ميادة الحناوي تبارك للشعب السوري فرحته
«شعب سورية العظيم، الشعب الذي اعتز بأنني منه، أبارك لكم فرحتكم وأدعو الله أن تكون قادمات الايام أفضل بكثير مما سبقها، كنت ومازلت وسأبقى محبة لشعبي، مخلصة له مباركة له في افراحه.. فلنترك الفرصة للجيل الجديد من ابناء هذا الشعب العظيم كي يأخذ فرصته في بناء مستقبله المشرق بإذن الله.. أحبكم جميعاً وألف مبروك هذه الفرحة.. سوريا إلى مستقبل مشرق». بهذه الكلمات عبّرت مطربة الجيل الفنانة ميادة الحناوي عن مشاعرها بامل سورية جديدة على أثر انهيار النظام وخروج مئات المعتقلين إلى الحرية، وبدء اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، ومع ان كلمة ميادة لا تحتوي اية مضامين سياسية او انحيازات وإنما هي كلمات وجدانية وطنية اعتدنا ان نسمعها من مطربة الجيل طوال مسيرتها، الا انها قوبلت ببعض التعليقات النشاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها مؤيّدة للنظام. هنا سيتبادر إلى ذهننا وذهن كل من عرف ميادة الفنانة والإنسانة، انها لم تتدخّل بالشأن السياسي ولا تمتهن العمل السياسي، وقد عانت ما عاناه الشعب السوري خلال سنوات الحرب الأهلية لأنها صمّمت على البقاء في سورية في بيتها ومع شعبها ولم تغادر البلاد، استطيع هنا تشبيهها بكبيرتنا فيروز التي لم تغادر لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية وظلت قامة وطنية بعيدة عن أي اصطفاف. وهكذا هي السيدة العظيمة ميادة الحناوي، قامة وطنية سورية وعربية خارج اي اصطفافات، من هنا سنعود الى ما طرحه الثوار في سوريا وعبر اعلامهم، ان الصفحة الجديدة التي ستفتح في سوريا لن يكون فيها اتهامات، ولا إلغاء من أطراف لأخرى وان يحتفظ السوريون بتنوعاتهم الثقافية والدينية تحت سقف واحد وهذا ما تأمله ميادة التي قالت لنا انها تعلّمت كل هذا الانفتاح من نشأتها في مدينتها حلب وهي عاصمة التنوع الطائفي والثقافي، وتتمنى ان تشهد سوريا الجديدة نهوض فني ثقافي وتفسح الفرص لكل الكفاءات العلمية والادبية. لكن اسمحوا لنا ان نقول ما لم تقله ميادة التي صمتت بكبرياء، أنها برغم كل سنوات الحرب ورفضها مغادرة البلاد والعيش في بلاد أخرى فيها من الرفاهية ما يكفي، فقد كانت ممنوعة من الظهور عبر التلفزيون السوري الرسمي، ولم تكن وسائل الإعلام الرسمية تبث أغنياتها الوطنية على الاقل، ايضاً استُبعدت عن إحياء الحفلات، ما عدا حفل يتيم على هامش انعقاد قمة الجامعة العربية في دمشق ٢٠٠٨ فنانون كثيرون لا يتسع ذكرهم، قام النظام بدعمهم وتلميعهم، وبينهم من عاد واستدار للاستفادة المعنوية والمادية، ووحدها ميادة أعطت بلدها وشعبها ولم تأخذ شيئاً. كل الحب لميادة التي تحظى باحترام الشارع العربي بأسره.