رسالة وجدانية من العجوز إلى الرئيس الحريري

وجه المنسق العام ل”المؤتمر اللبناني العربي” ورئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز، رسالة وجدانية إلى الرئيس سعد الحريري جاء فيها: “بين الحين والآخر، وبمناسبات وطنية مؤثرة، تطل علينا بمواقف كان شغفنا الدائم أن نراك حاضرا فيها مباشرة. وما شد انتباهي اليوم، في ذكرى استشهاد البطل اللواء وسام الحسن، هو ما كتبته على منصة “إكس”، حين قلت حرفيا إن مشروع بناء الدولة لا يمكن أن يستقيم ما لم يكشف عن منفذي جرائم الاغتيال”.
وأضاف: “أوافقك الرأي تماما، لكن أضيف بأن مشروع بناء الدولة لا يمكن أن يكتمل أيضا في ظل غياب أو تغييب مكوّن أساسي من مكوناته. فالطائفة السنية، يا شيخ سعد، تعيش حالة من الإرباك والضياع، تتقاذفها الشائعات والأخبار، فيما المواطن يبحث عن حقيقة تثلج صدره وتعيد إليه الطمأنينة”.
وتابع: “لم نعد نحتمل أن نبقى مجرد شهود على متغيرات تاريخية تجري في لبنان والمنطقة. وفاؤنا لمسيرتك لا يمكن أن يقابل بالانكفاء أو الانتظار أو التسليم بالأمر الواقع. إن المطلوب اليوم هو موقف يعيد الاعتبار لأهل السنة في لبنان، الذين هم أمة لا طائفة”.
وأردف: “المخلصون لمسيرتك كثر، لكن الأسئلة باتت تفرض نفسها، ولم يعد هناك مبرر لعدم مصارحة جمهورك الوفي. مريدوك ومحبوك ينتظرون منك الكلمة الفاصلة، فليس من المنطقي أن نبقى جنودا بلا قائد، ولا تلاميذ بلا معلم، ولا مواطنين من درجة ثانية. لقد قرأت في تدوينتك الأخيرة الكثير رغم قلة كلماتها، فهل حان الوقت للانتقال من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع؟”.
وقال: “باسم الوفاء والإخلاص لأهلك ومحبيك، عد إلينا اليوم قبل الغد. أظهر معدنك الوطني العروبي الأصيل، ولا تدع الشك ينال من ثقة أحبابك. عد إلى الساحة التي تليق بك، فاليوم يومك، والعهد عهدك، وزمن التحولات زمانك. لا تدع الفرصة تمر هباء، فالأيام تتسارع، والشعب ينتظر منك المبادرة. إما أن تعود إلى قطار الزعامة، أو أن تحرر جمهورك من حالة الانتظار، كي لا يبقوا رهينة الأحلام. لقد وصل شعارك “كل شي بوقته حلو” إلى نهاية مفعوله، ونتمنى أن نتذوق معك طعم الحلو من جديد، قبل أن يتحول مرا كالعلقم”.
وختم العجوز: “العالم يتغير من حولنا، وقادتنا في محيطنا يثبتون قدرتهم على صناعة المستقبل. من الأمير محمد بن سلمان، إلى الشيخ محمد بن زايد، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس رجب طيب أردوغان، والرئيس أحمد الشرع، جميعهم يرسون قواعد نهضة جديدة يمكن أن نبني عليها مستقبل وطننا وأبنائنا، لتجري الرياح بما تشتهي سفننا”.