عراقجي: للحوار مع السعودية بشأن لبنان ونزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية

عراقجي: للحوار مع السعودية بشأن لبنان ونزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية

أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، “أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكن هذا لا يمنعنا من التعبير عن آرائنا ومواقفنا، وهذا ما تفعله الدول كافة، فالسعودية، على سبيل المثال، تعبِّر عن وجهة نظرها تجاه لبنان، ولا يُعدُّ ذلك تدخلاً. التدخل الحقيقي هو مَن يحتل الأراضي اللبنانية، أو يطرح خططاً عجيبة وغريبة لتقويض لبنان وتسليمه”.

وأضاف: “أما القرار بشأن سلاح حزب الله، فيعود إلى الحزب نفسه، وقد أعلن الحزب اقتراحًا يقوم على الحوار الوطني لتحديد الاستراتيجية الأمنية للبنان بمشاركة جميع المكونات، ونحن متأكدون من حقيقة واحدة: إسرائيل تريد أن تكون كل دول المنطقة ضعيفة، منزوعة السلاح، مبعثرة ومتصارعة”.

وتابع عراقجي: “انظروا إلى سوريا: هناك حكومة جديدة مختلفة جذرياً عن حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، لكن إذا قارنا بينهما فسنرى أن إسرائيل احتلت مزيداً من الأراضي السورية، وقصفت كل القدرات العسكرية للحكومة الجديدة حتى لم تبقِ دبابة أو قوة عسكرية فاعلة، وهذا السيناريو تسعى إسرائيل إلى تنفيذه في لبنان، وسلاح المقاومة تصدى له”.

وأوضح أنّه “صحيح تعرَّضت المقاومة خلال الأشهر الأخيرة لضربات وأضرار، ويظنون أنها أصبحت ضعيفة، ولهذا يريدون نزع سلاحها، لكن نزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية مئة في المئة، وأجدِّد التأكيد على أن القرار في هذا الشأن يعود إلى حزب الله، والحكومة اللبنانية، واللبنانيين أنفسهم، أما نحن فنعبِّر عن رأينا فقط”.

وعبَّر عراقجي عن أمله أن “تدرك بقية دول المنطقة هذه الحقيقة، وألا تتردد في أن ما حدث في سوريا ولبنان قد يتكرر عندها. الأعداء حاولوا استهداف إيران لكنها قاومت، وندموا على فعلتهم، وكيف قاومت إيران؟ ليس بالدبلوماسية ولا بالحوار مع أميركا، بل بصواريخها. مَن يتصدى لإسرائيل القوة، وليس التهاون، ننصح دول المنطقة بألا تقدم التنازلات لإسرائيل، فكلما قُدِّمت لها تنازلات ازدادت تمدداً وجرأة، كما نراها اليوم تتحدَّث عن خطة إسرائيل الكبرى، والتصريحات الأخيرة لنتانياهو أثبتت أن لديه أطماعاً في سائر دول المنطقة”.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتعاون مع الرياض في الملف اللبناني، مشيراً إلى أن لقاءه نظيره السعودي فيصل بن فرحان في جدة، تخلله نقاش جيد حول لبنان، وقال: “نعم هناك خلاف في وجهات النظر، لكننا تحدثنا بهدوء وفي أجواء إيجابية، ونحن على استعداد لمواصلة هذا النقاش والحوار مع الجانب السعودي حتى نصل إلى نقطة يمكن أن تساعد على حلحلة هذا الملف، ليس لدي شك في أن السعودية تريد مساعدة الشعب اللبناني، ونحن كذلك، لكن الأدوات والوسائل قد تكون مختلفة، ومع ذلك، لدي كل الأمل في أن نصل إلى نقطة مشتركة بيننا”.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة الأميركية لكن بضمانات عدم الاعتداء، مبيناً أن ما لم تحققه الضربات العسكرية على المنشآت النووية لن يتحقَّق في أي مفاوضات مقبلة مع واشنطن.

Spread the love

adel karroum