“راح سعد رجع بهاء… راح بهاء رجع سعد… والطائفة السنية بين التردد والتحدي”

بقلم: سمير الحاج – رئيس جمعية اللجان الأهلي
في زمن تبدلت فيه المفاهيم واهتزت فيه الثوابت السياسية تجد الطائفة السنية في لبنان نفسها عالقة في دوامة الأسماء لا المشاريع. فـ”راح سعد رجع بهاء راح بهاء رجع سعد” بات شعارًا يتردد في المجالس وعلى ألسنة الناس يعكس واقعًا مأزومًا ومشهدًا سياسيًا أشبه بالمسرحية التي تتبدل وجوه أبطالها ولا تتغير حبكتها.
الطائفة السنية التي لطالما كانت ركنًا أساسيًا في المعادلة الوطنية أُضعفت بفعل التجاذبات الداخلية والخارجية وتُركت تتخبط بين خيارات لا تعبّر بالضرورة عن طموحات أبنائها ولا تلبي حاجاتهم الاجتماعية والسياسية. فبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تتهيأ الظروف لولادة قيادة جامعة بل تقاذفتها التوازنات والولاءات والخيبات.
سعد الحريري انسحب ثم عاد ثم غاب ثم ظهر وبهاء الحريري دخل الحلبة ثم خرج منها بصمت. وبين هذا وذاك بقيت القاعدة السنية معلّقة تبحث عمّن يمثلها بكرامة ويدافع عن حضورها الوطني بعيدًا عن المساومات أو التبعية.
ما يجهله أو يتجاهله البعض هو أن الطائفة السنية لم تُخلق لتكون رهينة لا لبيت سياسي ولا لاسم عائلي بل هي طائفة عريقة تمتد جذورها في نسيج الوطن قدّمت وتقدّم الكفاءات في كل المجالات وتملك من القدرة ما يكفي لبناء قيادات جديدة تحمل المشروع لا الاسم وتحمل الوطن لا الزعامة الفردية.
المرحلة الراهنة تتطلب من أبناء الطائفة وفاعلياتها الدينية والمدنية والسياسية وقفة ضمير لتحديد الأولويات وبناء حالة سياسية واجتماعية متماسكة تستند إلى برنامج واضح لا إلى مزاج متقلب. فلم تعد اللعبة لعبة الأشخاص بل أصبحت معركة بقاء وكرامة ودور.
أما الرهان الحقيقي فهو على وعي الناس وعلى قدرة الجيل الجديد أن يخرج من عباءة الانقسام ويؤسس لنهج سياسي يعيد للطائفة حضورها المتوازن داخل الدولة لا في الهامش ولا في الاصطفاف.
فلنقلها بصراحة: كفى تكرارًا لسيناريو “راح وجاء” لأن الطائفة لم تعد تحتمل مزيدًا من التلاعب بمصيرها. المطلوب رجالات تحمل مشروعًا لا إرثًا فقط وتعطي الناس أملًا لا وعودًا