الملك أم الشبح؟

قبل يومين.. في هيئة صادمة لا تليق باالملك ولا حتى بمواطن عادي، ظهر “محمد السادس” الملقب “بملك المغرب” وكأنه جثة هامدة تمشي فوق الأرض.. جسد هزيل، يدان ترتعشان بلا تحكم، وجه شاحب، وكأننا أمام جثة فاقدة للشعور والإدراك.
أما هندامه فكان أشبه بمظهر متشرد، ولحية غير مشذبة، وشعر كثيف فوضوي لا يسر ناظرا.
إن هذا الظهور الباهت يختزل كل شيء.. من ادّعى العظمة والقوة لعقود، أصبح ينهار اليوم أمام أعين الجميع، في مشهد يبعث برسائل عميقة لمن يظن أن الظلم يدوم، إنها عدالة السماء حين تبدأ في أخذ مجراها، فتُذل الظالم وتجعله عبرة وهو لا يزال على قيد الحياة.
هذه الصورة تُجسد القول المأثور: “من عاش ظالماً، مات ذليلاً”،
أو بالأحرى “بدأ موته قبل أن يموت”.
لم يعد أمامنا سوى شبح حاكم أنهكته الخيانات، والدماء، والأرواح التي أزهقها في الريف والصحراء، وكذلك في سجون البلاد.