قصة مدارس الريادة المخالفة لتعاليم ديننا واخلاقنا التي أطاحت بمسؤولين كبار فهل يغطي الوزير فشل استراتيجية وزارته ؟

بقلم : الصحافي حسن الخباز
اهتز المغرب أمس على خبر إعفاء مسؤولين كبار بوزارة التربية الوطنية والتعايم الاولي … ، وقد أثار هذا الإعفاء المفاجئ ضجة واسعة بين مؤيد ورافض لقرار الوزير برادة .
وقد بررت ااوزارة الوصية هذا الإعفاء بفشل المسؤولين المعفيين في تنزيل برنامج “مدارس الريادة” ، هذا البرنامج الذي خرج من الخيمة مايل كما يقول المثل الدارج المغربي .
هذا البرنامج الذي استنزف من خزينة المال العام ما يزيد عن السبعة ملابير ، ومع ذلك لم يحقق ولو هدفا من الاهداف المسطرة له ، بل بدأ بفضائح ومصيره الانتهاء بفضائح كذلك .
هل تذكرون فضيحة عرض مشاهد مخلة بالحياء في قلب مؤسسات تعليمية ، هذه إحدى ثمرات هذا البرنامج الذي تعول عليه الوزارة بشكل كبير واعفت بسببه ازيد من ستة عشر مسؤولا من الاطر السامية .
هذه الفضيحة سبق ان فجرها الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية ، حيث اكد عبد الله بوانو ان برنامج “مدارس الريادة” الذي تهدف من خلاله الوزارة إلى تطوير الانشطة الموازية عرف عرض افلام غير لائقة ولا تمث للتربية بصلة بل زتخدش الحياء .
هذه المشاهد التي صدمت التلاميذ وأولياء امورهم بشكل خاص وباقي المغاربة على وجه العموم تمت طبعا بشراكة مع مؤسسة علي زاوا لصاحبها المخرج نبيل عيوش مخرج الفيلم البورنوغرافي “الزين اللي فيك” . لذلك فمن الطبيعي ان يعرض على التلاميذ مثل هذه المشاهد ليتم التطبيع معها على المستوى التعليمي كذلك .
ولا يمكننا ايضا نسيان فضيحة استدعاء الكوميدي حسن الفذ ومنحه الملايين من ميزانية استراتيجية الوزارة مقابل إلقاء كلمة موجزة في دقائق معدودة على رؤوس الاصابع .
وفي نفس سياق فضائح هذا البرنامج المثير للجدل ، سبق لنائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي ان وجهت سؤالا كتابيا للوزير الوصي على قطاع التعليم ببلادنا ، حول التجاوزات التي تخللت صفقة المقررات الدراسية المرتبطة ببرنامج “مدارس الريادة” ،
وذكرت الوزير برادة بالتجاوزات التي ادت لفسخ العقد زفرض غرامة مالية على الشركة المتعاقدة مع وزارته ، وطالبت بالمزيد من التوضيح بخصوص هذه الفضيحة وإطلاع الرأي العام على ٱخر تطوراتها .
كما اكدت ثورية عفيف النائبة عن البيجيدي ،” إن تجربة ما سمي بمدارس الريادة ببعض الجهات أبانت عن تعثرها في أول خطوة لها، حيث ظل التلاميذ المتمدرسون فيها بدون توفرهم على كتب المقررات الدراسية، مما جعل بعض الإدارات تلجأ إلى عملية طبع ونسخ مقررات على أوراق متفرقة، والتي وصفها آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والمهتمون بالشأن التربوي بالعشوائية والمنافية لأبسط شروط الجودة المطلوبة.”
ونبهت إلى أن هذا التعثر أثر سلبا على مستوى التحصيل العلمي للمتمدرسين، كما انتقدت توزيع مطبوع بألوان توحي بشعار الشواذ جنسيا، “وذلك في محاولة تسريبية خبيثة لنشر مظاهر مخطط خطير فتاك ومدمر لأخلاق الإسلام السوية والنبيلة في نفوس التلاميذ والتلميذات”.
هذا غيض من فيض الفضائح التي نتجت عن برنامج “مدارس الريادة” ، وإن شئنا عد باقي الفضائح الاخرى فلن يكفينا هذا الحيز الضبق المخصص لهذا المقال والذي لا يتعدى الخمسمائة كلمة .
ما فائدة برنامج مثير للجدل كهذا ، ولماذا الاستغناء عن خدمات اطر عليا ذات تجربة لا يستهان بها ، وضرب مسيرتهم التعليمية والتربوية في الصفر فقط إكراما لعيون برنامج فاشل لا يمثل المغرب ولا المغاربة .
يجب وقف هذا البرنامج الاسود حالا وإلغاء قرار الإعفاء ، فالمدرسة المغربية بخاجة ملحة لمثل هؤلاء واغلبهم مديرون إقليميون ، فهل يتدارك الوزير برادة الامر ، وهل سيلبي رغبة المغاربة بوقف هذا البرنامج الذي أثار الكثير من الجدل منذ انطلاقه واستنزف الملايير من المال العام .