الجميّل:لسنا مستعدين لتأمين نصاب ينتصر فيه فريق “حزب الله” على جميع اللبنانيين
استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل مع وفد من الحزب.
وقال الجميّل: “نشكر سماحته على استقباله لنا ونستذكر اليوم شهيد الوطن المفتي الشيخ حسن خالد الذي بسبب مواقفه الوطنية وتمسكه بسيادة لبنان واستقلاله استشهد دفاعا عن لبنان وخدمة لبنان. وفي هذا اليوم نوجّه له تحية ولكل شهداء لبنان الذين قدموا حياتهم لبقائه، وهذا يرتب علينا مسؤولية كبيرة للمحافظة على هذا البلد. وسنبقى متمسكين بلبنان 10452 كلم، لبنان الحرية والحضارة والتطور والانفتاح والازدهار، وسعادة الإنسان. هذا لبنان الذي استشهد من أجله كل الشهداء، والذي ندافع عنه اليوم، فهو في خطر، وأردنا أن نضع سماحته في أجواء الاتصالات التي نقوم بها، وأين نحن اليوم من المعركة الرئاسية؟ وفي هذه المحطة المهمة، وأكدنا له أننا منفتحون وحرصاء على انتخاب رئيس في أقرب وقت، لأننا نشعر بمعاناة اللبنانيين، ونشعر بالألم الذي يتعرض له الجميع على أبواب المستشفيات، وأبواب الصيدليات، وفي كل الأماكن التي يكون فيها معاناة، بسبب الأزمة التي وصلنا إليها بعد تراكم الأزمات التي عشناها في آخر سنوات، والإسراع في انتخاب الرئيس الذي هو أهم ما نبدأ به، وبالقدر نفسه نريد ألا نستسلم، فالإسراع شيء والاستسلام شيء آخر، ولن نستسلم ونترك بلدنا في الواقع الأليم الذي هو فيه، ولا أحد يضغط باتجاه الإسراع ليجرنا إلى الاستسلام، فالإسراع يجب أن يأخذنا إلى قبول الآخر وتفهمه لاختيار مرشح قادر على جمع اللبنانيين”.
وأضاف: “نحن بكل وضوح نقول: إننا مستعدون للنزول إلى جلسة يطرح فيها جميع الأسماء المقبولة من الجميع وننتخب، والأفضل يربح. ما نرفضه أن يفرض علينا مرشح طرف أو فريق. نحن مستعدون للنزول إلى المجلس لننتخب واحدا من بين أسماء مقبولة، ولسنا مستعدين لتأمين نصاب ينتصر فيه فريق “حزب الله” على جميع اللبنانيين، ونكرِّس الحزب مرجعية تصنع رؤساء ووزراء وحكومات ومجالس نيابية، هذا الأمر نحن نرفضه.
أما إذا تراجع الحزب عنه، فلنذهب حينها جميعا إلى المجلس ونصوت لأي مرشح من المرشحين المقبولين، ويكون الانتخاب ديموقراطيا خارج منطق الفرض والتعطيل والتهديد. هذا ما نقوله بكل وضوح، نحن جاهزون ومنفتحون وكل الذي نطلبه هو الشراكة الحقيقية بين اللبنانيين والمساواة، والجميع تحت سقف القانون، ولا يكون لبناني درجة أولى وآخر درجة ثانية، وأنا لا أتكلم طائفيا، لأن هناك لبنانيين من كل الطوائف يعتبرون أنفسهم درجة ثانية، وهناك أيضا مواطنون من كل الطوائف الذين لهم بركة “حزب الله” يتصرفون في لبنان كأنهم مواطنون درجة أولى، وهذا لن نقبله، وكل ما نريده العيش بسلام في هذا البلد”.
وتابع :”نحن قلبنا على الجميع من الشمال إلى الجنوب من عائشة بكار، وطريق الجديدة، وطرابلس، والجنوب، وجبل لبنان، والبقاع، وبيروت، كل أبناء هذا البلد هم إخوتنا، ونحن حرصاء عليهم، ومن هذا المنطلق لا شيء يمكنه تأمين مستقبل للجميع إلا الدولة والجيش والمؤسسات، وتطبيق الدستور والمساواة بين اللبنانيين. أما خارج هذا الإطار فمنطق الفرض والخروج عن منطق المؤسسات مرفوض، كي لا يصل لبنان ثانية إلى ما وصلنا إليه. القرار لدينا إما أن نعيش سنوات الجحيم الستة السابقة ثانية، وإمّا أن ننتقل باللبنانيين إلى مكان أفضل”.
وهل يوجد وساطة دولية للاسراع في انتخاب رئيس؟ أجاب الجميّل:” لا أحد يقدر أن يؤثر علينا بالاستسلام، يقدرون أن يؤثِّروا على غيرنا بالإسراع، ونحن أول من نريد الإسراع في الانتخاب، ولكن لسنا مستعدين دفع الثمن بالاستسلام”.
وعن تأخير المعارضة في طرح إسم المرشح المواجه لمرشح “حزب الله”، وما اذا كان السبب “التيار الوطني الحر” والاتفاق معهم؟ قال الجميّل: “المعارضة لديها مرشح اسمه ميشال معوض، أما حزب الله فلديه مرشح اسمه سليمان فرنجية، نريد أن نصل إلى نتيجة، نطرح أسماء غير سليمان فرنجية وغير ميشال معوض، يكون التوافق عليهما من الطرفين، ويكونون محترمين من الطرفين، لكي نستطيع عمليا توحيد هذا البلد، وفتح صفحة جديدة من دون أن نفرض أحدا على غيرنا ولكن إذا بقي مرشحهم نفسه ونحن غيرنا مرشحنا، فما الفائدة.
نحن مستعدون للانتقال إلى مرحلة الاتفاق أو التقاطع على أسماء مقبولة من الطرفين، ولكن لسنا الوحيدين الذين نستبدل مرشحنا، وهم لا يستبدلون مرشحهم”.
سئل: هناك وسيط بينكم وبين جبران باسيل، فهل لديكم ثقة به بأن ينفصل عن “حزب الله”، وتتفقا معاً على جهاد أزعور؟ أجاب: “إذا كنت تسألني شخصيًا عن ثقتي بجبران باسيل، فأنا الوحيد الذي كنت ضد تسوية 2016 ورفضت انتخاب الرئيس عون، والجميع انتخبه وقتها، فبالنسبة إلي اليوم لست في موقع أن نعمل تحالفات سياسية، أو اختبارات على الثقة، اليوم أخذ “التيار الوطني الحر” قراره برفض انتخاب سليمان فرنجية، ونحن أيضا أخذنا هذا القرار. فالموضوع هو: هل يمكن لهذين الطرفين اللذين لا يجمعهما شيء في السياسة – لأن “التيار الوطني الحر” فكره السياسي مختلف عن فكرنا السياسي – وليس مطروح بيننا أي تحالف سياسي بل المطروح هو: هل يمكن أن نلتقي؟ فنحن نرفض المرشح نفسه، فهل نتوافق على اسم مشترك؟ هذا هو المطروح. وحتى الآن الكلام والحوار قائم بيننا، إلا أننا لم نصل إلى نتيجة بعد، فهل المطروح موضوع التحالف أو الثقة؟ بل العكس، فمستقبلا إذا أخذ التيار قرارات سياسية مختلفة عن السابقة، يمكن حينها أن نلتقي، واليوم لا يزال التيار الوطني الحر يدعم حزب الله وسلاحه. نعم نختلف معهم على تسمية الرئيس، ولكن من حيث السياسة فإنه ما زال متموضا في مكانه، لهذا السبب لا يمكن أن نذهب أبعد من أن نتفق على اسم مرشح فقط، وبالنسبة إلينا نريد أن نستعمل كل الوسائل المتاحة كي لا نكرس مرجعية حزب الله في اختيار الرؤساء والوزراء والحكومات، وأخذه كل القرارات التي لها علاقة بإنشاء الحكومات وإسقاطها، فنحن لا نريد غازي كنعان جديدا في لبنان”.