الرفاعي: من تحالف مع العدو خائن لا يُمثّل طائفة ولا مذهبًا

الرفاعي: من تحالف مع العدو خائن لا يُمثّل طائفة ولا مذهبًا

اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أن “فتن الداخل تكاد تُعمينا عن مشهد العدو، وتُحيل أنين الغزيين إلى مجرد صوت باهت في خلفية المشهد. نقاتل بعضنا، ونتبارى في تجريح الظهر الواحد، بينما عيون العدو تراقب وتضحك”.

ورأى في خطبة الجمعة أن “الذي يريد الخير لهذا البلد لا يشعل فيه نارًا. لا يبيع خصومه للفتنة، ولا يجمّل العجز بالشعارات. نحتاج إلى حكمة، لا إلى صراخ. إلى صدق، لا إلى مزايدات”.

ولفت إلى أن “الإتقان مبدأ قرآني قبل أن يكون مهارة حياتية، وقد جمعه قوله تعالى: “ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”. فالعبرة ليست بكثرة ما يُقدَّم، بل بجودته وخلوصه لله. الإتقان هو أول درجات الإحسان، وأقرب سبيل لنيل رضا الرحمن، وهو معيار التفاضل الحقيقي في الأعمال”.

وتابع: “في كل ميدان من ميادين الحياة، نحتاج إلى إتقان العمل قبل كثرته: في التربية، في الدعوة، في الإدارة، في المواجهة، في الخطاب الإعلامي، في العمل الخيري، في الاقتصاد، وحتى في المواجهة السياسية والعسكرية. كل مشروع بلا إتقان، مصيره العجز أو التآكل. وكل جهد لا يُبنى على إحكام، ينهار أمام أول امتحان”.

وقال: “مع كل شتاء، تبدأ أعاصير السياسة والحرب والفتنة. لكنها هذا العام بدأت قبل المطر، وسَبق القصفُ الغيوم، وضاق الناس من بردٍ بلا غاز، ومن نارٍ لا تُضيء طريقًا، ولا تُنهي معركة”.

وأضاف: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ، لأن الديمومة والإخلاص مع الإتقان تُثمر أثرًا لا تحققه الكثرة المتسرعة. والذين لا يُحسنون التقدير ولا يتقنون البناء، يُسحقون رغم كثرتهم. العدو لا يفرّق، بل يستفرد، ونحن نتفرّق. كل طرف يظن أنه في مأمن، حتى يصله الدور، ويُؤكل كما أُكل من قبله”.

وأشار إلى أن “غزة هي المَثل. قلة متقنة صنعت ملحمة. بلا طعام ولا دواء، لكنها تملك الإخلاص، والبصيرة، وحسن العمل. لذلك صمدت، وفضحت، وكشفت، وأرعبت. غزة ليست بقعة، بل بوصلة، ومنهج، ودرس للأمم”.

وقال: “مع اشتداد الفتن، لا نجاة إلا بإتقان الرؤية والعمل. لا نُخدع بالشعارات ولا تجرّنا العواطف. نُحكّم شرع الله، نلزم جماعة العلماء، نزن الأمور بالمصلحة الشرعية، ونقف حيث يجب الوقوف”.

واعتبر أن “ما يجري في سوريا، والتمادي الصهيوني فيها، يُظهر أن العدو لا يميز. من تحالف معه فهو خائن، لا يُمثّل طائفة ولا مذهبًا. والعدو يُجهز للضربة المقبلة، ولا يُبقي حليفًا له إلا وقد استنفد أغراضه منه”.

وختم الرفاعي: “نحتاج إلى من يُتقن الكلمة قبل أن ينطقها، والموقف قبل أن يُعلنه، والفعل قبل أن يباشره. الإتقان ليس رفاهية، بل هو طوق النجاة، وسلاح من لا سلاح له، وخط الدفاع الأول عن الأمة في زمن العجز والخيانة”.

Spread the love

adel karroum