البرهان يرفض لقاء حميدتي و«الدعم السريع» تشنُّ هجوماً على مدينة بارا في كردفان
في مواصلة طريق التصعيد، أكد مسؤول دبلوماسي امس الجمعة، أنه لن يكون هناك أي لقاء يجمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في أي مكان.واعتبر المسؤول أن الدعوة الصادرة من كينيا باعتبارها رئيسة لجنة الوساطة لا قيمة لها بالنسبة للسودان، خاصة أنه أبدى اعتراضه على ترؤس كينيا للوساطة.
كما أكد أنه لا يوجد أي اتصال أو تواصل بين الجيش والدعم السريع، لافتا إلى أن وسيلة التواصل الوحيدة كانت غير مباشرة بينهما في منبر جدة.
وكان البرهان قد جدد، رفضه رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن معالجة الأزمة في بلاده، وسط استمرار القتال.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الأميركية أن لا إرادة سياسية لطرفي الصراع في السودان.
ميدانيا ، أفادت شهود عيان أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان الجمعة حيث ارتكبت أعمال «سلب ونهب» للبنوك والمنشآت الحكومية.
وأفاد سكان من بارا التي تبعد 50 كيلومترا شمال شرق مدينة الأُبيض عاصمة الولاية، وكالة فرانس برس أن «(قوات) الدعم السريع تهاجم مدينة بارا وتهاجم البنوك والمنشآت الحكومية».
وقال عبد المحسن إبراهيم أحد سكان المدينة «نحن في رعب من إطلاق نار وأعمال سلب ونهب وليس هناك جيش أو شرطة».
وتابع بصوت ينم عن شعوره بالاحباط «حتى لو حاول الجيش الوصول من (مدينة) الأُبيض سيكون الأمر صعبا، لأن قوات الدعم باتت تسيطر على طريق بارا-الأُبيض».
على صعيد اخر، قالت منظمات ومسؤولو إغاثة إن الصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاما، واختطافهن.
وذكرت منظمة إنقاذ الأطفال في بيان إن مقاتلين مسلحين يعتدون جنسيا على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن «بأعداد مقلقة»، بينما أفادت الأمم المتحدة بوجود «زيادة ملحوظة» في العنف على أساس النوع.
وفي وقت جرى فيه التأكد من عشرات حالات الاغتصاب نتيجة الصراع، تقدر وحدة مكافحة العنف ضد المرأة التابعة للحكومة السودانية أن الأرقام ربما تمثل اثنين بالمئة فقط من العدد الإجمالي.
وقال عارف نور مدير منظمة إنقاذ الأطفال في السودان في بيان «نعلم أن الأعداد الرسمية هي مجرد غيض من فيض. يجري استهداف فتيات بعمر 12 عاما بسبب جنسهن أو عرقهن أو ضعفهن».
وأضاف نور أن بعض الآباء يزوجون بناتهم في سن صغيرة في محاولة لحمايتهن من الاعتداءات.
ووردت تقارير أيضا عن احتجاز فتيات لأيام مع الاعتداء عليهن جنسيا وعن وجود حالات اغتصاب جماعي للنساء والفتيات.
وقالت منظمات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك هذا الأسبوع «حذر مقدمو الرعاية الصحية وإخصائيون اجتماعيون ومستشارون وشبكات مجتمعية للحماية داخل السودان من زيادة ملحوظة في تقارير العنف على أساس النوع في ظل استمرار الأعمال العدائية في أنحاء البلاد».
وأضافت المنظمات «صار الإبلاغ عن الانتهاكات والحصول على الدعم من الأمور الصعبة، إن لم تكن مستحيلة، بسبب انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصالات، بالإضافة إلى تعذر وصول المساعدات الإنسانية نتيجة عدم استقرار الوضع الأمني».