بعد الطلاق مع حزب الله الى أين يتّجه عون وتياره؟
نجوى ابي حيدر
بمثل الجمود المستحكم بملف الاستحقاق الرئاسي الذي لم تفلح كل المحاولات الداخلية والخارجية المبذولة اخيرا في تحريكه، هي حال العلاقة بين حليفي تفاهم مار مخايل، حزب الله والتيار الوطني الحر. لا اتصالات ولا تواصل مباشر بين الطرفين. فقط رسائل يتبادلانها عبر اصدقاء مشتركين.
بدقة، حدد طبيعة الواقع ووضع العلاقة راهنا النائب جبران باسيل، حينما قال ان لا جديد ولا محاولات كونه يقف ضد خيارات اتخذها الحزب. في المقابل، ينقل سياسيون من فريق 8 اذار اجواء من داخل الحزب تفيد ان الاتصالات مقطوعة مع التيار وان الامين العام السيد حسن نصرالله عاتب على باسيل بسبب المواقف التي اطلقها خلال المؤتمر السنوي للتيار اخيرا.
ولا يقتصر “الزعل والحرد “ على علاقة التيار بحزب الله، فالوضع داخل التيار ليس سوياً بالمطلق، اذ تشير المعلومات الى ان الخلاف بين باسيل ونائب رئيس الحكومة الياس بو صعب بلغ حده، على خلفية مواقف باسيل، وصولا الى شهر بو صعب ورقة استقالته، ما اضطر الرئيس ميشال عون الى التدخل شخصيا لمعالجة الامر ومنع بلوغه نقطة اللا عودة التي يبدو يصر عليها نائب رئيس مجلس النواب، اضف الى ذلك، ان الاستحقاق الرئاسي فعل فعله بين اعضاء تكتل “لبنان القوي” واصاب بشظاياه العلاقة بين بعضهم البعض.
تدخّل الرئيس عون تمدد ايضا الى العلاقة مع الحزب وما هو ابعد، تقول مصادر سياسية مطّلعة على اجواء الرابية لـ”المركزية”. فالرجل العائد اخيرا الى مقره الجديد، بعدما غادر قصر بعبدا منذ اربعة اشهر ونيّف، يجري تقييما ذاتيا لوضع البلاد في شكل عام ولشؤون تياره خصوصا. فعقب اعلان المشروع الذي طرحه باسيل في المؤتمرالسنوي للتيار، يعتزم تشكيل وفود للاجتماع مع القوى السياسية وتسليمها نسخة من المشروع “الانقاذي” لمناقشته،على ان تلي الخطوة هذه، خلوة يعقدها التيار بمشاركة ممثلين عن القوى السياسية لاعداد صياغة نهائية لورقة عمل واستخلاص مشروع وطني انقاذي من خلالها، يعلنه رئيس التيار في مؤتمر صحافي يشارك فيه ممثلون عن القوى السياسية او البعض منها، بما قد يسهم، بحسب المصادر في الاتفاق على الاستحقاق وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
لا يتوانى الرئيس عون، بحسب المصادر،عن الاعراب عن خيبة امله من الحزب الذي يحمّله جزءا من مسؤولية فشل عهده. وتضيف ان الطلاق وقع بين التيار الوطني الحر وحزب الله والعودة الى الوراء لم تعد واردة. وتنقل عنه قوله انه يتجه الى اعادة بناء علاقته مع السنّة، من دون تحديد اي فئة من السنّة، الا انه يشيرالى ضرورة ابرام شراكة وطنية معهم بدلا من شراكة ذبُلت وانقضت مع الشيعية السياسية، وقد اثبتت الوقائع ان الخيار السياسي الناحي في اتجاه حلف الاقليات او ما يعرف بالخيار المشرقي لم يكن صائبا، ولم يحقق اي من الاهداف، والاجدى العودة الى حلف الاكثرية العربي الوجه والطابع وهو ما يمثله عمليا السنّة في لبنان بمشروعهم الوطني، خلافا للشيعة بحلفهم مع ايران ومشروعها الاقليمي. وتذكّر المصادر بان الرئيس عون كان اوفد الى بيت الوسط النائب الآن عون للقاء الرئيس سعد الحريري، حينما زار لبنان لمناسبة ذكرى 14 شباط ، في محاولة لاعادة وصل ما انقطع مع سنّة الاعتدال في لبنان وفتح صفحة جديدة، الا ان الحريري رفض الطرح العوني واعادة التواصل مع باسيل، ناصحا باجراء جردة حساب للعلاقة بين الطرفين وتقييم ذاتي لممارسات التيار خلال عهده الرئاسي، وما اصاب الحريري شخصيا وتيار المستقبل من شظايا بفعل اداء العهد “السيىء”.