«بريكس» تعتزم تدشين تحالف موازٍ لقوى الغرب وواشنطن تستبعد التنافس
رصدنا 110 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة مجموعة بريكس المنعقدة في جنوب أفريقيا،امس، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.
وأضاف «نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي. ما يسمى الأغلبية العالمية».
ويمثل أعضاء مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أكثر من 40 في المئة من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة تستبعد تحول مجموعة دول بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر.
وأضاف في إفادة صحافية «هذه مجموعة متنوعة من الدول. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة».
وأعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عن تأييده لفكرة إنشاء عملة موحدة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
واعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن «مجموعة بريكس ظهرت كبارقة أمل للاقتصاد العالمي، ونحن من أكثر الدول التي تشهد نموا اقتصاديا».
واجتمع زعماء دول «بريكس» في جوهانسبرغ لحضور قمة يبحثون فيها توسع المجموعة، مع سعي بعض الأعضاء إلى تحويلها إلى قوة موازية للغرب، وسط زيادة الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009، وتوسعت العام التالي مع انضمام جنوب أفريقيا.
وقبيل القمة أعربت 40 دولة في الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، بما فيها إيران والسعودية وبنغلاديش والأرجنتين، بحسب مسؤولين.
وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان «بريكس» مقترحاً لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة، لكن محللين أبدوا حذرهم حيال الأمر.
وفرضت التوترات العالمية المتصاعدة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا وتصاعد التنافس بين الصين والولايات المتحدة إلحاحاً على حملة لتعزيز قوة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا التي عانت أحياناً انقسامات داخلية وافتقاراً لرؤية متماسكة.
واستضافت جنوب أفريقيا الرئيس الصيني شي جين بينغ، المؤيد الرئيس لتوسع «بريكس»، في زيارة رسمية صباح الثلاثاء، قبل اجتماعات مع قادة المجموعة الآخرين.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا الذي كان جالساً إلى جانب شي، إن البلدين لديهما «وجهات نظر مماثلة» في ما يتعلق بالتوسع.
وأضاف رامابوسا «نشارك وجهة نظر الرئيس شي بأن ’بريكس‘ منتدى شديد الأهمية ويلعب دوراً مهماً في إصلاح الحوكمة العالمية وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم».
وقال شي بعد وقت قصير من وصوله إلى جنوب أفريقيا، «أنا واثق من أن القمة المقبلة ستكون مرحلة مهمة في تطوير آلية بريكس».
وإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء. لكن المنظمين في جنوب أفريقيا يقولون إنه لن تجري مناقشة مسألة عملة لـ»بريكس»، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.
تظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حالياً التباطؤ، إلى جنوب أفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصادياً الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.
توسع مختلف عليه
لكن التوسع أصبح نقطة خلاف بين دول المجموعة، ففي حين تحرص روسيا على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الديبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا، فإن وزير الخارجية الهندي فيناي كواترا قال أمس الإثنين إن بلاده التي تشعر بالقلق من الهيمنة الصينية تحذر من التسرع في التوسع، على رغم إعلانه أن لدى بلاده «نوايا إيجابية وعقلاً منفتحاً».
أما البرازيل فتخشى أن يؤدي توسع «بريكس» إلى إضعاف نفوذ المجموعة، لكن التوسع المحتمل لمجموعة «بريكس» ما زال معلقاً، واعتزام المجموعة أن تصبح نصيراً «للجنوب العالمي» النامي وتقديم بديل لنظام عالمي تهيمن عليه الدول الغربية الثرية يجد صدى بالفعل.