شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الاتحاد الأوروبي والسُم في الدسم
ما زلنا ننتظر موقفاً مباشراً وصريحاً يصدر، رسمياً، عن حكومة تصريف الأعمال، وفي تقديرنا ليس ثمة من أعمالٍ يُفتَرَض تصريفُها يوازي أهمية الموقف اللبناني الصارم من القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي من مسألة النزوح السوري في لبنان، وبالأكثرية «الساحقة» رافضاً عودتهم الى بلدهم، انسجاماً مع الموقف الأوروبي المعروف المنطلق من دمج النازحين في المجتمع اللبناني… وهو موقف عدواني من لبنان، وهذا التوصيف هو أقل ما يُطلَق عليه.
فور اطلاعنا على هذا القرار الأوروبي الذي يشكل في تقديرنا واقتناعنا خطورة توازي إعلان الحرب على وطننا الصغير المعذب، بادرنا أمس الى تناول هذا الموضوع في «شروق وغروب»، بأسلوب قد يكون مرتفعاً، إلّا أننا لسنا في وارد الندم، إذ إن قراءتنا مضمونَ قرار البرلمان الأوروبي كشف لنا، ولكل مَن يشاء ان ينظر الى الأمور بحقيقتها، أن التلاعب بلبنان وبقضاياه المصيرية يشكّل بياناً تصاعدياً يبلغ ذروته خصوصاً لدى المفتَرَض أنهم أصدقاؤه.
في هذا السياق نرى أن بيان البرلمان الأوروبي ذهب الى لعبة التشاطر فتضمّن بضعة نصوص إيجابية من مسائل لبنانية ليمحوها كلها بالضربة القاضية في تأكيده على رفض عودة النازحين السوريين الى بلدهم. إنه، في هذا «التشاطر»، كمَن يضع السُم في الدسم، فيبيعنا كلاماً معسولاً في الاستحقاق الرئاسي وسواه وهو ما لا يُصرَف أو يُترجَم في أي مكان، في وقت يؤذينا بلا حدود في مسألة النزوح.
إن التواطؤ الأوروبي ضدّ لبنان لا يحتاج الى مزيد من الدلائل فالأدلّة عليه «منه وفيه». وبالتالي نرى أن أضعف الإيمان أن تبادر الحكومة، عبر رئيسها (الناطق الرسمي باسمها) وأيضاً وزير الخارجية، الى المبادرة لإصدار موقف حازم وشديد عبارات الرفض لهذا العدوان الأوروبي على لبنان… وفي الوقت ذاته نطالب رئيس مجلس النواب بأن يدعو ممثّلي الشعب الى جلسة استثنائية للبرلمان اللبناني للرد، وبأعلى اللهجات، على عدوان زملائهم في البرلمان الأوروبي. ولهؤلاء الأخيرين نقول: ما دمتم حريصين بهذا القدْر على اللاجئين والنازحين فلماذا لا تفتحون أبواب بلدانكم في وجوههم؟!.
وهل ثمة نفاق أكبر من هذا ؟!.