الشرع يكشف عن رفض الكرملين تسليم الأسد ويلمح إلى علاقة عسكرية مع موسكو

طالب أميركا برفع الحصار لمنع الفوضى ومخاطرها
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلة مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وتحت عنوان “الجهادي السوري الذي أصبح رئيسا ويبحث عن حلفاء” قالت كريستينا غولدبوم إن الشرع عندما كان مسؤولا عن جيب صغير في شمال البلاد، كانت تحالفاته أصغر، فقد كانت تركيا داعمة له، بينما كان نظام الأسد وإيران عدويه الرئيسيين. وكان الدعم السياسي من الدول الأخرى موضع ترحيب، مع أن مساعداتها المالية لم تكن ضرورية للبقاء.
ومنذ أن أطاح تحالف المعارضة الذي ينتمي إليه بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ يخوض الشرع، الذي تحدث إلى صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الشهر من القصر الجمهوري، غمار جهود جيوسياسية أكثر تعقيدا.
وأكدت الصحيفة على أنه لمنع الاقتصاد السوري من الوقوع في الهاوية، فهو بحاجة لإقناع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى المتشككة من ماضيه الجهادي برفع العقوبات.
وذكرت أنه لمنع البلاد من الانزلاق مجددا إلى حرب أهلية، يحتاج إلى مساعدة عسكرية لبناء جيش جديد، وللحفاظ على عمل الحكومة ومنع البلاد من الانزلاق إلى فوضى عارمة، يحتاج إلى تمويل أجنبي لدفع رواتب موظفي القطاع العام.
العلاقة مع تركيا وروسيا
وقالت الصحيفة إن الشرع الذي قاد في السابق فصيلا متحالفا مع تنظيم القاعدة قبل أن يتحول إلى رجل دولة، يقوم كما يقول بالتفاوض مع تركيا الداعم السياسي الطويل وروسيا الداعم للأسد عنما كان في السلطة، ملمحا إلى إمكانية حصوله على دعم عسكري من البلدين. وقال: “لتركيا وجود عسكري في سوريا، ولروسيا أيضا وجود عسكري، لقد ألغينا اتفاقيات سابقة بين سوريا ودول أخرى، ونعمل على تطوير اتفاقيات جديدة”. وبدا الشرع منفتحا على شراء أسلحة إضافية من روسيا ودول أخرى.
ولهذا السبب، فإن العديد من الدول، سواء كانت إقليمية أو أوروبية، لديها مصلحة كبيرة في استقرار سوريا، كما يقول. ويحاول الشرع الإبحار في ظل وضع جديد تتحرك فيه إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا الحكومة السابقة أو الحالية في دمشق لها علاقة مع إسرائيل. وبعد سقوط النظام السابق قصف الطيران الإسرائيلي مئات الأهداف العسكرية واحتلت إسرائيل مناطق في جنوب البلاد وأعلنت حكومة إسرائيل انها تريد منع وقوع أي عتاد عسكري بيد جهة معادية لها. وفي ظل الظروف الحالية، يجب على الشرع إقناع الغرب بأنه شريك موثوق به، على الرغم من ارتباطاته السابقة بتنظيم القاعدة.
وذكرت أنه يبدو أنه بصدد بناء علاقة جديدة مع روسيا، التي لديها مصلحة استراتيجية في الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا. وفي هذا السياق تحدث الشرع للصحيفة عن الوجود العسكري الروسي قائلا: “أبلغنا جميع الأطراف أن هذا الوجود العسكري يجب أن يتماشى مع الإطار القانوني السوري”. وأضاف الشرع أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تضمن “استقلال سوريا واستقرار أمنها وألا يشكل وجود أي دولة تهديدا أو خطرا على الدول الأخرى عبر الأراضي السورية”.
ومع ذلك، تبدو السلطات السورية منفتحة على التفاوض مع الكرملين. ولكنه الشرع قال:”روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، وأسلحة سوريا روسية بالكامل وهناك العديد من اتفاقيات الغذاء والطاقة التي اعتمدت عليها سوريا لسنوات عديدة. يجب أن نأخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار”.
عقوبات أميركا ومطالبها
ووجه الشرع خلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة، مناشدة لواشنطن لرفع العقوبات، وقال إنه من المنطقي رفعها الآن بعد سقوط النظام السابق: “لقد وضعت العقوبات ردا على الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب”. وخلال الحرب الأهلية السورية، فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة على نظام الأسد، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد.
ولفت الصحيفة إلى أنه من جانب آخر، سعى الشرع لتخفيف مخاوف الدول الخارجية والتأكيد على أن سوريا لن تستخدم كمنطلق للهجوم على دول أخر.