لماذا يتعرّض النجوم «للتعنيف المعنوي» في فترة الكوارث الطبيعية؟

لماذا يتعرّض النجوم «للتعنيف المعنوي» في فترة الكوارث الطبيعية؟

ما هي أهمية الفنون في إضفاء الأمل في فترة الكوارث الطبيعية وإنتشار الأوبئة؟ وما هو بالتالي دور الفنّان الذي يعاني مثل المواطن العادي من الأزمات؟ هل يطلق أغنية على سبيل المواساة والتضامن؟ هل يستكمل إرتباطاته المسبقة ويحيي حفلاته سواء كان متبرّعاً بأجره أو لا؟ هل يلغيها؟ وماذا عن الممثّل، هل يطلب تأجيل التصوير؟ طرحنا هذا السؤال على نخبة من الممثّلات: هل يتوجّب على الفنّان والممثّل في الأزمات والكوارث تأجيل أعماله أو إستكمالها بمواعيدها المقرّرة سابقاً، ولماذا؟ وقد أجمعت الآراء على أنّه لا يوجد قاعدة ثابتة في هذا الموضوع، ويختلف الأمر إذا كانت الكارثة حلّت ببلد الفنّان أو في بلد آخر، وفي مطلق الأحوال يتوجّب على من يكون لديه إلتزامات عدم تأجيلها أو إلغائها.

*الكاتبة كلوديا مرشليان: لا يوجد قاعدة ثابتة في هذا الموضوع، ولا يجوز أن يتحوّل التعاطف إلى واجب، وتتمّ معاقبة من لم يستطع القيام به. كل إنسان لديه ظروفه، ربما فنّان معيّن لا يستطيع أن يغنّي لشعوره بالضيق نفسياً، وآخر يفضّل أن يلتزم بارتباطاته ويتبرّع بأجره، وأنا مع هذه الناحية لأنّ الحياة تستمر.أحترم كلّ المواقف والآراء، وأعتبر أنّه لا يجوز أن يتعرّض بعض الفنّانين «للتعنيف معنوي» من خلال إجبارهم على التبرّع، أو إطلاق الأوامر لهم: «إبعثوا هيك». الإحساس بالآخرين لا يكون بالقوّة، لأنّه حين يتحقّق التجاوب خشية التعرّض للإنتقاد، يخرج الموضوع عن سياقه الطبيعي. أنا مع أن يقوم كل إنسان بما هو قادر عليه. وبعض الفنانين اضطروا لإحياء حفلاتهم رغم ظروفهم الخاصّة، وهذا لا يعني أنّهم لا يحبّون أهلهم، فنعاقبهم نحن، هذا خطأ لأنّنا لن نحب من توفّى من ذويهم أكثر منهم. وبرأيي كلّ إنسان لديه ظروفه.

*كارلا بطرس: إن شاء الله يكون لدى الفنّان والممثّل القوّة والنفسية حتى يستطيع استكمال عمله، الفنّان ليس ماكينة، وهو من ناحية أخرى الوجه الجميل والحضاري بالنسبة للعالم، ويعطي جمهوره الفرح والإبتسامة والقوّة. «لازم نشد حالنا»، أحياناً تكون لدينا ظروف وفاة، ونضطر لاستكمال التصوير، والفنّانون أيضاً يحيون حفلاتهم بسبب إلتزاماتهم، والناس ينتقدوننا، ويقولون: «شو بالكم فاضي». ولكن الحياة تستمر، ولا نستطيع التفرّج على الكوارث، لأنّنا في لبنان تعوّدنا منذ ولادتنا على المشاكل، ونقف من جديد ونكمل في أي وظيفة كانت، فكيف إذا كان فناناً يترقّب فرصة لإبراز قدراته ويكمل حياته. قد نقرّر تأجيل عمل ما إذا كان شخصياً، ولكنّنا لا نستطيع ذلك إذا كان المنتج تكبّد مبالغ كبيرة على عمل فنّي معيّن، علماً أنّ عائلات كثيرة تعتاش بفضل مشاركتنا فيه، وأكيد في هذه الحالة سنستكمل العمل، وإلا لا نكون مهنيين، ولذلك يتوجّب علينا التغلب على كل المصاعب.

*أنجو ريحان: إذا كان الممثّل أو الفنّان في البلد الذي تعرّض لكوارث طبيعية، أكيد لن يستطيع إستكمال إلتزاماته الفنيّة، وقد يساعدون ميدانياً المتضررين وهذا أمر جيّد. في لبنان حدث جدلاً حول هذا الموضوع، علماً أنّ البعض تبرّعوا بأجورهم. هذه المهنة نعتاش منها، ويختلف الأمر بين فنّان يغنّي والجمهور يرقص، وبين ممثّل يصوّر مسلسلاً درامياً، أيضاً المطاعم لم تقفل لأنّ العمّال يعتاشون من خلالها.

*رانيا عيسى: بالنسبة للممثّل فهو لا يستطيع أن يقرّر بمفرده إلغاء أو تأجيل التصوير، لأنّ هذا الأمر يخصّ شركة الإنتاج، وفريق عمل كبير خاص بالمسلسل. ومثلاً خلال جائحة كورونا صوّرنا بشكل طبيعي لأنّ توقيت العرض تمّ تحديده، وكنا ملزمين بفترة زمنية معيّنة إنهاء تصوير كل المشاهد. ورغم كلّ الخوف والقلق لم يكن لدينا خيار التأجيل. أما بالنسبة للفنّانين فيختلف الأمر إذا كانت الكارثة حلّت ببلدهم أو في بلد آخر. أكيد كلّنا تضايقنا، والبعض عانوا من «تروما» بسبب الهزّات والزلزال المدمّر في البلدان المجاورة.وطبعاً قلبنا كان مع سوريا وتركيا، وشعرنا بالخوف أن نتعرّض نحن أيضاً لمثل هذه الكوارث. ولكن الفنّان يعتاش من الحفلات التي يحييها، ولديه إلتزاماته لأنّ الجمهور دفع أثمان البطاقات لحضور حفلاته. وبرأيي هي حرية شخصية، سواء قرّر الفنان إلغاء إرتباطاته أو الإلتزام بها. وكانت مبادرة جيّدة من الفنّانين الذين لم يلغوا حفلاتهم، وتبرّعوا بأجورهم للمتضرّرين من الزلزال.

فدوى الرفاعي

Spread the love

MSK

اترك تعليقاً