السفيرة الايطالية خلال العيد الوطني: لبنان أمام محطة مفصلية

السفيرة الايطالية خلال العيد الوطني: لبنان أمام محطة مفصلية

اقامت السفارة الايطالية في لبنان احتفالاً في دير سيدة القلعة لمناسبة العيد الوطني السابع والسبعين للجمهورية الايطالية.

وقد حضر الحفل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة ممثلا رئيس المجلس نبيه بري ووزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

والقت السفيرة الايطالية نيكوليتا بومبارديبري كلمة لها بالمناسبة جاء فيها : “أهلا بكم في العيد السابع والسبعين للجمهورية الإيطالية. اليوم الذي أصبحت فيه إيطاليا جمهورية، بعد استفتاء تاريخي في العام ١٩٤٦. من أنقاض الحرب العالمية الثانية، عبّر الشعب الإيطالي عن إرادته في استفتاء شاركت فيه المرأة للمرة الأولى.”

وتابعت: “منذ ذلك الحين، شرعت هذه الجمهورية الحديثة الولادة بعملية طويلة ومعقدة منبثقة من القواعد والقيم الديموقراطية لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتطوير اقتصاد يرتكز على الاستثمارات الإنتاجية وعلى البنى التحتية، والبحث عن وجه دولي قائم على العلاقات التعددية وعن تحالفات مبنية على القيم المشتركة.

وأصبحت إيطاليا عضوا مؤسسا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وعضوا في مجموعة السبع وثاني أكبر دولة صناعية في أوروبا من دون ان تفقد ميزاتها ودورها المتوسطي.

أما اليوم فتختلف التحديات وباتت ضاغطة وملحّة ومعقدة أكثر مما كانت عليه في الماضي وقبل كل شيء مشتركة: الأمن، والبيئة والتغيير المناخي وتدفق المهاجرين والطاقة والغذاء. لا يمكن ان تكون هناك ملاذات آمنة في ظل كل ذلك.  يكفي ان تفكروا بعواقب الحرب الروسية غير المشروعة وغير المبررة على أوكرانيا.”

وتابعت بومبارديبري: “على نحو مماثل طبعت التحديات ماضي لبنان وحاضره. لهذا المكان أي دير مار يوحنا القلعة كما وأماكن أخرى في لبنان رمزية تشهد على مختلف التقلبات على مر التاريخ. كان معبدا فينيقيا ومن ثم رومانيا وبعدها كنيسة بيزنطية وأخيرا ضربه زلزال في القرن السادس ميلادي ألحق به دمارا هائلا. وعادت الحياة إلى ربوعه شيئا فشيئا لحين وصول الرهبان الأنطونيين إليه في القرن الثامن عشر قبل ان يهدم مرة أخرى خلال الحرب الأهلية ويصار الى إعادة تشييده في أواخر التسعينات.

إذا ما نظرنا الى هذا المكان اليوم نستلهم الشعور بالجمال والتناغم على الرغم من الأحداث المؤلمة التي عصفت به. وهذا خير تذكير لنا بأن ما يُهدم يمكن ان يعاد بناؤه.

ما يتمناه معظم اللبنانيين اليوم في ظل الاوقات العصيبة الراهنه هو إعادة بناء مؤسسات الدولة ورؤيتها تعمل وتخضع للمساءلة؛ وإرساء نموذج اقتصادي واجتماعي منتج في بيئة نظيفة مع تأمين الوصول إلى الخدمات العامة، ووجود قضاء مستقل بما فيه تحقيق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت.”

وتابعت : “لبنان اليوم أمام محطة مفصلية. بات انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة خطوتين أساسيتين نحو الإصلاحات التي طال انتظارها”، مضيفة: “لا تنقص لبنان الوسائل والمهارات ليتعافى. يبقى المطلوب أن يتحلى المسؤولون بإرادة سياسية ويتحدوا لمصلحة البلد وخير شعبه.”

واضافت : “لم يتداع يوما دعم إيطاليا للبنان حتى في أصعب اللحظات. ولن يتعثّر أبدا. يبقى التزامنا ثابتا لجهة مشاركتنا في اليونيفيل ودعمنا لقوات الأمن ومساعدتنا الإنسانية والإنمائية وتعاوننا الثقافي والحفاظ على التراث.

إلى المواطنات الإيطاليات والمواطنين الإيطاليين الحاضرين معنا هذا المساء، أود أن أقول بلغتنا أنه بفضل حضوركم وعملكم أيضا، تحظى إيطاليا بتقدير كبير في لبنان.

من أقدم التاريخ إلى أحدثه. من الفترة التي اتسمت بالازدهار والتبادلات والمعرفة مع وجود الأمير فخر الدين في توسكانا في القرن السابع عشر إلى الذكريات الحية للمهمات العسكرية الإيطالية في بيروت في خلال العامين 1982 و 1983 اللذين مزقتهما الحرب مع خالص الامتنان لقبعاتنا الزرق التي لا تزال تخدم الى يومنا هذا في اليونيفيل. يضاف إلى ذلك الحضور المتجذر والواسع للمنظمات غير الحكومية الإيطالية التي تشارك في مشاريع انمائية في جميع أنحاء لبنان لدعم المؤسسات والمجتمعات.”

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً