الصيغة المرنة لقرار الحكومة لا تلغي المضمون: حصرالسلاح إلى التطبيق!

الصيغة المرنة لقرار الحكومة لا تلغي المضمون: حصرالسلاح إلى التطبيق!
أورتاغوس والاميرال كوبر شاركا في اجتماع لجنة وقف النار وجالا جنوباً

خطت الدولة اللبنانية خطوة جديدة على طريق تنفيذ قرار حصر السلاح بيدها، وتدعيمه، وإن لم تكن خطوة “حازمة وحاسمة” شكلا ومضمونا، تُشبه قرارات جلستيها في 5 و7 آب. فسواء استُعملت عبارة “أُقرّت” خطة الجيش لحصر السلاح ام عبارة تم “الترحيب” بها، وسواء أتت الخطة ام لم تأت على ذكر مهل زمنية واضحة، الا ان الاهم يبقى في “القرار” الذي اتُخذ ولا عودة عنه، بأن صفحة السلاح خارج الشرعية، طُويت الى غير رجعة. وهو ما اكده رئيس الحكومة نواف سلام في حديث صحافي حين قال “مقررات المجلس واضحة ولا تحتمل تأويلات”، جازماً بأن لا عودة إلى الوراء في موضوع حصرية السلاح، وأن الحكومة ماضية في عملية بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، وفقاً لمقررات جلسة الخامس من آب الماضي… وإذا كان الثنائي امل – حزب الله، حاول تصويرَ ما حصل يوم الجمعة على أنه “انتصار” له، غير ان الحقيقة هي ان تم اللعب على الكلمات وسحب التواريخ، من اجل مراعاة الحزب واستيعابه، لا اكثر ولا اقل. فالجوهر لا يزال ذاته: تم وضعُ خطة لتطبيق حصر السلاح، والقرارُ لم يعد قرارا فقط، بل باتت له آلية تنفيذية. على اي حال، تعلم الدولة اللبنانية جيدا ان اداءها تحت المجهر، وأن اي تراخٍ في مسألة السلاح غير الشرعي، ستكون كلفته باهظة سياسيا واقتصاديا، والاخطر، عسكريا وامنيا.

الموقف الاميركي: بعد جلسة الحكومة،وصلت الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس امس الى لبنان وكان قد سبقها  القائد الجديد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر، والذي التقى فور وصوله رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وقائد الجيش العماد تيودور هيكل. 

وامس عقد اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الناقورة بحضور  الأميرال كوبر والموفدة أورتاغوس.

وبعد انتهاء الاجتماع في الناقورة، جال الاميرال كوبر واورتاغوس فوق المنطقة الحدودية بين القطاعين الأوسط والغربي على متن طوافة عسكرية للجيش اللبناني للإطلاع على الواقع الميداني في المنطقة ثم عادا إلى بيروت.

ووفق المعلومات، قائد القيادة الوسطى براد كوبر بات ليلته أمس في قبرص حيث عقد اجتماعات ثم عاد الى بيروت اليوم للمشاركة في اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار وسيكون له جولة على طول الحدود الجنوبية.

وافيد عن اتفاق على تفعيل دور الـmechanism لمراقبة الخروقات والتحرك بعد فترة من البطء.

كما افيد بأن “لبنان تبلّغ تغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال ليني بعد أسبوعين بجنرال أميركي آخر”.

ترحيب فرنسي

 في المواقف الدولية من الجلسة ايضا، وعشية زيارة مرتقبة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في 12 ايلول الجاري، أعلنت الخارجية الفرنسية ان فرنسا ترحب بتبنّي الحكومة اللبنانية الخطة التي اقترحها الجيش لاستعادة احتكار الدولة للسلاح على كامل أراضيها. وتمثل هذه الخطوة مرحلة جديدة إيجابية في سياق قرار الحكومة اللبنانية الصادر في 5 آب الماضي. وقد أجرى وزير الخارجية الفرنسية في 5 أيلول محادثات مع نظيره اللبناني يوسف رجي، للتأكيد على دعم فرنسا لجهود الحكومة اللبنانية. ودعت فرنسا جميع الأطراف اللبنانية إلى دعم التنفيذ السلمي والفوري لهذه الخطة، بهدف المضي قدماً نحو لبنان مستقر، وذو سيادة، ومعاد إعماره ومزدهر، مع ضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه، وفي سلام معهم. وتابعت الخارجية: فرنسا مستعدة لتنظيم مؤتمرين دعمًا للقوات المسلحة اللبنانية، وللإنعاش وإعادة الإعمار عندما تتهيأ الظروف، مجددة دعوتها لإسرائيل لاحترام التزاماتها الكاملة في إطار وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني 2024، والانسحاب من جنوب لبنان.

فرصة للتعقل

من جهته اعتبر حزب الله  ان ما خرجت به جلست الحكومة، ربحٌ له، لانه أسقط المهل الزمنية، مع العلم ان الوزراء الشيعة انسحبوا من الجلسة وأن “الحزب” حرّك الشارعَ عبر الدراجات النارية تأييدا للسلاح مساء امس. وفي اول موقف علني للحزب مِن الجلسة، أكّد المسؤول في “حزب الله” محمود قماطي لـ”رويترز” أنّ “ حزب الله اعتبر جلسة مجلس الوزراء أمس بشأن خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل ومنع البلاد من الانزلاق إلى المجهول”. وقالت مصادر “الحزب” لـ”رويترز”: نرفض تسليم السلاح ونتوقع من الحكومة “استراتيجية أمن وطني”.

ليونة او تصعيد؟

 واذ افيد ان “ليونة” الحزب أتت تجاوبا مع المناخات الايجابية التي اشاعها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الجلسة، قائلا ان “الرياح السامة بدأت تنطوي”، كان عضو “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عزالدين يستمر في التصعيد مطالبا الحكومة بالتراجع عن قرارات 5 و7 آب. فقد اعتبر ان “على من صاغ ‏‏القرار الخطيئة بسحب سلاح المقاومة أن يعيد النظر به وإلا فليتحمل المسؤولية والتداعيات”.

لا عودة للوراء

وكتب وزير العدل عادل نصّار عبر حسابه على “أكس”: عرض قائد الجيش الخطة لمتابعة عملية حصر السلاح بيد الدولة في خطوة نثمنها عاليًا، وسيقدم الجيش اللبناني للحكومة تقارير شهرية حول تنفيذ خطته. مسار بناء الدولة يتسارع، وثقتنا بالجيش الوطني كاملة. لا عودة للوراء، وأي عرقلة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها تشكل تهديدا للبنان وللبنانيين.

Spread the love

adel karroum