة الفلسطينية باستعمال الحجر ثم السكين ثم البندقية، حتى انها صنعت رشاشات بأيدٍ محلية، ثم استعملت الأحزمة الناسفة والقنابل ومدافع الهاون، ثم طوّرت صواريخها مثل: صاروخ القسّام، وصاروخ عيّاش الذي يبلغ مداه 250كلم.
وتملك صواريخ مضادة للدروع مثل: صاروخ كورنيت، وصاروخ ياسين وصاروخ ساغر.
عام 2014 امتلكت بعض الطائرات من دون طيار تقوم بمهام استطلاعية وأحياناً هجومية.
أما جيش العدو الإسرائيلي فحدّث عنه ولا حرج. فإسرائيل تمتلك واحداً من أكبر الجيوش في العالم، لا سيما من ناحية التجهيز العسكري، وتعتمد على قوتها العسكرية الضخمة من أجل الحفاظ على نفوذها في المنطقة مستفيدة من دعم مادي وعسكري أميركي وأوروبي كبير.
تشير معلومات قدّمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الى ان إسرائيل تملك الى جانب القوات البشرية معدّات عسكرية ضخمة وحديثة، وهذه بعض الملاحظات الضرورية:
– الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل لمن يبلغون 18 عاماً، ويخدم الرجل 36 شهراً والنساء 24 شهراً.
– يبلغ عدد الجنود النظاميين الإسرائيليين في الجيش والبحرية والقوات شبه العسكرية 169 ألفاً و500. يضاف إليهم 465 ألفاً من الاحتياط.
– تمتلك إسرائيل معدات عسكرية ضخمة وحديثة، فلديها أكثر من 2200 دبابة و530 مدفعاً من مختلف الأنواع والقدرات، و339 مقاتلة بما في ذلك 309 طائرات هجوم تتنوّع بين F15 وF16 وF35، ومروحيات بينها طائرات أباتشي الهجومية، ولديها 5 غواصات و49 سفينة قتال وللدوريات البحرية.
– لديها أسلحة نووية، رغم عدم اعترافها بامتلاك مثل هذه الأسلحة، كما أن لديها صواريخ «أريحا» وطائرات قادرة على حمل رؤوس نووية.
– تُنفق إسرائيل أكثر من 23 ملياراً و400 مليون دولار على الجيش والتسليح، أي إنها تنفق %4.5 من الناتج المحلي على الجيش… وهي عاشر أعلى نسبة إنفاق عسكري في العالم.
– تعد إسرائيل أكبر مُتلقّ للمساعدات العسكرية الاميركية حيث بلغت منذ قيام دولة اسرائيل وحتى اليوم مساعدات أميركية بقيمة 300 مليار دولار.
– يتعاون الجيشان الاميركي والإسرائيلي في التدريبات المشتركة وفي برامج تطوير التكنولوجيا والمشاريع الدفاعية.
الخلاصة… لا شك ان المقاومة بشكل عام أقل عدداً وأقل عدة، ولكنها تتميز بأنها صاحبة قضية، وهناك استعداد للموت في سبيل القضية.. هذا أولاً.
ثانياً: صحيح أن هناك تفوّقاً في عدد الطائرات التي يملكها العدو الاسرائيلي، وتفوّق أيضاً بجميع أنواع الأسلحة، لكن العدو يفتقر الى قوة الإيمان بقضيته، وهذه نقطة سلبية ليست في صالحه.
ثالثاً: والصحيح أن هناك تفوّقاً في الجو، بسبب عدد الطائرات، والأهم أنواع الطائرات التي حصلت عليها بدعم من أميركا.
رابعاً: لكن هناك تفوّق كبير على الأرض للمقاومة، وخير مثال على ذلك ما حدث في اليومين الماضيين في جنوب لبنان في العديسة ومارون الرأس، حيث قتل 14 عنصراً وضابطاً في كمين… وعملية العدو الثانية يوم الثلاثاء في «حلة المحافر» حيث تقدمت الدبابات وعددها 3 ميركافا مسافة مائة متر في الأراضي اللبنانية وانتظرت رد المقاومة، فوقعت في كمين محكم ودمّرت… كذلك قتل 40 عنصراً من جيش العدو الإسرائيلي البارحة بتفجير في العديسة.
بمعنى آخر، لقد فشلت إسرائيل تماماً في تحقيق أي تقدّم في جنوب لبنان على الأرض، كما فشلت أيضاً في القضاء على المقاومة أبطال «طوفان الأقصى» في غزة ولم تستطع تحرير الرهائن… حتى بات الفشل يلاحقها في كل مكان تحاول أن تحتله وتبيد شعبه، لأنّ إرادة الشعوب من الله، والله مع الصابرين المجاهدين المؤمنين.