الرئيس نبيه بري يعلم أكثر من غيره
كتب عوني الكعكي:
اتصل بي الاستاذ علي حمدان وطلب مني القبول بالاجتماع مع الرئيس بري «أي نحن نقابة الصحافة ونقابة المحررين». فأجبت فوراً: «بكل ترحيب».. وقلت له: لا يمكن أن أرفض طلباً للرئيس بري.. وهكذا صار..
ذهبت أنا وزملائي في نقابة الصحافة الى مقر الرئاسة في عين التينة واجتمعنا كلنا، أي «نقابة الصحافة مع نقابة المحررين» عند الرئيس بري، وهذه هي المرة الاولى التي تجتمع فيها النقابتان عند مسؤول كبير ومهم كالرئيس بري.
بداية سألت الرئيس بري: هل كان يعلم بأنّ هناك اتفاقاً بين المملكة العربية السعودية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكان ذلك في حفلة افتتاح السفارة الايرانية في الضاحية الجنوبية من مدينة بيروت؟ أجابني فوراً: كلا، ولكن حسب تحليلاتي وقراءتي للأمور ارتأيت انه لا بدّ من اجتماع بين الطرفين… وهذا هو الحل الوحيد لأكبر مشكلة بالنسبة للمسلمين.. باستثناء المشكلة الكبرى التي هي الاحتلال الاسرائيلي لقسم من جنوب لبنان، والاحتلال الصهيوني لفلسطين. وبهذه المناسبة أتوجه بكل فخر واعتزاز للمقاومين الذين يُسطّرون يومياً ملحمة من البطولات ضد العدو الاسرائيلي المتوحش.
جواب دولته هذا… رسّخ إيماني الأكيد بأنّ دولة الرئيس نبيه بري يعلم أكثر من غيره.. لقد استشرف المرحلة -أقصد مرحلة الاتفاق- قبل وقوعه يوم احتفال افتتاح السفارة الايرانية في الضاحية، في حين أعلن غيره قبل مدة «ان من ينتظر اتفاقاً إقليمياً في الخارج، فإنّ عليه الانتظار طويلاً، ليعود ويستبعد هذا الاتفاق بعد خطابه ذاك».
وأعود الى موضوع الاجتماع مع دولة الرئيس… دخلنا في الحديث، وكان السؤال الأول عن دور مجلس النواب.. فأجاب دولته: «مجلس النواب هو سلطة تشريعية وعليه أن يجتمع بشكل دائم إذا كانت هناك ضرورة أم لم تكن…».
وسُئل عن انتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب: «في ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر في 31 آب، وفي مدينة صور قلت: إننا بحاجة الى رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق.. نريد أن تكون له حيثية مسيحية، وإسلامية، ووطنية. نريد رئيساً يؤمن بالعروبة، ويعترف بالطائف ويريد تطبيقه.. والأهم أن يؤمن بأنّ لبنان أصغر من أن يقسّم، وأنه وطن نهائي لكل اللبنانيين وأن يكون الرئيس منفتحاً عربياً. وها قد مضى 128 يوماً وأنا أدعو للحوار.. واجتمعت بكل الكتل النيابية باستثناء كتلتين هما أكبر كتلتين مسيحيتين. وبالرغم من ذلك لا أزال أطالب بالحوار لأني مؤمن بأنّ الحوار وحده يمكن أن يصل بالبلاد الى انتخاب رئيس جديد».
سؤال آخر عن الورقة البيضاء.. قال دولته: «إحدى عشرة جلسة لمجلس النواب والنتيجة واحدة… أكثرية أوراق بيضاء وكمية أخرى للزميل النائب ميشال معوض… لكن النتيجة لا انتخاب.
بعد إحدى عشرة جلسة ارتأيت أن أرشح النائب السابق سليمان فرنجية لعدة أسباب أهمها ما ذكرته في 31 آب…».
سؤال: ماذا عن اجتماعك مع ممثلين للدول الخمس؟ أجاب: «اجتمعت مع السفراء وقلت لهم: نشكركم على مساعيكم الحميدة، ونشكر تأييدكم للرئيس الذي نختار… ونقول لكم: إنّ الرئيس الذي نختاره هو سليمان فرنجية. بالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها سليمان فرنجية مرشحاً، بل ان المرة الأولى كانت يوم التمديد للرئيس اميل لحود وجاء ترشيحه من دايڤيد هيل… وفي المرة الثانية يوم ترشح الرئيس السابق ميشال عون، وقد تخلّى سليمان فرنجية عن ترشحه إكراماً للرئيس السابق ميشال عون وهذه تضحية كبرى منه… وهذه هي المرة الثالثة التي أرشحه أنا فيها».
على كل ما هو المطلوب من الرئيس المقبل؟
أجاب: أولاً: أن يستطيع التحدّث مع سوريا والاتفاق معها على ترسيم الحدود.
ثانياً: يوجد عندنا مليونا نازح سوري يجب أن يستطيع الرئيس الجديد التحدّث مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأنهم لإيجاد حل ّ لهم، لأنّ لبنان لم يعد يستطيع أن يتحمّل.
ثالثاً: نريد رئيساً يستطيع أن يبحث مع حزب الله الاستراتيجية الدفاعية ويكون الحزب واثقاً من هذا الرئيس.
لهذه الأسباب رشحت سليمان فرنجية…
سؤال عن الاتصالات مع السفير السعودي..
أجاب: تمّت 3 اتصالات بالسفير السعودي:
– الأولى 4 ساعات بينه وبين علي خليل.
– الثانية ساعة ونصف الساعة بين السفير وعلي خليل.
– الثالثة اجتماعي به اليوم.
س: أعتذر، بداية الحديث كانت عن موضوع الودائع في البنوك، وما هو مصيرها؟
جواب: البارحة جرت في أميركا عملية إفلاس لأحد البنوك.. تدخلت الدولة ودفعت لكل مودع 250 ألف دولار وقسّطت الباقي.. وأقول إنه منذ البداية كان يجب أن يحدث شيء من هذا القبيل خصوصاً وأن هناك 800 ألف مودع كان يجب أن تدفع البنوك مبلغاً ولو 100 ألف أو 80 ألفاً لكل مودع ويُقسّط الباقي على دفعات بدون فوائد… والأهم يجب أن لا نفكّر في تحميل أي مودع أي خسارة لوديعته.
أحمّل الدولة والحكومة والبنوك مسؤولية ما جرى، ولكن أقول: لا تزال هناك حلول منها: استرجاع الأموال التي حُوّلت الى الخارج أولاً… ودفع مبلغ يتفق عليه لكل مودع ثانياً، ويقسّط الباقي على سنوات، ثالثاً… وهنا لا بد أن أذكّر بإفلاس بنك انترا في الستينات، إذ لا يزال بنك انترا يعمل ويربح ويدفع أموالاً للمساهمين، لذلك هناك حلول لهذه المشكلة… شرط أن تصفو النيات.