نريد بلدية تُشبه المرحوم العميد سامي منقارة بقلم: سمير الحاج

على مسافة أيام من انتخاب رئيس جديد لبلدية طرابلس تتوجه أنظار أبناء المدينة إلى هذا الاستحقاق الحاسم ليس طمعاََ في الأسماء ولا اصطفافاََ خلف الأشخاص بل أملاََ بأن تُفتح صفحة جديدة في تاريخ طرابلس عنوانها النهوض من مستنقع الإهمال والفوضى الذي رزحت تحته طوال السنوات التسع الماضية.
لقد عانت المدينة من تراجع كارثي في الخدمات غابت الإنارة عن شوارعها تكدّست النفايات في أحيائها تآكلت بناها التحتية وامحت ملامح التنظيم والتخطيط من إدارتها من باب التبانة وجبل محسن إلى الزاهرية والقبة من الأسواق القديمة والتل إلى الميناء وابي سمراء لا حي في طرابلس نجا من التقصير ولا مواطن إلا وشعر بأن مدينته تُترك لمصيرها.
في هذا المفترق لا بد أن يُشكّل المجلس البلدي الجديد خطوة في الاتجاه الصحيح. المطلوب اليوم مجلس بلدي يُشبه سيرة ومسيرة العميد الراحل سامي منقارة ذاك الرجل الذي لم يغلق باباََ في وجه فقير ولم يميّز بين حي وآخر وجعل من العمل البلدي رسالة شريفة تتقدّم على كل الحسابات.
ولا يقلّ أهمية عن تشكيل مجلس بلدي فعّال أن تبتعد القوى السياسية عن التدخل في قراراته اليومية وأن تكتفي بالدور الداعم عبر تيسير المشاريع وتحصيل حقوق المدينة ومواكبة شؤونها من داخل المجلس النيابي ومن قلب الحكومة. فطرابلس تحتاج إلى مَن ينقل صوتها إلى الدولة لا مَن يعطّل قرارها من داخلها.
إن المدينة اليوم على مفترق طرق إما أن تستعيد نبضها عبر مجلس بلدي مسؤول وحر وإما أن تدخل في دورة جديدة من الجمود. الخيار بيد من انتُدبوا للمهمة والمحاسبة بيد الناس الذين تعبوا وانتظروا وما زالوا يأملون إننا لمنتظرون.