إطلاق المركز البحثي للفنون البصرية والتراث من معرض رشيد كرامي الدولي: الهوية الفنية في مواجهة المتغيرات


في خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز البحث والفكر النقدي في الفن البصري والتراث، أُطلق “المركز البحثي للفنون البصرية والتراث” من معرض رشيد كرامي الدولي، عبر ملتقى حواري بعنوان “الهوية الفنية البصرية في ظل المتغيرات المحلية والعالمية”، بمشاركة نخبة من الباحثين والفنانين والمهتمين.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيسة المركز د. رولا عوض، التي أكدت على أهمية تأسيس المركز كمساحة بحثية وتفاعلية تجمع بين الفنون، التراث، والهوية، مشددة على ضرورة التشابك المعرفي والتعاون مع البلديات، الجامعات، المتاحف وصالات العرض، محليًا وإقليميًا.
ثم ألقى د. باسم بخاش، ممثل مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي، كلمة أثنى فيها على المبادرة، معتبرًا أن هذا النوع من اللقاءات الفكرية والثقافية هو ما تحتاجه طرابلس للنهوض بواقعها الثقافي والإبداعي.
كما شددت د. صفا الكردي على أهمية التكامل بين الإعلام، المؤسسات الأكاديمية، والنشاط الثقافي في ترسيخ الهوية البصرية والترويج لها وقالت :”الإعلام اليوم ليس مجرد ناقل للصور، بل هو محرّك للهوية الفنية البصرية يعيد تشكيلها باستمرار تحت تأثير هذه المتغيرات. وقد أصبح من الضروري التفكير في دور صنّاع الإعلام والفنانين في صياغة هوية بصرية تحفظ الخصوصية من جهة، وتنفتح على العالم من جهة ثانية .ويشكل الاعلام ، بوجهيه التقليدي والرقمي، وسيطاً أساسياً في توجيه الذائقة البصرية، وهكذا يلعب دوراً في تشكيل الهوية الفنية للأفراد والجماعات فعلى المستوى المحلي، هو يقوم بإبراز التراث، والرموز الثقافية، كالحرف والزخارف والعمارة والأزياء وغيرها من الفنون، ويعيد إنتاجها في سياق معاصر كالإعلانات والمهرجانات. وهو يساهم في تشكيل الصورة الذهنية من خلال التكرار البصري عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل والسينما والمسرح وغيرها. فيحدد ما هو جميل ومعاصر وراقٍ، فيؤثر على خيارات الفنانين والمستهلكين، كما يعزّز ظهور جيل جديد من الفنانين الرقميين عبر منصات التواصل.
انقسم الملتقى إلى محورين:
المحور الأول أدارته د. عاصفة الحلاب تطرقت فيه إلى ” أننا أردنا في الملتقى الحواري الأول أن نتشارك موضوع الهوية الفنية البصرية في ظل المتغيرات المحلية والعالمية من خلال مسارات وخبرات متخصصين في مجالات مختلفة ، هي لغة تواصل لغة تتكلم بثقافة وذاكرة وعاطفة الفنان والمتلقي هي لغة خادعة وصادقة في آن معا”. إنطلاقاً من ذلك فإن أهمية البحث والغوص والمشاركة يجب أن يتحملها الأكاديمي والفنان والإعلامي والسياسي والإقتصادي في مقاربة هوية التواصل والتطور بين الماضي والحاضر والمستقبل”.
د. مها كيال تناولت الجانب الأنثروبولوجي في مسألة الهوية، لافتة إلى دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مقاربات الهوية. أما د. جان بالوشيان فاعتبر أن مفهوم الهوية في مجتمعاتنا يعاني من تشتت معرفي وانبهار بالمؤثرات الخارجية، ما ينعكس على الفن والتراث. فيما عرض الفنان البصري علي خضر تجربته التي تدمج بين المكان والزمان والذاكرة، من خلال أساليب وتقنيات متنوعة.
أما المحور الثاني، فكان من تقديم د. رشا ملحم، وشارك فيه الفنانون: كريستين كتانة، محمد العبيدي، وريمون بو حيدر، حيث عرض كل منهم تجربته البصرية التي عكست رؤيته وهويته الفنية، عبر النحت، التصوير، وفنون العرض، في مقاربة شخصية للانتماء والذاكرة والهموم الفردية والجماعية.
يؤسس هذا اللقاء الأول لسلسلة ملتقيات ومؤتمرات مستقبلية سيعمل المركز على تنظيمها، بهدف تطوير البحث في الهوية البصرية، وترسيخ الفنون بوصفها أداة للتعبير والمصالحة والانتماء.
