انتشار واسع للأمن الإيراني في ذكرى مقتل مهسا أميني واعتقال ناشطين وأجواء أمنية في كردستان وبلوشستان
ترد تقارير كثيرة عن الأجواء الأمنية في المدن المختلفة في إقليم كردستان الإيراني مع قرب حلول ذكرى مقتل مهسا أميني، إذ يرسل النظام عديداً من قواته من مدن مختلفة إلى مدن محافظة كردستان خصوصا إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا.
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان «هه نغاو» أن عناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني استقرت في مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، وشكلت نقاط تفتيش في الطرق المختلفة.
ونشرت منظمة حقوق الإنسان لقطات تظهر قوات من الحرس الثوري تستقر في المناطق الحدودية في مريوان. كما نشرت صوراً لمنطقة بيجار وديوان دره، تظهر قوات خاصة تأتي من مدينة همدان المجاورة إلى كردستان.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه عائلة مهسا أميني أنها على رغم الضغوطات الأمنية تنوي إحياء ذكرى مهسا في مكان دفنها.
كما أقدمت القوى الأمنية خلال الأيام الماضية على إجراء مناورات في المدن المختلفة في كردستان، وأشارت منظمة «هه نغاو» إلى أن الحرس الثوري أجرى مناورات في شوارع مريوان بهدف بث الرعب بين المواطنين بالتزامن مع ذكرى مقتل مهسا أميني.
وذكر التقرير أن بعض ناقلات الجند وضع عليها أسلحة ثقيلة، كما أُعلن الإثنين الماضي أن عدداً كبيراً من القوات المسلحة الإيرانية دخلت مدينة سقز، وذكرت التقارير أن انتقال مثل هذه الأدوات العسكرية الثقيلة يبين نية النظام الإيراني مهاجمة القوات الكردية على الحدود، ورافق عدد من المروحيات العسكرية هذه القوات في محافظة كردستان الإيرانية.
وتكشف هذه التطورات أن النظام الإيراني يعمل على عسكرة الأجواء في المدن الكردية، وهذا ما يؤكد استمرار تطبيق فتوى الخميني الذي أعلن «الجهاد ضد الأكراد». وفي مثل هذه الأجواء يصعب الحديث عن حقوق الإنسان والقانون.
وخوفاً من انتفاضة شعبية، أقدمت السلطات على وضع كاميرات في الساحات والأحياء الرئيسة في مدينة كامياران، وتفتيش المواطنين في النقاط المؤدية إلى المدينة والخارجة منها.
وتذرع الحرس الثوري بذكرى مهسا أميني للضغط على إقليم كردستان العراق وأقدم على تهديد الأحزاب الكردية الإيرانية، وكتبت قناة الأمن السيبراني للحرس الثوري، «نقترب من موعد تنفيذ الاتفاق الأمني بين إيران والعراق لإخراج المجموعات الإرهابية والانفصالية من إقليم كردستان العراق». وأكد المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يقبلوا بتمديد المدة المحددة لمغادرة هذه القوات الأراضي العراقية وأن إيران لن تساوم على موضوع الحفاظ على حدودها ومواطنيها.
في الوقت ذاته، وردت تقارير كثيرة عن حملة اعتقالات في كردستان وسيستان وبلوشستان، ونشرت وسائل الإعلام المحلية تقارير عن اعتقال أميد توتي وقادر عبد الهي، وهما مواطنان كرديان من مدينة بوكان، نقلهما الأمن الإيراني إلى مكان مجهول ولم ترد معلومات عن مصيرهما، وكذلك استدعت أجهزة الأمن، ريبورا عبد اللهي، وفردين ميركي، وإقبال شباني وهم ناشطون من الحركة العمالية في سنندج. وخضع هؤلاء للتحقيق والاستجواب لساعات طويلة.
وارتفعت نسبة الاعتقالات في مدينة سقز، وكشفت «هه نغاو» أن الأمن الإيراني اعتقل هيرو قديمي، أحد النشطاء المدنيين المعروفين في المدينة واقتاده إلى مكان مجهول.
وتستمر الاعتقالات والضغوط الأمنية في محافظة سيستان وبلوشستان،