السفير غملوش: الاصطدام بالسياسة يولد المزيد من التأزم بين الناس
نوه السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش، في بيان، ب”الجهود التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني، على كل الاراضي اللبنانية، رغم عدم توافر المعدات والمستلزمات الاساسية للقيام بالمهام الموكلة اليها، من رفع جثامين الشهداء والجرحى من تحت الركام الى تأمين المياه إلى مراكز إيواء النازحين، واخماد الحرائق في كل المناطق، والتي كان آخرها حريق الحمرا الذي اندلع امس، كل ذلك في ظل حرب ضروس يمارس فيها العدو الاسرائيلي، مجازر يومية في حق البشر والحجر، ضاربا القوانين الدولية والانسانية عرض الحائط”، ودعا المواطنين الى التحلي بالوعي “كي لا نزيد النكبات على انفسنا”.
واذ شدد على ان الاعتداءات على قوات “اليونيفيل” لا ياتي من عبث و”هو اعتداء مقصود يريد من خلاله العدو الاسرائيلي توجيه رسالة الى القوات الاممية بالانسحاب من المناطق التي تتواجد فيها كي يستطيع تنفيذ مخططاته ومطامعه في جنوب لبنان”، اعتبر ان التعرض لعناصر قوات اليونيفيل والاطقم الطبية مدان بكل المقاييس، مستنكرا سكوت القوى الدولية العظمى، “التي تنتقي إداناتها للاعمال القتالية بحسب مصالحها الجيوسياسية”.
وانتقد، أداء الطبقة السياسية الحاكمة في الكثير من المواضيع، “حيث يتم ادراج بنود خلافية في جلسة مجلس الوزراء، لنصل اخيرا لا اخرآً الى سوء توزيع المساعدات على النازحين، ويتردد في هذا الاطار، ان هناك احزابا تحتكر التوزيع لاسباب باتت معروفة، بدلا من ان تقوم الدولة من خلال القوى الامنية بذلك، لضمان التوزيع بعيدا من المحسوبيات والاستنسابية”.
ودعا المسؤولين الى وقف السجالات المتعلقة بملف المساعدات على وسائل الاعلام، واجراء حوارات جدية وصريحة في مجالس خاصة لحل هذا الموضوع بشكل نهائي، “لانه من شان ذلك ان يؤجج الخلافات بين الناس”، مشيرا الى ان “الاصطدام بالسياسة يولد المزيد من التأزم بين الناس”.
وشدد على أن “النازح صاحب كرامة، وهو فور وقف الحرب على لبنان سيهرع الى قريته ومنزله حتى لو أصبح ركاماً”، مذكراً بأن “ما يعانيه اهل الجنوب والبقاع وجبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت الذين ابعدوا عن بيوتهم وقراهم مرغمين، لحماية ارواحهم من بطش العدو، سبق ان مرت فيه كل اطياف شعبنا”، داعياً الى ان “يكون التضامن المجتمعي بديلا من غياب الدولة التي نعتبر انها قصرت حتى الساعة في مساعدة النازحين قبل موسم البرد والثلوج”.
واعتبر، ان تقرير منظمة “الفاو” حول انضمام لبنان الى قائمة الدولة التي تستدعي اهتماما دوليا عاجلا بالامن الغذائي، يشكل جرس انذار للدولة للعمل على وضع خطة طوارىء اقتصادية تقينا الانزلاق السريع الى مستويات لا يمكن السيطرة عليها.
وختم غملوش: “للاسف انها صورة قاتمة للمشهد اللبناني، فلنعمد الى جعلها اقل سوادا ولنكف عن المتاجرة بأوجاع الناس ومآسيها، ولنتحل بالوعي، مواطنين ومسؤولين، لتمرير هذه المرحلة الصعبة، ولنتذكر ان المواطنة ترفع سلطة الطوائف عن الوطن”.