اللجان الأهلية تحيي القضاء الفرنسي..

في وقتٍ يشهد فيه العالم محاسبة كبار المسؤولين على جرائم الفساد واستغلال النفوذ كما حصل مؤخرًا مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي دخل السجن بقرار قضائي عادل يقف اللبنانيون أمام مشهدٍ مغاير تمامًا حيث الفساد يُكافأ والناهبون للمال العام يسرحون ويمرحون محصنين بالحصانات السياسية والطائفية.
إن ما جرى في فرنسا يعبّر بوضوح عن معنى دولة القانون التي لا تستثني أحدًا مهما علا شأنه بينما في لبنان تُدفن ملفات الفساد في أدراج المحاكم وتُحرف القضايا تحت ضغط التدخلات وكأن العدالة تُطبّق على الضعفاء فقط.
لقد تحوّل الفساد في لبنان إلى منظومة مترابطة تحمي نفسها وتُعيد إنتاج سلطتها في كل استحقاق فيما يُترك الشعب اللبناني يواجه وحده الانهيار المالي والمعيشي وانعدام الثقة بكل مؤسسات الدولة.
إن جمعية اللجان الأهلية إذ تشيد بالعدالة الفرنسية وموقفها الجريء في إدانة رئيسٍ سابق تدعو القضاء اللبناني إلى التحرك الجاد لمحاسبة الفاسدين والمتورطين في سرقة المال العام، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو طائفية. كما تدعو الشعب اللبناني إلى التمسك بحقّه في دولة عادلة تحاسب المسؤول قبل المواطن وتضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة.
إن العدالة لا تقوم بالخطابات ولا بالشعارات بل بالإرادة الصادقة لتطبيق القانون على الجميع دون تمييز، فذلك وحده الكفيل بإعادة الأمل إلى اللبنانيين وبناء دولة تحترم أبناءها وتستحق احترام العالم.