سقوط الاسد… معتقلون يعودون وسجون لم تفتح
إجراءات لمنع دخول سوريين بطريقة غير شرعية
نشوة الغبطة والانتصار التي غمرت معظم اللبنانيين كما الشعب السوري باندحار نظام آل الاسد من حافظ الى بشار والاحتفالات التي ملأت الدنيا من دمشق الى بيروت والكلام الكثير الذي اطلق من كل حدب وصوب معلنا الانتصار وبداية رحلة بناء الوطن والدولة الحقيقية، انخفضت نسبيا امس لمصلحة الترقب وانتظار الـ”ما بعد” واليوم التالي. هي ستستمر صحيح مع عودة كل معتقل في البلدين الى ذويه، وقد تتحول نغصة، إن كان من الاهالي من ينتظر عودة لن تحصل، بعدما كشفت الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن مئات الجثث لمعتقلين نقلت من السجون، وربما ثمة المزيد منها تحت الارض، حيث تؤكد المعلومات ان احدا لم يتمكن حتى الساعة من الوصول الى السجون السرية في صيدنايا، وغيرها، حيث يعتقد ان ثمة معتقلين وصفوا بالأخطر على النظام السوري البائد.
الساعات والايام القليلة المقبلة لا بدّ ستميط اللثام عن المزيد من المفاجآت حول ارتكابات النظام ورئيسه اللاجئ انسانيا مع عائلته وحاشيته الى موسكو. لكنّ ما يهم اللبنانيين تحديدا ، الى معرفة مصير كل مفقود ومعتقل في سوريا، هو انعكاسات الحدث على لبنان وهي اكثر من ان تحصى على الارجح، عسكريا بما يرتبط بمصير ومستقبل حزب الله الذي قطعت عنه طرق الامداد، وسياسياً في الشق المتصل بالانتخابات الرئاسية مع حرق اوراق بعض المرشحين، واجتماعيا في ما خص عودة النازحين السوريين الى بلادهم ومنع تدفق المزيد منهم من اتباع النظام في اتجاه لبنان.
في لبنان
في لبنان قالت رئيسة لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني فقالت : الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء تتواصل مع الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين، وعلى الهيئة بذل الجهود من أجل الحصول على اللوائح الدقيقة، بعد أن شكلت خلية أزمة لتشكيل لجنة طوارئ والحصول على المعلومات الدقيقة، والمحافظة على أرواح الخارجين من السجون وتقديم الرعاية الطبية لهم”.
شكا
وامس، استقبلت بلدة شكا ابنها الأسير المحرر سليم حموي، الذي عاد إلى أرض الوطن بعد قضائه أكثر من 33 عامًا في السجون السورية. وكان في استقبال حموي حشد كبير من أبناء البلدة، بحضور كاهن الرعية الأب إبراهيم شاهين والنائب أديب عبد المسيح، حيث عمّت أجواء من الفرح والفخر بهذه العودة المنتظرة. يُعدّ حموي من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة باقي المفقودين والمعتقلين.
سؤال الجميّل
ليس بعيدا، وجه رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميّل، سؤالاً خطياً إلى الحكومة اللبنانية حول التدابير العاجلة المطلوبة لمعرفة مصير اللبنانيين المعتقلين والمخفيين قسراً في سوريا. وفي رسالته التي وجهها إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، شدد الجميّل على ضرورة تحرك الحكومة اللبنانية بشكل فوري ومكثف لتحديد مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية، والذين يزيد عددهم عن 622 مواطناً لبنانياً، بالإضافة إلى اللبنانيين الذين تم إطلاق سراحهم أخيراً من السجون السورية.
وزارة العدل
في السياق ذاته، اجتمع وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ،مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة المدعي العام في بيروت القاضي زياد أبو حيدر والأعضاء: القاضي جورج رزق، والعميد علي طه، لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا. وتقرر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون خلال اليومين الفائتين. وقد تم خلال اجتماع لجنة المعتقلين تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقا للأصول ، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الايام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.