جلسة 14 حزيران: اللعب على المكشوف
لا جديد تحت شمس رئاسة لبنان. جمود وترقب لما سيحمله الاسبوع الفاصل عن جلسة الاربعاء المقبل لانتخاب رئيس جمهورية. مستجد واحد سجل امس أماط اللثام عن النهج الذي سيتبعه ثنائي امل- حزب الله في الجلسة وحذف خيارا من بين ثلاثة رسمتها سيناريوهات اعلامية حول ادائه.نواب 8 اذار سيصوّتون لمرشحهم سليمان فرنجية ، لا بورقة بيضاء، بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري. لكن ماذا عن الحضور والنصاب في الدورة الثانية، إن تبين ان ثمة امكانية لمرشح المعارضة والتيار، في ظل اتجاه عدد من النواب المستقلين لمنح اصواتهم لازعور إن فتحت ؟
الحزب والتوافق
في الانتظار، حزب الله على موقفه يدعو الى الحوار والتوافق. في السياق، اكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني في بلدة جدرا، ان» لبنان يمر بمرحلة استثنائية تستلزم توافقات واسعة وغير مجتزأة لان اي توافقات بخلفية التحدي لا تنتج حلولا وانما تعمق الازمة وتؤججها». وقال «إن حزب الله لم يفرض رئيسا على احد ولا يرضى بأن يفرض عليه احد». وأضاف «من لا يرى مصلحة لبنان بالتوافق الوطني يقامر بمصير البلد في اصعب مرحلة من تاريخه». ورأى ان «الحل هو بالحوار غير المشروط»، مشددا على ان» حزب الله لا يبحث عن حصص في الوزارات والادارات وإنما يريد رئيسا يكون عنوانا للتوافق الوطني يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع». وأبدى الشيخ قاووق استغرابه كيف أن شعار «كلن يعني كلن» اصبح اليوم « كلن يعني كلن صاروا مع كلن».
النموذج الايراني
في المقابل، إعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان ان الوزير السابق جهاد أزعور يتمتع بمقومات سيادية بالحد الادنى ومقومات اصلاحية بالحد الأقصى خصوصا عبر خبراته المالية والاقتصادية وتجربته في الحكم، و اعتبر ان «الميثاقية تحوّلت مقولة مطاطة وليس مقبول التعطيل تحت ستار الميثاقية»، مضيفاً «الجميع يعلم أن جهاد أزعور ليس مرشح تحد… إنما «حزب الله» يرفض اي مرشح ليس مرشحه ويريد استنساخ النموذج الإيراني عبر ميليشيا مسلحة مرادفة للجيش ومرشد اعلى موجود في الضاحية يفرض مرشحا وحيداً ويريد وضع اليد على رئاسة الجمهورية كي يحكم قبضته على لبنان».
نصلي للنواب
رئاسيا ايضا يفترض ان يحدد اللقاء الديموقراطي اسم مرشحه في اجتماع يعقده غدا. اما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقال خلال افتتاحه في بكركي صباح امس الرياضة الروحية السنوية للاساقفة الموارنة في لبنان وبلدان الانتشار «الرياضة الروحية هي زمن الصلاة والعودة إلى الذات والوقفة الوجدانية أمام الله الذي دعانا. نصلي من أجل أبناء أبرشياتنا، كهنة، ورهبانا وراهبات ومؤمنين ومؤمنات. ونصلي على نية نواب الأمة الذين يستعدون لدخول البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يكون لخير لبنان واللبنانيين، ولوحدة الدولة والشعب».
كلام غير دقيق
في الموازاة، وعلى وقع معلومات صحافية تفيد بأن بري لم يحدد موعدا للموفد البطريركي المطران بولس عبد الساتر لزيارته في عين التينة، استقبل الراعي مساء امس في بكركي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في زيارة تم في خلالها البحث في التطورات على الساحة المحلية لا سيما في ما يتعلق بالملف الرئاسي في ضوء الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي الى الفاتيكان وفرنسا. واكد الراعي في رده على سؤال بو صعب حول ما نشره الإعلام من كلام تناول فيه الرئيس نبيه بري، ان «هذا الكلام غير دقيق وهو لم ينشر في السياق الذي قيل فيه»، مشددا على ان «اي موقف رسمي يصدر في بيان من الصرح البطريركي وعدا ذلك فإن بكركي غير معنية بكل ما ينشر من أخبار».
حملة مغرضة
من جهة ثانية، وفي وقت ربطت المعطيات بين زيارة الرئيس السابق ميشال عون الى سوريا اول امس والملف الرئاسي وعلاقة التيار الوطني الحر بحزب الله، اوضح المكتب الإعلامي للرئيس عون أن «الرئيس عون الذي نذر حياته للدفاع عن سيادة لبنان ودفع أغلى الأثمان في سبيل استعادتها وصونها يطمئن الغيارى الجدد على السيادة بأنه لن يكون يوماً من المفرطين بها وسيبقى مناضلاً في سبيل الحفاظ عليها «. اضاف: إن الرئيس عون في جميع لقاءاته الخارجية سواء في فترة الرئاسة أو ما قبلها أو ما بعدها لم يطرح يوماً طلباً خاصاً أو يتعلّق بأشخاص، ولم يطلب وساطة من أحد أو لأحد، وما الحملة المغرضة التي طالعتنا في بعض مقالات اليوم عن أن أحد أهداف الزيارة هو تعويم التيار الوطني الحر وتحصين الوزير باسيل إلا إمعانا في التضليل والإسفاف. تابع: قمة التضليل فهي التشويش على العلاقة بين الرئيس عون والسيد حسن نصرالله والإساءة للاثنين معاً عبر إشاعة فشل محاولة ترتيب موعد بينهما، الأمر الذي لا صحة له على الإطلاق.
بوحبيب الى بروكسل
واذ اشار مكتب عون امس الى ان الملف الاساسي الذي تم بحثه في دمشق هو ملف النزوح السوري، كلّف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب تمثيل لبنان في مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين الذي سيعقد الاسبوع المقبل. وسيحمل الوزير بو حبيب الى المؤتمر ورقة عمل موحّدة باسم الحكومة. وكان رئيس الحكومة اجتمع مع بوحبيب صباح امس في السراي. وأعلن بوحبيب بعد الاجتماع: «بحثنا في أمور وزارة الخارجية ومشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل المخصص لبحث موضوع اللاجئين السوريين، والورقة التي سيقدمها لبنان في هذا المؤتمر».