شيخ العقل يدعو لسحب مشروع الغاء العقوبة عن الشاذّين
دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى النواب “المتحمّسين لمشروع الغاء العقوبة عن الشاذّين الذي يطرحه مشروع القانون المقدم بهذا الخصوص، سحبه فوراً من المجلس النيابي ومن التداول، كونه يمثل نوعاً من أنواع الترويج للمعصية وتسهيلاً لانتشار الرذيلة وإباحة للمحظورات واستبداله بآخر بنّاء في التثقيف والتربية والمعالجة”.
كلام الشيخ أبي المنى جاء خلال رعايته اليوم احتفال تخرج الدفعة الاولى من الطلاب والطالبات في كلية الامير عبدالله التنوخي الجامعية للعلوم التوحيدية في عبيه، بحضور الشيخ أبو محمود سعيد فرج والشيخ القاضي نعيم حسن ومجلس أمناء الكلية.
وأشار ابي المنى في كلمته الى ان “أمامنا العديد من التحدّيات، لعلّ أخطرَها تحدّي الانجراف في تياراتٍ عقائديةٍ غريبة عن توحيدِنا، وتحدّي الإلحاد أو الدعوة إلى اعتناق مذاهبَ فكريةٍ مُضلِّلة، وتحدّي التبشير لتغيير الدين من قِبل بعض المجموعات المتطرّفة، إضافةً إلى تحدّي الترويج للشذوذ وهدم القيم وتفتيت الأسرة والاعتداء على نظام الخالق عزّ وجلّ، وهل أدلُّ على ذلك من مشروع قانونٍ مقدَّمٍ للمجلس النيابي لإلغاء تجريم إقامة العلاقات غير الطبيعية، والذي رفضنا السجالَ والمبارزةَ حوله بالكلام، لأن الأمرَ محسومٌ عندنا من الأساس، ولا داعي لتأكيده في كلِّ مرّةٍ وكأننا في موقف الهجوم أو الدفاع. إن هذا المشروعَ غيرُ مقبولٍ إطلاقاً في مجتمعِنا القائم على ركائزَ ثابتة؛ ركائزِ الإيمان والقيم والوطنية، كونه يُسهمُ في هدم تلك الركائزِ التي نَبني عليها وجودَنا ونعزّزُ بها تماسكَنا ونحقّقُ من خلالها دورَنا الاجتماعيَّ والوطنيّ، فلا يجوزُ التغاضي عن هذه الانحرافات لأنّ التغاضيَ يؤدّي إلى طغيان تيّارِ التفلُّت الأخلاقي، وهو ما لا يُمكنُنا استساغتَه في مجتمعنا التوحيديَ المعروفيّ مهما كانت الدوافعُ والمبرّرات. إن الدعوة لتشريع قوانينَ مناقضةٍ لآداب الدين وأخلاقياته تحت شعار الحرية تنطوي على إهانة للدين ولمفهوم الحرية، ونحن، وإن كنّا لا نتصدّى لحرية الناس في تحديد خياراتهم الاجتماعية والدينية والسياسية، لكننا لا نَسكتُ أمام موجات التحرُّرِ المتفلِّت من الوعي، ولا نعتبرُها حريةً بل هي عندنا بمثابة الفوضى الهدّامة للإنسان الفرد وللعائلة وللمجتمع، وبالتالي للوطن. فالتطوُّرُ ليس نقضاً للقيم، والتقدُّمُ ليس دوساً على الإيمان والمبادئ، والحرية ليست رحلةَ استجمام في عالم الإباحة والفساد. إن الغاءَ العقوبة عن الشاذّين الذي يطرحُه مشروعُ القانونِ المقدّم، وإن يكنِ التبريرُ له أنه ليس تشريعاً للعلاقات غير الطبيعية، بل مجرّدَ إلغاءٍ للتجريم والعقوبة، إلّا أنه بنظرنا يشكّلُ خطوةً نحو ذلك المبتغى، وفي هذا الأمر تسهيلٌ لانتشار الرذيلة، وإباحةٌ للمحظورات ومخالَفةٌ فاضحة لغاية الخالق من خلقه، وهو ما نبّهت إليه الأديانُ جميعُها وما أكّد عليه العقل البشري الأرفع وحكماءُ الكون ومعلمو العالم. لذا، فإننا نحثّ النوّابَ المتحمّسين لهذا المشروع لسحبه فوراً من المجلس النيابي ومن التداول، كونَه يمثِّلُ نوعاً من أنواع الترويج للمعصية، وهذا ما ترفضه كلُّ العائلات الروحية، على أنه يمكنُ استبدالُ هكذا مشروعٍ هدّامٍ بآخرَ بنّاءٍ يدعو للبحث فقط في أساليب المعاقبة لتكون نوعاً من التثقيف والتربية والمعالجة، وصولاً إلى العقاب إذا لم يفلحِ الأمر، لأنّ في القِصاص حياةً للناس، لقوله تعالى: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
زيارة: وسبق الحفل زيارة قام بها شيخ العقل أبي المنى لشيخ العقل السابق نعيم حسن في منزله في البنيه.
اتّصال: وأجرى شيخ العقل اتصالاً هاتفياً بوزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى مثنياً على “مشروع القانون الذي يسعى لإقراره، تحت عنوان: “التشدّد في مكافحة الترويج للشذوذ الجنسي”، مؤكداً “دعمه ومساندته لكل ما يؤول الى صون الاسرة والقيم، واعتباره أن “لا كرامة للانسان بدون القيم ولا حياة تليق به بدون كرامة”.
لقاءات: وكان التقى شيخ العقل في دارته في شانيه كلّاً من الأبوين: بطرس مرعب وعيد أبو راشد، وايضاً وفداً من رويسة البلوط بحضور الشيخ كمال فرج، ثم مختار بلدة بتاتر فوزي غريزي. كما استقبل رجل الاعمال عضو مجلس أمناء مستشفى الايمان الشيخ كميل ابو غانم.
لقاء ديني: كما شارك الشيخ أبي المنى في اللقاء الديني الموّسع في مقام المرحوم الشيخ ناهض الدين في المختارة، بحضور المشايخ: أبو صالح محمد العنداري، أبو زين الدين حسن غنّام، ابو داوود منير القضماني، أبو فايز أمين مكارم، أبو سليمان سعيد سري الدين، أبو حسن عادل النمر، أبو هاني وفيق حيدر، أبو سلمان سامي عيد وابو مهدي سلمان دربية أبو هلال ماجد سري الدين ومشايخ من منطقتي الجبل ووادي التيم، وكان لشيخ العقل حديث في اللقاء، ركّز خلاله على “اهمية ترسيخ القيم الروحية والاجتماعية والثوابت الدينية والمرتكزات التي تصون العائلة الروحية والاسرية، بمواجهة الحضارات الهدّامة للمجتمعات، وتعزيز المحبة وجمع الشمل لتكون الكلمة واحدة”.