شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ترامب يقطع عهداً لِـ «شعب لبنان العظيم»
تلقيتُ نصاً باللغة الإنكليزية، منشوراً على موقع الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية للمرشح دونالد ترامب، موجَّهاً الى أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، فاستوقفني مضمونه الذي يهدف الى الحصول على أصوات أبناء جاليتنا، ما يؤكد على فاعلية الحضور اللبناني في بلاد «الأنكل سام»، مع تضمنه وعوداً بإحلال السلام والوئام في الشرق الأوسط… هنا نص المنشور، في إطار محاولة الحصول على دعم ترشحه:
أصدقائي، خلال ولايتي حققنا السلام في الشرق الأوسط، وسيكون لنا السلام مجدداً قريباً، وسأحلّ الأزمة التي تسببت بها (منافسته) كامالا هاريس وتجو بايدن، ولوقف الدمار والمعاناة في لبنان. أريد أن أرى الشرق الأوسط يستعيد السلام الحقيقي، سأحقق السلام وسأعمل على تثبيته كي لا تتجدد المعاناة كل خمس أو عشر سنوات.
وأضاف ترامب مخاطباً الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة ومتعهِّداً: أعطيكم كلمتي بتعزيز المساواة بين الأطياف اللبنانية جميعها. إن أصدقاءكم وعائلاتكم في لبنان من حقهم أن يعيشوا بسلام وازدهار، وبالتناغم مع جيرانهم. وهذا لا يصير إلّا فقط في إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
في الفقرة الثالثة من الرسالة يقول المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب: إنني أتطلع الى مواصلة العمل مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية لتوفير الأمان والسلام الى شعب لبنان العظيم.
ويختم الرئيس السابق منشوره الى لبنانيي أميركا بعبارة: انتخبوا ترامب من أجل السلام. بإخلاص.
وبعد أن يخصّ أحد المرشّحَين الرئاسيين في الولاية المتحدة الجالية اللبنانية برسالة تتضمن وعوداً وعهوداً محدّدة لأمرٌ يستوجب التنويه، وإن كان يدخل في إطار المعارك الانتخابية التي سرعان ما تتبخر وعودها والعهود، في أي حال هذا دليل على أن لجاليتنا دوراً وحضوراً مميزين كما أسلفنا أعلاه. ولا نريد أن نربط هذه المبادرة الترامبية بنسب المصاهرة مع لبنان عبر عائلة آل بولس من بلدة كفرعقا (في الكورة) وقد تزوج أحد أبناء هذه العائلة العريقة في السياسة (للتذكير: المرحوم فيليب بولس) بابنة ترامب الصغرى. فقط ننظر إلى ما عاناه لبنان مع إدارة بايدن من حصار، وما عاناه وعانته فلسطين معه من كوارث. من دون أن يبلغ بنا تبسيط الأمور الى حد الاعتقاد بأن ترامب سيجلب لنا المن والسلوى.