بيان صادر عن اتحاد لجان حق العودة في لبنان بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم

بيان صادر عن اتحاد لجان حق العودة في لبنان بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم

في الذكرى السنوية لوعد بلفور المشؤوم، يستذكر اتحاد لجان حق العودة في لبنان هذا الوعد الذي كان بمثابة اعتداء صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني وشرارة انطلاق مأساة تهجيره من أرضه ومقدساته. وعد بلفور الذي أصدرته بريطانيا في الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، شكّل أساساً لإقامة كيان غريب على حساب الشعب الفلسطيني المتجذّر في أرضه، والذي عانى منذ ذلك الحين من القهر والتهجير والقمع. ويتعرض الشعب الفلسطيني منذ عام كامل لعدوان وحرب إبادة وتطهير عرقي ومجازر في غزة والضفة الغربية، أسفرت عن سقوط حوالي 200 ألف شهيد وجريح ومفقود ومعتقل، في محاولة لفرض المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي، الذي يهدف إلى التنكر للوجود الفلسطيني وإلغاء حقوقه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

إن اتحاد لجان حق العودة يجدد رفضه التام لوعد بلفور وتداعياته الكارثية التي ما زالت قائمة حتى اليوم، ويؤكد تمسكه بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجّروا منها، وذلك تطبيقاً للقرار الدولي رقم 194. كما يؤكد الاتحاد أن حق العودة ليس مجرد مطلب إنساني فحسب، بل هو حق قانوني وسياسي ثابت وغير قابل للتصرف أو التنازل، مكفول بقرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية.

ندعو أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء في لبنان، وفي الوطن المحتل، وفي كل أماكن الشتات، إلى التمسك بدور وكالة الغوث والتصدي لكل محاولات تصفيتها، ووصمها بالمنظمة الإرهابية، واستهداف العاملين فيها، وتدمير مراكزها ومؤسساتها في غزة، وإغلاق مكتبها في القدس ومخيم نور شمس بمدينة طولكرم، إلى جانب تصويت الكنيست على مشروع قانون يحظر عمل الوكالة في غزة والضفة الغربية والقدس، والضغوط الأمريكية لتجفيف مواردها المالية. كل ذلك يأتي في إطار محاولات تستهدف قضية اللاجئين و تصفية حق العودة، مما يتطلب موقفاً وطنياً جامعاً للتصدي لهذا الاستهداف، وتوسيع دائرة التحركات السياسية والجماهيرية السلمية والحضارية للضغط على إدارة الأونروا للاستجابة لمطالب اللاجئين باعتماد خطة طوارئ إغاثية شاملة للحد من التداعيات السلبية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان وحالة النزوح الواسعة من مخيمات وتجمعات صور وبيروت والجليل.

كما نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق شعبنا، وعدم الاكتفاء بالتعاطف اللفظي مع معاناته. وعلى الدول العربية والإسلامية أن تلتزم بواجباتها في دعم صمود الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه في مواجهة حرب الإبادة والتهجير والتصفية، وكل محاولات تهميش قضيته وطمس حقوقه الوطنية.

في هذه الذكرى الأليمة، نجدد عهدنا لشعبنا الفلسطيني بأننا سنبقى على العهد، متمسكين بحق العودة وحقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرف، حتى تحقيق الأهداف الوطنية بالعودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

Spread the love

adel karroum