عودة: لبنان في غنى عن التورّط بنزاع ينعكس جحيماً على شعبه
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة رأى فيها «ان المسيحيين في هذه الايام ينجرون وراء أمور بعيدة عن الإيمان ولا تمت إلى عقيدة الكنيسة بصلة، بل إلى معتقدات وثنية يقدمها عارضوها على أنها أدوات وطرق لإراحة النفس والعقل من ثقل الهموم المعيشية والنفسية والروحية (…)».
وفي الحديث عن الإنسانية، أكد المطران عودة «أن ما يحصل في غزة مؤلم ومرفوض. إنها جريمة ضد شعب ذنبه الوحيد أنه يتشبث بأرضه ويدافع عن تاريخه. والمؤلم أكثر أن ضمائر قادة العالم نائمة، وهم يكيلون بمكيالين، والعدالة غائبة». وقال :»فيما تستباح حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود، ويقتل هذا الشعب من دون رحمة، يعتبر رفضه الظلم اللاحق به جريمة، فيما الجريمة الكبرى هي انتهاك حقوقه والمقدسات وسلب أرضه ومنعه من العيش في وطنه».
تابع: «الكنيسة تقف دائما ضد العنف وضد الحرب لكنها ترفض الظلم لذا، أملنا أن تهز هذه الكارثة ضمائر قادة العالم فيدركوا ضرورة وقف القتال وإيجاد حل عادل لهذه القضية، لأن لا سلام حيث يوجد ظلم، والأبرياء وحدهم يدفعون الثمن دائما، مع الصحافيين الذين يسكتون كي لا يظهروا الحقيقة».
أضاف مستدركا: «لكن ما يؤلمنا أيضا غياب الموقف اللبناني الرسمي الموحد، وعدم التشديد على ضرورة إبعاد لبنان عن هذا الصراع. لبنان الذي تحمل وحده في الماضي تبعات هذا الصراع ودفع أثمانا باهظة، يمر بأسوأ الأوضاع وأصعبها، وهو غير قادر على دفع أثمان إضافية هو عاجز عن دفعها، وهو بغنى عن التورط في نزاع سوف ينعكس جحيما على شعبه وما تبقى من مؤسساته».