الاحدب: ما يجري في سوريا مطمئن لكل المكونات والمطلوب في لبنان إنتاج رؤية محددة للمشاركة بسلطة مختلفة بعيدا عن سيطرة السلاح.

الاحدب: ما يجري في سوريا مطمئن لكل المكونات والمطلوب في لبنان إنتاج رؤية محددة للمشاركة بسلطة مختلفة بعيدا عن سيطرة السلاح.

كتبت ناديا شريم ل “أخباركم – أخبارنا”

بعد مرور أكثر من أسبوع على انقلاب المشهد في سوريا وتسلم” هيئة تحرير الشام “مقاليد الحكم كثرت القراءات والتحليلات التي تناولت مرحلة ما بعد بشار الأسد الذي حكم سوريا مع والده 54 عاما أمضاها السوريون كما اللبنانيون في القمع والدم والفساد .
اليوم بدأت سوريا تتنفس الصعداء وبدأ السوريون يحلمون بوطن لم تتوضح معالمه بعد إلا أنه في كل الأحوال سيكون أفضل من الوطن الذي بناه آل الأسد في أكثر من نصف قرن وسقط بعشرة ايام وكان سقوطه عظيما.

عن التطورات في سوريا وانعكاساتها على لبنان يقول النائب السابق مصباح الاحدب ابن مدينة طرابلس الفيحاء، بعد مرور حوالي اسبوع على سقوط النظام السوري، نحمد الله أن الكلام الذي نسمعه من الجهات التي أخذت السلطة في سوريا هو كلام منفتح وإيجابي ومطمئن لكل الاطراف والمكونات السورية، المسيحيون والعلويون والجميع، من الطبيعي أن تخاف الناس من التغيير لكننا بحاجة لهذا التغيير لان هذا النظام كان عائقا أمام تلاقي كل الفئات السورية وامام اي تطور في المنطقة، كان نظاما عائليا يستعمل كل مقدرات البلد ليبقى الحكم بأيدي عائلة محددة وهذا انتهى.

اما عن المستقبل فيقول الاحدب ، هناك طوائف عديدة في المنطقة لكن التاريخ يشهد أن احدا لا يستطيع أن يفرض أي شيء على أحد آخر، والمتدينون يعلمون ذلك وهناك تعاليم في الإسلام عن هذا الموضوع كمثل “لا اكراه في الدين ” ،”الله يهدي من يشاء”، فإذا طبقنا الدين الإسلامي فهو دين متسامح ومنفتح ، صحيح أن التطبيق السياسي قد يكون بطرق عديدة وفي التاريخ نماذج جيدة ونماذج سيئة، ولكن النموذج الذي نراه في سوريا جيد وممتاز حتى الآن ونأمل أن يستمر بهذا الاتجاه.

وحول سؤال عن وضع الأقليات في سوريا يؤكد الاحدب قائلا، لا أعتقد بأن هناك خوفا على الأقليات في سوريا، ليس لان العيون الدولية مفتوحة عليها فقط ولكن لان الاطراف المحلية واعية، وهناك المثل اللبناني حيث كل الاطراف تريد الحفاظ على التعددية، فمن يريد أن يحافظ على غنى بلده عليه أن يحافظ على هذه التعددية، من هنا اعتقد ان هناك قوى محلية وخارجية تريد التلاقي ولا تقبل بأن يكون هناك تفسير خاطئ للإسلام ينعكس سلبا ويفتعل مشاكل بل العكس، فنحن نريد الاستقرار لان من الحرام أن لا يكون هناك استقرار و ازدهار بعد خمسين عاما من الحروب و الدمار.

وفي موضوع “الموقوفين الإسلاميين ” يشدد الاحدب انه بالنسبة لملف الإسلاميين في لبنان أو الذين أطلق عليهم اسم “اسلاميين”، لان الكثيرين منهم أوقفوا بسبب تعاطفهم مع الثورة في سوريا واعتبروهم متطرفون ارهابيون خصوصا وأن الدولة اللبنانية كانت خاضعة تحت شعار “جيش وشعب ومقاومة ” وكل المؤسسات كانت وما زالت تابعة للمكون الأهم لانه كان يسيطر على البلد بسلاحه وهو حزب الله ، الذي لا يمثل إلا جزء من شيعة لبنان المنتمين فكريا لولاية الفقيه وكل من يعتبر أن لبنان يجب أن يكون منصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل من كل الطوائف الأخرى، وهناك بيئة ثانية تعتبر أن لبنان ليس بمقدوره أن يواجه وعليه أن يكون محايداً وأن يكون لبنان الجامعات والمستشفيات المتطورة ولبنان الانفتاح والإقتصاد، وهذا الفريق أيضا من كل الطوائف، من هنا فان الانقسام اللبناني ليس انقساما طائفيا، هذه الامور تغيرت الآن بصيغة ما، لكن مع الأسف السلطة اللبنانية ما زالت تعمل بقوة الدافع، ففي سوريا تحررت السجون لكن المتعاطف مع سوريا في لبنان لم يتحرر بعد وهذا أمر خطير لانه أن لم يكن هناك معالجة للظلم القائم في لبنان سيكون هناك اياد ممدودة للقوى الجديدة الموجودة على الساحة في سوريا بحجة حماية السنة في لبنان، لان ما دفع الإيراني للدخول إلى لبنان كان الظلم الذي كان موجودا بحق الشيعي بمراحل معينة، ونتيجة ذلك مد يده لطرف كان مستعدا للوقوف معه ومساعدته .
أضاف ، اليوم إما أن تلعب الدولة اللبنانية دورها وتتغير الصيغة الحالية خصوصا لجهة اعتبار السني بيئة حاضنة للتكفير وهذه هرطقة كبيرة تتناقض أساسا مع الدستور اللبناني، واما حصول مشاكل وهذا لن يكون لمصلحة لبنان ولا لمصلحة سوريا بل لمصلحة من يريد البقاء في السلطة. من هنا المفروض اليوم إعادة إنتاج رؤية محددة للمشاركة بسلطة مختلفة، فالمماطلة وتضييع الوقت والعودة إلى السيطرة مجددا عبر السلاح على مؤسسات الدولة اللبنانية مرفوض محليا ودوليا، نحن لم يكن لدينا القدرة على التغيير، اليوم وقع التغيير الدولي وأصبح هناك رؤية دولية جديدة، من هنا نريد كمواطنين التغيير، ولا يستطيعون اتهامنا بالصهينة فنحن لم نعط نفطنا ولم نتنازل عن حقوقنا ولم نقل للأميركيين أن الحرب ليست معكم بل هي بين الحسينية واليزيدية ليوم الدين، هذا كلام نرفضه ونؤكد على ضرورة بناء بلد يتسع لكل الطوائف وليس الطوائف الكبرى فقط ولبنان يصبح دولة جدية عندما يعطي دورا لكل الطوائف.

وختم النائب السابق مصباح الاحدب، الاقليات هم ايضا اهل الارض وكما يقول البطريرك اليازجي “بين نحن وانتم يجب أن تزال الواو والكل يجب أن يغار على مصلحة الاخر”، لذلك يجب الانتباه إلى صياغة الدستور بما يحمي حقوق الجميع، ويوم يكون وضع السرياني ذات العددية الصغيرة مصان إضافة إلى العلوي والدرزي وكل الأقليات فهذا يعني أن وضع كل لبناني مصان حتى السني والشيعي والماروني.

نحن نريد دولة تحمي المواطن وتتعامل معه على اساس المواطنة تماما كما تتعامل الدول الخارجية مع اللبناني، فعندما نسافر لا يسألوننا عن طائفتنا فإما أن يكون لنا حق بالإقامة كلبناني أو ليس لدينا حق، وهذا ما نأمل أن نراه عندنا.

Spread the love

adel karroum