قمَّة بريكس اليوم: توسيع المجموعة وبديل للدولار
تستضيف جنوب أفريقيا اليوم قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرغ التي ستستمر لمدة 3 أيام تنتهي في 24 من الشهر الجاري، في إطار احتمالات لتوسيع عضوية المجموعة مستقبلًا بينما سيعيد جدول اعمال القمة الـ15 إحياء فكرة تقليص هيمنة الدولار على نظام المدفوعات الدولية، وهي فكرة كانت قد طرحت للمناقشة في القمم السابقة إلا أن النقاش عاد ليبرز من جديد بعد رفع أسعار الفائدة الأميركية وفرض عقوبات على روسيا نتيجة حربها على أوكرانيا.
وسيشارك من بين قادة الدول التي تقدمت بطلبات عضوية الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، كما سيشارك قادة كلٌّ من: الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا وبنغلادش وجنوب أفريقيا وآخرين.
ويغيب عن القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل أمر من الجنائية الدولية باعتقاله، على خلفية اتهامات بارتكابه جرائم حرب بحق أطفال في أوكرانيا، وسيشارك بوتين بكلمة مرئية، بينما يمثّل روسيا وزير خارجيتها، سيرغي لافروف.
ويتصدر جدول أعمال القمة قضية توسيع العضوية والمبادئ الحاكمة، إضافة إلى بحث استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء بديلًا عن الدولار الأميركي في المعاملات التجارية، وزيادة التجارة بين الدول الأعضاء، بينما رجحت مصادر مطلعة عدم بحث إصدار عملة موحدة للمجموعة في هذه القمة، نظرًا لعدم اتفاق الأعضاء على هذه القضية حتى الآن.
كما سيخصص اليوم الأخير من القمة للتباحث مع الدول الراغبة في عضوية المجموعة.
ووجهت جنوب أفريقيا الدعوة إلى حوالي 67 دولة للمشاركة بالقمة من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ودول الكاريبي، بينما قدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام للمجموعة، وأبدت عشرات الدول الأخرى اهتمامًا بالعضوية، وفقًا لوزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور.
وسبق أن عبَّرت العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في الانضمام للمجموعة، ومن بينها: الجزائر ومصر وإثيوبيا.
وتحتل قمة مجموعة بريكس أهمية خاصة، في ظل تعقيدات المشهد الدولي والحرب في أوكرانيا والصراع “الجيوسياسي” بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، لا سيما وأن المجموعة تعدّ نفسها بديلًا عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
وتمثّل مجموعة بريكس الآن 23 %من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 %من سكان العالم، وأكثر من 16 % من التجارة العالمية، ودولها الأعضاء؛ هم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
إلى ذلك قال جيم أونيل، الاقتصادي البارز السابق في مجموعة «غولدمان ساكس»، إن انضمام دول إلى مجموعة «بريكس» سيكون مهماً اقتصادياً، خصوصاً إذا كانت المملكة العربية السعودية واحدة منها، وبخلاف ذلك، من الصعب رؤية أهمية التكتل.
وأضاف في مقابلة مع «بلومبرغ» أمس: «أعتقد أن انضمامها -الذي أتخيله أن أي إضافة ستشملها- هو صفقة كبيرة جداً».
ويوجد حالياً أكثر من 20 طلباً رسمياً للانضمام إلى المجموعة، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حزيران أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر ومصر جميعهم من المتقدمين الأقوياء.
وقال أونيل إن علاقات السعودية الوثيقة تقليدياً مع الولايات المتحدة ودورها كأكبر منتج للنفط في العالم يعني أن إضافتها للنادي ستضيف وزناً حقيقياً للمجموعة.
وأضاف أونيل: «ما سينظَر إليه بعد ذلك هو إمكان تسعير النفط فعلياً بعملات دول المجموعة المحلية وليس بالدولار».