ملك الأردن استقبل ميقاتي: لوقف الحرب على لبنان
إسرائيل تهدّد و «الحزب» يردّ وأوروبا تستنكر استهداف «اليونيفيل»
على فالقٍ تفجيري كبير يقبع لبنان من جنوبه الى اقصى شرقه وحتى شماله حيث توسعت دائرة التوحش الإسرائيلي، من الصمت العربي والدولي وايضا من التواطؤ الاميركي والغربي عموما، وقد سكت ما يسمى المجتمع الدولي عن المجازر التي ترتكب يوميا بحق اللبنانيين، اما الفضيحة الكبرى فهي السكوت عن استهداف اسرائيل لقوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان.
أحدث فصول الإجرام سطّره الدم المسفوك في بلدة ايطو – زغرتا في الشمال التي استهدفت امس بغارة على منزل مستاجر من نازحين، افيد عن استشهاد 19 شخصا وجرح اربعة. ولا يبدو ان التوحش سيتوقف لا بل هو مرشح للمزيد في ضوء استهدافات حزب الله للجيش الاسرائيلي امس حيث افيد ان تل ابيب ابلغت واشنطن بانها ستنفذ «ردا قويا» على ضربات حزب الله ضد قاعدة بنيامينا».
وفي المقابل واصل حزب الله استهدافاته للمواقع العسكرية للعدو في عمق فلسطين المحتلة غير آبه بالتهديدات الاسرائيلية ، واكثر من ذلك اكدت قيادة المقاومة ان اي تصعيد من العدو سيقابل بتصعيد اكبر يطال كل انحاء فلسطين المحتلة وباسلحة جديدة .
البنتاغون
الى ذلك، أعلن البنتاغون ان «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد مجددا خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على أهمية اتخاذ تدابير ضرورية لحماية قوات اليونيفيل والجيش اللبناني». وشدّد أوستن مع غالانت على الحاجة إلى التحوّل من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار ديبلوماسي في أسرع وقت ممكن. وأبلغ أوستن نظيره الإسرائيلي ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة.
بوريل
بدوره، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه «من إطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان». وجدد «الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط»، مؤكدا: «نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل». أضاف: «تم تقديم مقترح إدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية». واعتبر بوريل أنّ «الدول الأعضاء في التكتل تأخرت كثيراً في التنديد بهجمات إسرائيل على جنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)». ووصف بوريل الهجمات بأنّها «أمر غير مقبول على الإطلاق». وأضاف خلال اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «يتعيَّن علينا أن نكون ضد الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل. جنودنا موجودون هناك، والكثير من الجنود موجودون هناك».
الاتحاد الاوروبي
من جهة أخرى، وزعت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان بيان بوريل في شأن الهجمات الأخيرة ضد اليونيفيل جاء فيه: «يعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما يدين جميع الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة. ويعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور.
ميقاتي
وفي عمان، استقبل رئيس الوزراء الاردني جعفر حسَّان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل الظهر في مقر رئاسة الوزراء. حضر اللِّقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيَّة وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصَّفدي والقائم باعمال سفارة لبنان في عمَّان يوسف رجي. تم خلال اللقاء البحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتطوُّرات الأوضاع والتَّصعيد الخطير في المنطقة. وأكَّد رئيس الوزراء الاردني خلال اللِّقاء «أنَّ الأردن، وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثَّاني،يقف إلى جانب لبنان الشَّقيق ويدعم أمنه وسيادته واستقراره، ويرفض بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، ويؤكِّد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الرقم 1701». بدوره، قدر الرئيس ميقاتي مواقف الأردن» ملكا وحكومة وشعباً تجاه لبنان»، في ظلِّ ما يشهده من عدوان اسرائيلي. وكانت اقيمت للرئيس ميقاتي فور وصوله الى مقر رئاسة الحكومة مراسم الاستقبال الرسمية.
وظهرا، استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني الرئيس ميقاتي في قصر الحسينية وجرى عرض للاوضاع الراهنة في لبنان والعدوان الاسرائيلي على الجنوب. وشارك في اللقاء ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، الوزير الصفدي، ومدير مكتب الملك عبدالله المهندس علاء البطاينة. في خلال الاجتماع اكد الملك عبدالله «وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره». وشدد «على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة». وقال «ان الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان». وحذر «من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع». بدوره، أعرب الرئيس ميقاتي عن تقديره لجلالة الملك لوقوف الأردن إلى جانب لبنان في كل المراحل، ولا سيما الجهود التي يبذلها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه». وثمن «الدعم الذي تقدمه المملكة عبر الجسر الجوي بين عمان وبيروت لإغاثة النازحين جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان».