في ذكرى مولد الرسول الأكرم ﷺ: أين الأمة من غزة؟

في ذكرى مولد الرسول الأكرم ﷺ: أين الأمة من غزة؟

بقلم: سمير الحاج – رئيس جمعية اللجان الأهلية

يطلّ علينا مولد الرسول الكريم ﷺ نبي الرحمة والعدل في زمن تعصف فيه المآسي بالأمة الإسلامية وأشدها إيلاماً ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من حصار خانق وتجويع ممنهج ومجازر يومية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم كله.
لقد جاء الرسول ليكون نصيراً للمظلومين ورافعاً للظلم عن المستضعفين وحذّر من التخاذل أمام الطغيان ودعا إلى وحدة الأمة وتماسكها. واليوم ونحن نستحضر ذكراه العطرة يحق لنا أن نتساءل بمرارة: أين هي الأمة الإسلامية من وصاياه؟ وأين هي الأنظمة العربية والإسلامية من دماء الأطفال التي تُسفك بلا رادع؟
إن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عابر بل هو حرب إبادة وتجويع تُدار بغطاء دولي وصمت رسمي عربي مخزٍ حتى غدت فلسطين يتيمة تواجه قدرها وحيدة. ولعل الأخطر من جرائم الاحتلال هو ذلك الصمت المطبق بل والتواطؤ أحياناً من بعض الأنظمة التي كان يُفترض بها أن تكون سنداً للحق وأهله.
إن هذه الذكرى المباركة يجب أن تدق ناقوس الخطر في ضمير الأمة: فلا قيمة للاحتفال بالمولد إن لم نستلهم من سيرة الرسول قيم العدل والرحمة ونصرة المظلوم. وما يجري في غزة وصمة عار ستبقى مطبوعة على جبين الأنظمة العربية والإسلامية ما لم تتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني المحاصر والمذبوح.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة بل هي مرآة تكشف عجزنا وامتحان حقيقي لصدق انتمائنا لرسولنا العظيم فإما أن ننهض لنكون كما أرادنا الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وإما أن نُسجَّل في صفحات التاريخ أمةً خذلت رسالتها

Spread the love

adel karroum