خبرتني العصفورة”إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها…”

خبرتني العصفورة”إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها…”

رغم انتهاء العملية الانتخابية في طرابلس، إلا أن المدينة لم تهدأ كما يظن البعض. فقد أفرزت النتائج مجلسًا بلديًا بلا أكثرية واضحة، ما يفتح الباب أمام صراعات داخلية قد تعرقل انتخاب رئيس للمجلس وتعيق انطلاق العمل البلدي المنتظر.

وسط أجواء متوترة واحتجاجات شعبية وإعلامية، كان للفريق الإعلامي المتواجد في قصر العدل دور محوري، إذ واكب عملية الفرز رغم صدور قرار بمنعه من التغطية. غير أن حضوره الميداني وصوته العالي في نقل نبض الناس، واحتجاجاتهم، وتفاصيل ما يحدث لحظة بلحظة، شكّل قوة ضغط حقيقية وساهم في كشف الكثير مما دار خلف الكواليس.

هذا الفريق، الذي ضمّ اعلاميين ومراسلين ميدانيين، لعب دورًا أساسيًا في تسليط الضوء على التجاوزات والإرباكات، وكان صوته امتدادًا لصوت الناس، ناقلًا وجعهم، وتساؤلاتهم، ومواقفهم، بجرأة ومسؤولية.
وقد وجّهت جهات رسمية شكرًا خاصًا للفريق الإعلامي على أدائه الميداني المتميّز، وقيل إن المواقع الإلكترونية في الشمال تمتلك تأثيرًا كبيرًا، وأصبحت بحق صوت الناس ومرآة الشارع الطرابلسي.

ثم جاءت إقالة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، لتشكّل المتنفس الأكبر، والقرار الإجرائي الذي “شفا صدور” الكثيرين في طرابلس. وقد قيل في الكواليس إن “وزيرًا فعلها… وأنقذ المدينة”، بعدما بات وجود نهرا عبئًا على صورة طرابلس واستقرارها الإداري.

وبعد وضعه بتصرف الحكومة، فتحت ملفات عدة، قيل إنها مليئة بالعجائب والغرائب… وكلها على وشك أن تُكشف. فإمبراطورية نهرا ومن التفّ حولها بدأت تتهاوى، والمرحلة المقبلة تحمل مفاجآت بالجملة.

ولعل القول الأشهر في طرابلس اليوم: “إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها…”

وخبرتني العصفورة أن بعض الناشطين ممن يدّعون الانتماء للإعلام، ما هم في الحقيقة إلا مخبرون يتنقلون بين الناس والمكاتب السياسية، يلبسون عباءة الإعلام لنقل ما يُطلب منهم فقط، وفقًا لأجندات خاصة.

وفي أحد المكاتب السياسية، سُمعت همسة: “صار بدها شطف الدرج”، في إشارة إلى أن مرحلة تغيير شاملة على الأبواب، نتيجة تراكم الأخطاء وتغييب الكفاءات، رغم وصول بعض الأسماء التي تحظى بثقة الناس.

كما علمت العصفورة أن أحد الخاسرين لم يستوعب بعد حجمه الحقيقي، فراح يهاجم من سانده، في تصرف لا ينمّ عن وعي سياسي. ويُقال فيه: “بياكل بالصحن وبيبزق فيه.”

وخبرتني العصفورة أيضًا عن فضيحة مدوّية، بطلها شخص تلقى أموالاً من إحدى اللوائح للترويج لها إعلاميًا، لكنه استخدم الدعم لأغراض شخصية داخل محيط ضيق، دون أي تأثير يُذكر على الأرض.

وخبرتني العصفورة أيضًا أن بعض المرشحين السابقين، ممن نشطوا خلال الحملة بخطاب أخلاقي، باتوا اليوم يُديرون حملات تشويه منظمة عبر حسابات وهمية، يطعنون خصومهم في الخفاء، بينما يرفعون شعارات النزاهة علنًا.
لكن الحقيقة بدأت تظهر، والناس باتت تقرأ وتُحلل وتربط، ومن خان الشفافية سيُفضح عاجلًا أو آجلًا.

وهمسة أخيرة من العصفورة:
تم إدراج أسماء عشرات الأشخاص من الشمال، بينهم شخصيات سياسية واجتماعية معروفة، ضمن لوائح منع من السفر، في إطار إجراءات أمنية وقضائية مشددة، تتعلق بملفات مالية وأمنية وفساد إداري. والمرحلة القادمة قد تحمل مفاجآت كثيرة… وربما أسماء جديدة على لائحة القطاف.

وختامًا…
العصفورة لا تُجامل ولا تُهادن، تنقل ما تسمع وترى.
فاحذروا صمت المدينة، فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة…
والعصفورة؟ ليس لها اسمٌ آخر، ولا تُغرّد باسمٍ مستعار.
وما زال في جعبتها الكثير.

Spread the love

adel karroum