بقلم خليل الخوري – انعقاد القمة الروحية هو أهم إنجازاتها
أضعف الإيمان أن نرحّب بقمة بكركي الروحية، فمجرّد أن تلتقي هذه المرجعيات والقيادات غير الزمنية تحت سقف واحد وفي قاعة واحدة، وأن تصدر بياناً مشتركاً تمّ التوافق عليه بالإجماع، ولو بعد لأي وجهد و «تعب»، كما قال لنا أحد الأصدقاء الذي شارك في اللقاء/القمة، هو الإنجاز في حد ذاته. علماً أن الورقة/المسودّة سبق أن دارت على الجميع قبل عقد هذه القمة التي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، الى أن أُجريَتْ عليها اللمسات الأخيرة، أمس، قبل غداء الاختتام الى مائدة سيد الصرح.
نُصِرّ على أن عقد القمة، هو، في حد ذاته، إنجاز لافت لا سيما في هذه الحقبة الأليمة من تاريخ لبنان، وسط هذه المعاناة الكارثية، إذ حلّت الحرب فوق الانهيار اللامحدود في المجالات كافة والمرافق كلّها، ناهيك بهذا الشحن الطائفي والمذهبي والمناطقي الذي ينفث سمومه القاتلة، لأن هناك مَن ينفخ في بوق الفتنة متعددة الأنواع والأهداف.
طبعاً، إن الأهمية التي نوليها للقاء في الشكل وأيضاً في المضمون. لأننا لا نصرف الاهتمام عن المضمون الذي راعى الحال الاستثنائية التي يمر فيها وطننا، وهو لا يقل أهميةً، وإن كان لا يحمل جديداً مع أنه تطرّق الى المسائل الجوهرية التي تناولها البيان الختامي بوحدة الموقف. وهذا شأن يجب التنويه به إيجاباً. وليس بالأمر البسيط، وإن كان من أضعف الإيمان في المطلق، ولا هو قليل الشأن أن يجمع الحضور في قمة بكركي على النقط الأساس التي هي (في ظرفنا الحالي) موضع خلافات بين الجماعة السياسية، كالتضامن والنازحين، وانتخاب الرئيس الذي «يحظى بثقة جميع اللبنانيين»، وأن تمسك الدولة بالقرار الوطني فتكون «صاحبة السلطة الوحيدة على التراب الوطني» الخ… وكل من هذه النقطة هو موضع خلاف طويل، ومزمن.
ولا نستطيع إلّا أن نأمل في أن تنتقل عدوى التضامن التي تبيّنت في لقاء الصرح وفي البيان الختامي، الى أهل السياسة الذين آن لهم أن يوحدوا الموقف ولو لمرة واحدة، فيسارعوا الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية، لأن حضوره في رأس السلطة أكثر من ضرورة وواجب، في المطلق، فكم بالحري اليوم؟!.