التصعيد مستمرّ جنوباً.. وإسرائيل تتردد بالهجوم البري
دخلت عملية طوفان الاقصى اسبوعها الثاني ولم تخرج اسرائيل بعد من الصفعة التي وجّهتها اليها حركة حماس. فردّت عليها ولا تزال، بالسيوف الحديدية، التي تبطش بالبشر والحجر في غزة، فارضة على الاطفال والنساء والمدنيين ككل، حصارا خانقا، متوعّدة بالمزيد وبمحو “الحركة” واجتثاثها، في محاولة لاستعادة ماء وجهها. الحرب هذه فرضت ايضا ايقاعها على العالم وشعَر لبنان بقوة بمفاعيلها، فتوتّرت حدوده الجنوبية وقُتل صحافيوه، ثم تم استهداف المدنيين بدم بارد فقضى مواطنين مسنين في شبعا، في وقت تترقب الاوساط الشعبية وحتى الرسمية، مسارَ الامور وما اذا كانت ايران ستقرر الطلب من حزب الله الدخول مباشرة في الحرب بما يعنيه قرارٌ كهذا في بلد منهار على الصعد كافة، لا رئيس جمهورية فيه، وقد حذر الجيش الاسرائيلي من ان لبنان كلّه سيتحمّل تكاليف “اي اعتداء على اسرائيل”، وقال المتحدث باسمه: كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو سيادتنا تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية.
تريث ايراني؟
حتى الساعة، بحسب ما تقول مصادر مراقبة لـ”المركزية”، ما يُمكن استنتاجه اثر جولة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان على القيادات المحلية، ومِن خلال المواقف التي اطلقها في مؤتمر صحافي مطول عقده في السفارة الايرانية، هو ان طهران متريّثة، وترصد مجرى الحرب على غزة. ففي حال شعرت ان الامور باتت تتهدد فعليا “حماس”، ستطلب من الضاحية، تحريكَ ترسانتها. اما اذا لم تر ان المعركة تتطلب ذلك، فإن الحزب لن يُبادر الى فتح الجبهة.
زلزال كبير
فقد اشار الديبلوماسي الايراني إلى أنّه “في حال تلكؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والذين يدعمون إثارة الحروب الإسرائيلية، فسيلقون الردّ الذي تريده المقاومة في المكان المناسب وهذا الردّ سيغيّر خارطة الأراضي المحتلة”. وكشف أنّه اطّلع من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على “التطورات الميدانية للمقاومة في فلسطين ولبنان”، مضيفاً “إنّه رجل براغماتيّ ولطالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة”، لافتاً إلى أنّ “أي خطوة سيقدم عليها “حزب الله” سينتج عنها زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني”. اضاف “اقترحنا أن يُعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية للبحث في الوضع في غزّة وأعلنّا استعداد طهران لاستضافته”. واذ اعتبر ان “المقاومة هي التي تحدد شروطها بعد وقف العدوان على غزّة”، لفت إلى أنّ “المقاومة وضعت أمامها السيناريوات المحتملة عند باقي الجبهات والإعلان عن ساعة الصفر إزاء أي إجراء في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية هو في يد المقاومة”.
كولونا وفيدان
اما بعد زيارة عبداللهيان، فيتوقّع ان يحط في بيروت، في مساع لمنع اي تصعيد على الحدود الجنوبية، كل من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان سيزوران لبنان، مطلع الأسبوع المقبل.
السفيرة الاميركية
في المواكبة الدولية للاوضاع المحلية الميدانية ايضا، كتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا عبر منصة “اكس”: “إن مقتل عصام عبدالله، المصور الصحافي في وكالة رويترز، وإصابة صحافيين آخرين أمر حزين للغاية وينبغي أن يمثل تحذيرا صارخا بشأن مخاطر الصراع المسلح، الأمر الذي تسعى وسائل الإعلام لتصويره رغم المخاطر الشخصية الهائلة التي يتعرض لها الاعلاميون”. وقالت “يجب أن تتوقف دائرة العنف على طول الخط الأزرق بشكل فوري! ويتعين حماية لبنان من مخاطر الصراع الذي هو بغنى عنه”.
وامس استقبل اللواء عباس ابراهيم في مكتبه في بيروت السفيرة الاميركية دورثي شيا، وعرضا تصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية – الفلسطينية كذلك الاعمال العسكرية بين اسرائيل وقطاع غزة.
الحكومة مسؤولة
وفي وقت كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر اكس: “كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو سيادتنا تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية. كل من يحاول خرق الحدود نحو أراضينا سيتم قتله”، شهدت المناطق الحدودية تصعيدا مضبوطا، اذا بادر حزب الله في اليومين الماضيين وعلى دفعات الى استهداف المواقع الاسرائيلية بصواريخ موجهة، ليرد جيش العدو بقصف مدفعي كثيف طاول مناطق مختلفة من الجنوب.
الجيش على جهوزيته
الى ذلك، اعلنت قيادة الجيش انه و”إلحاقًا للبيان الصادر امس المتعلق باستهداف العدو الإسرائيلي برج مراقبة للجيش اللبناني في خراج علما الشعب، أطلق العدو الإسرائيلي بالتاريخ نفسه قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة 5 آخرين. كما استهدف العدو بواسطة صواريخ أطلقتها مروحية، وقذائف مدفعية من بينها قذائف فوسفورية ومضيئة، خراج بلدات مروحين وعيتا الشعب وكفرشوبا والعديسة وسهل مرجعيون. فيما يواصل الجيش الحفاظ على الجهوزية واتخاذ التدابير اللازمة في المناطق الحدودية”. من جهته، قال ادرعي أنّ “قوّات جيش الدّفاع قام بتصفية خليّة مخرّبين حاولت التّسلّل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية من لبنان، حيث رصدت استطلاعات جيش الدّفاع قبل قليل الخليّة، وقامت مسيّرة تابعة للجيش بتصفيتها وعدد من المخرّبين”.
سعد الحريري:
فلسطين في القلب
كتب الرئيس سعد الحريري عبر منصة “إكس”: “لا مكان في القلب إلا لمعاناة اهلنا في فلسطين ووقف الإجرام الاسرائيلي بحق المدنيين في غزة، ولا مكان في العقل إلا لحلّ الدولتين الذي يرفضه نتانياهو منذ مبادرة العرب في بيروت قبل اكثر من ٢٠ عاماً”.
ميقاتي اتّصل بقائد
“اليونيفيل” متضامناً
أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو، مستفسرا عن ملابسات سقوط أحد الصواريخ في مقر لليونيفيل في الناقورة.
وشدد رئيس الحكومة على “التضامن الكامل مع اليونيفيل”، واطمأن الى عدم وقوع ضحايا.