نمودج لاحدى الديكتاتوريات التي تحكم بالحديد والنار . قصة الرئيس الدائم الذي يسعى لولاية ثامنة ولن يطيح به إلا الموت .

نمودج لاحدى الديكتاتوريات التي تحكم بالحديد والنار . قصة الرئيس الدائم الذي يسعى لولاية ثامنة ولن يطيح به إلا الموت .

بقلم : الصحافي حسن الخباز

بعد ان حسبوا أنهم تخلصوا منه ومن حكم المستبد إلى الأبد ، وبعدما انتشرت إشاعات تفيد أن الطاغية هلك ، نظرا لاختفائه عن الأنظار لأسابيع متتالية ، وتنفس الكاميرونيون الصعداء …
عاد بول بيا للاضواء من جديد في خبر صادم وقرار اكثر صدما ، ويتعلق الأمر باعتزام السيد الرئيس بالترشح من جديد لتسيير أمور البلاد والتحكم في العباد وتقرير مصيرهم دون رضاهم ولا قبول منهم .
هناك حكام يعشقون الكرسي عشقا غريبا ويقاومون بجعل الطرق ان لا يتركوه إلا وهم محمولون على الاكثاف باتجاه المثوى الأخير ، ومن بين هؤلاء الحكام على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الكاميروني الذي يسعى لولاية جديدة .
اجل ، فالرئيس المذكور لم تكفه سبع ولايات وبخطط للجلوس على العرش للولاية الثامنة ، في إحدى اقوى الديكتاتوريات التي تحكم شعبها بالحديد والنار ولا من يعارض ولا من يرفض هذا المنكر .
فلا عمره الذي عمر لاثنين وتسعين عاما ولا فترة حكمه التي دامت لثلاث وأربعين عاما جعلوه يفكر في التنحي وترك الفرصة لغيره من الشباب الكاميروني الكفئ القادر على العبور بالكاميرون نحو بر الأمان .
جدير بالذكر أن بول بيا يعتبر أكبر رؤساء العالم سنا ، ومع ذلك مازال متشبثا بالكرسي ومن خلاله بالسلطة والحكم ، مع أنه لم يقدم شيئا لبلده طيلة العقود التي تسلم زمام الامور والتسيير فيها .
ويصر الرئيس المذكور لتمديد فترة حكمه عبر ترشيح نفسه من جديد لولاية ثامنة في أكتوبر القادم ، لعلمه اليفين ان شعبه مقموع وليست لديه سلطة الرفض او حتى المعارضة ليجثم على صدره ويكثم أنفاسه لسنوات جديدة .
ومن المضحك المبكي ان بول بيا كتب بالحرف في منشور له على منصة X: تويتر سابقا “اطمئنوا، تصميمي على خدمتكم يتناسب مع إلحاح التحديات التي نواجهها”.
وجاء في تدوينته المذكورة أن قراره بالترشح لولاية ثامنة جاء بعد دعوات “كثيرة ومُلحّة” من أشخاص من جميع أنحاء الكاميرون ومن أبناء بلاده في الخارج ، لذلك استجاب لرغبتهم وقرر الترشح من جديد .
ومن المعلوم انه منذ حكم البلاد
واجهت إدارته بانتقادات تهم حجم الفساد المستشري طيلة فترة حكمه فضلا عن الاختلاس وسوء الإدارة والتسيير ، علاوة على فشله في معالجة التحديات الأمنية. كما توجد مخاوف بشأن صحته وقدرته على الحكم.
لم يمت إذن الطاغية رغم ارتياح الشعب الكاميروني من سحنته لازيد من ستة أسابيع ، وانتشرت حينها إشاعات تفيد وفاته ، وأن الكاميرون مقبلة على مرحلة جديدة ، لكن الصدمة كانت قوية بعودته للأنظار ، والادهى والأمر اعتزامه الترشح من جديد .
ومع ان الدعوات تزيد يوما عن يوم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مطالبة بتنحيه وترك الفرصة للشباب وإفساح المجال لقيادة جديدة في هذه الدولة الواقعة وسط القارة السمراء .
ترشحه الجديد جاء في أعقاب انفصال سياسي عن اهم حلفائه من المناطق الشمالية، الذين لعبوا دوراً حاسماً في المساعدة في تأمين الأصوات في الانتخابات السابقة في ذلك الجزء من البلاد .
و مباشرة بعد قرار ترشحه لولاية ثامنة أعلنت العديد من شخصيات المعارضة، بمن فيهم موريس كامتو، الذي جاء في المرتبة الثانية في التصويت في انتخابات عام 2018، بالإضافة إلى جوشوا أوسيه، وأكيري مونا، وكابرال ليبي، ترشحهم.
ومع كل هذا ، دعت حركة الشعب الديمقراطية الكاميرونية الحاكمة، وغيرهم من المؤيدين، علناً منذ العام الماضي، بيا إلى الترشح لولاية أخرى. وكان بيا بالفعل المرشح الفعلي بصفته زعيماً للحزب ، فهل سيتمكن من الاستمرار في تسيير أمور البلاد ام ان السيل قد بلغ الزبى فعلا ، وبذلك تقوم ثورات شعبية ضده ؟

Spread the love

adel karroum