شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – من تونس والبرازيل الى ساحة النجمة
أفرط المسؤول الكبير السابق، أمس، في استهلاك السجائر وهو يتابع، عبر شاشة تلفزة عملاقة، مباراة كرة المضرب (التنس) بين اللاعبة البرازيلية – لبنانية الأصل – مايا حداد والبطلة التونسية انس جابر المصنفة الرابعة على العالم، بينما مايا هي الرابعة عشرة. ومتابعو الرياضة حتى الإدمان، وبالذات المشجّعون، تصل بهم الحماسة الى حدّ الهستيريا.
استأذنني هذا المسؤول الكبير في أن يواصل متابعة اللقاء الحاسم بين اللاعبتين، وهو يعرف أنني اهوى متابعة هذه اللعبة بامتياز، وأنني أحد مئات الملايين حول العالم الذين يعتبرون الإسباني رافاييل نادال بطلاً أسطورياً، ويلتفون حالياً حول مواطنه بطل العالم الشاب العشريني كارلوس الكاراز الذي يبشّر بنجومية لم يرتقِ إليها أحد من أكثر نجوم هذه اللعبة بريقاً أمثال الثلاثي الأسطوري نادال والسويسري فيدرير والصربي دجوكوفيتش.
سألته لمن ينحاز بين حداد وجابر، فأجابني : مبدئياً أنا مع انس جابر التونسية لأنها عربية أما هذه المرة فأنا مع مايا حداد لأنها ابنة أبوين لبنانيين في البرازيل. ثم أردف يقول: ولكن لا يفوتني أن الآنسة جابر هي أيضاً «لبنانية»، أوليست سليلة هنيبعل وقرطاجة التي هي نتاج «إليسار» التي رحلت من شواطئ لبنان الفينيقي الى شمال افريقيا لتنشئ قرطاجة التي دوّخت الامبراطورية الرومانية بقيادة هنيبعل «صاحب أعظم فكر استراتيجي حربي عبر التاريخ».
وانتقلنا الى السباق الماراتوني السلحفائي في الاستحقاق الرئاسي، وهو الخبير في الرؤساء وصناعتهم، فاكتفى بالقول: باختصار شديد ثمة أمران أولهما أن الطبخة لم تنضج بعد لأن الأميركي لم ينفخ، حتى الآن، في النار تحتها، والثاني من المستغرب الانفعال الكبير من الثنائي الشيعي ازاء ترشيح جهاد أزعور، ولأول مرة أشعر (كما قال) بأن هذا الثنائي «مزنوق» الى هذه الدرجة(…).