عون يبحث وكرم تحضيرات اجتماع “الميكانيزم” ويوقع قانون “الفجوة”

عون يبحث وكرم تحضيرات اجتماع “الميكانيزم” ويوقع قانون “الفجوة”
مصر تواصل العمل لخفض التوتر وتدعو لتطبيق القرارات الدولية

لا خبر يعلو في قائمة الاهتمامات والمتابعات السياسية المحلية والدولية، فوق اجتماع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في فلوريدا مساء بتوقيت بيروت. ملفات المنطقة من غزة الى ايران ومن سوريا الى لبنان مروراً بالعراق والصومال ستحضر كلها على طاولة المباحثات، فيما يترقب لبنان المفاعيل وكيفية ترجمتها على ارضه في ضوء اصرار نتنياهو على تسديد ضربة لايران وحزب الله، تعزز حظوظها مواقف امينه العام الشيخ نعيم قاسم، المتصلبة حيال استكمال خطة حصر السلاح، مع مخاوف من انعكاسها سلباً على مصير المرحلة المقبلة في لبنان، أمنياً وعسكرياً.

ساعات قبل الاجتماع اعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية “ان نتنياهو سيثير مع ترامب مسألة الخطر الذي تشكله إيران ليس بالنسبة للشرق الأوسط فحسب بل كذلك للولايات المتحدة”، موضحة انه “سيبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة التي تنص على ضمان نزع سلاح حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح”، في حين أفيد ان مسؤولين في البيت الأبيض يشعرون بالقلق مما يعتبرونها مماطلة من حماس وإسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

اجتماع الميكانيزم: في الانتظار، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، رئيس الوفد اللبناني المفاوض في لجنة “الميكانيزم”، السفير السابق سيمون كرم، وتم البحث في التحضيرات الجارية لاجتماع اللجنة المقرّر عقده في 7 كانون الثاني المقبل.

مصر لخفض التوتر: وسط هذه الاجواء، أكد السفير المصري علاء موسى في خلال مؤتمر صحافي العمل على تخفيض حدة التوتر، لافتًا الى أن وزير الخارجية المصري أجرى اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف الرئيسية المعنية بالملف، ومع مزيد من الجهود يمكن الوصول الى نتيجة، ونتمنى أن تنخفض حدة التوتر في الفترة القادمة. وتابع “مهتمّون بما يحدث في لبنان خصوصاً ما يتعرّض له من تهديدات في الجنوب ومناطق أخرى”. وردًا على سؤال، قال “لا أنقل تحذيراً بل دعوة لتطبيق القرارات الدوليّة والدولة اللبنانية قامت بدور مهمّ وكذلك الجيش في الجنوب ونقدّر أنّ الحلّ الوحيد لما نحن عليه الآن هو تطبيق الاتفاقات وهذا ما ننسّقه مع الشركاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة، والوزير عبد العاطي على تواصل دائم مع الجانب الإسرائيلي لحثّه على التخفيف من حدّة التوتّر”. وهنأ الحكومة على نجاحها في إقرار قانون الفجوة الماليّة الذي يُعتبر خطوة مهمّة تعقبها المزيد من الخطوات.

ستنقذون لبنان: وسط هذه الاجواء، وعشية تقديم الجيش تقريره الى مجلس الوزراء الذي سيعلن فيه مبدئيا انتهاء عملية حصر السلاح جنوبي الليطاني، سُجلت اشادة من رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بدور الجيش اللبناني والاجهزة الامنية الشرعية، وذلك خلال استقباله امس وفودا من قيادات الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام.

الى البرلمان: يذكر ان الرئيس عون وقّع مشروع القانون المتعلق بالانتظام المالي واسترداد الودائع وأحاله إلى المجلس النيابي.

سلاح المخيمات: على خط السلاح غير الشرعي ايضا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، الممثل الخاص لرئيس دولة فلسطين محمود عباس السيد ياسر عباس يرافقه السفير الفلسطيني محمد الأسعد في زيارة معايدة لمناسبة الأعياد، وكانت فرصة لاستعراض العلاقات اللبنانية- الفلسطينية ووضع المخيمات في لبنان إضافة الى الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

أكبر مصيبة: في المواقف من المستجدات المحلية، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن لا عقدة تجاه “حزب الله”، ولا دوافع سياسية أو انتخابية ضيّقة للحديث عنه، إلا أن السبب الوحيد لتكرار التصويب عليه في التصريحات هو الضرر الكبير الذي ألحقه بلبنان، فوجوده خرّب البلاد، مشدداً على أنّ القوات ستستمر في مواجهة “حزب الله” سياسيًا وقول الحقيقة من دون خوف أو مساومة، لأنّه طالما هناك سلاح خارج الدولة لا دولة فعلية في لبنان. واعتبر جعجع أنّ “حزب الله” أكبر مصيبة في تاريخ لبنان الحديث، لأنه عطّل الحياة السياسية، ومنع قيام الدولة، وأدّى إلى الانهيار الاقتصادي والمالي والثقافي. وشدد على أنّ استمرار دعم إيران لـ”حزب الله” ليس مجانًا، بل لخدمة أهداف إقليمية، وللاستخدام كورقة تفاوض دولية، على حساب استقرار لبنان وأمنه. أما في موضوع الإنتخابات النيابيّة، فقد رأى جعجع خلال عشاء لمهندسي الإغتراب في “القوات”، أقامته مصلحة المهندسين في الحزب، في المقر العام في معراب، أنها هي المدخل الأساسي للخلاص، وأنّ على اللبنانيين أن يدركوا أنّ مصيرهم يتحدّد بالصوت الذي يضعونه في صندوق الاقتراع، منتقداً ثقافة التصويت على أساس عائلي أو مناطقي أو خدماتي، ومعتبرًا أنّها أحد الأسباب الرئيسية للانهيار الحالي. وأكّد أنّ مركز السلطة الفعلية في لبنان هو مجلس النواب، وأنّ امتلاك أكثرية واضحة فيه كفيل بحسم المواجهة. ودعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو لـ”التيار الوطني الحر”، معتبرًا أنّ التصويت لهما خطأ فادح أثبتت التجربة نتائجه الكارثية على البلد. كما حذّر من التصويت “غير المفيد” أو ما يُعرف بـvote inutile، أي انتخاب نوّاب بلا تأثير سياسي فعلي، لأنّهم يشغلون المقاعد من دون قدرة على التغيير.

Spread the love

adel karroum