حرب غزة تغذّي احتمال اندفاعة قوية في أسعار النفط
حملت أحدث تقييمات صادرة عن شركة أليانز تريد بشأن ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى 140 دولارا للبرميل في أسوأ سيناريوات الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في طياتها أخبارا محطبة للأسواق. ووضعت رئيسة الأبحاث الاقتصادية في تريد آنا بواتا خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ احتمالا بنسبة 20 في المئة لمثل تلك النتيجة، مع تحول النزاع في غزة إلى صراع إقليمي واسع، ما سيوقف إمدادات النفط الخام. وقالت بواتا المحللة المقيمة في باريس، موضحة بالتفصيل كيف سيتكشف مثل هذا السيناريو، إن «ارتفاع أسعار النفط هو التأثير المباشر». وأضافت «يمكننا أن نتوقع ارتفاع أسعار النفط من 90 دولارا للبرميل إلى 140 دولارا عند ذروتها، وحتى 120 دولارا في المتوسط العام المقبل». وتشير مثل هذه التوقعات إلى حال الذعر في التكاليف الكبيرة التي ستتحملها الاقتصادات وخصوصا الضعيفة، كما يشكل كابوسا بالنسبة إلى صناع السياسات الذين يتعاملون مع التداعيات. ووسعت أسعار النفط مكاسبها الجمعة متجهة صوب تسجيل زيادات للأسبوع الثاني وسط تزايد المخاوف من توسع نطاق صراع إسرائيل وغزة في الشرق الأوسط، وبالتالي تعطل الإمدادات من واحدة من أكبر مناطق إنتاج الخام في العالم. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 97 سنتا أو 1.1 في المئة إلى 93.35 دولارا للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي دولارا واحدا أو 1.1 في المئة إلى 90.37 دولارا للبرميل. وتستفيد أسعار النفط أيضا من توقعات بتزايد العجز في الربع الرابع بعد أن مددت السعودية وروسيا، المنتجان الرئيسيان، تخفيضات الإمدادات حتى نهاية العام ووسط انخفاض المخزونات خصوصا في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الطاقة الأميركية الخميس الماضي إن واشنطن تسعى لشراء ستة ملايين برميل من الخام لتسليمها إلى احتياطي البترول الإستراتيجي في تشرين الثاني وكانون الأول المقبلين في وقت تواصل فيه خطتها لإعادة ملء مخزون الطوارئ. ويرى خبراء أنه من غير المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى زيادة إنتاج النفط الفنزويلي سريعا، لكنه قد يعزز الأرباح عبر إعادة بعض الشركات الأجنبية إلى حقولها النفطية وتوفير خامها لمجموعة أكبر من العملاء الذين يدفعون نقدا. واستبعدت مصادر في أوبك أن يتطلب الرفع الموقت للعقوبات النفطية الأميركية على فنزويلا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أيّ تغييرات في سياسة تحالف أوبك+، إذ من المرجح أن يكون تعافي الإنتاج تدريجيا. ورأت روسيا الجمعة أن أوبك+ التي تضم كبار منتجي النفط ساعدت في تحقيق الاستقرار في أسواق النفط وقاومت الضغوط الخارجية، على الرغم من «التلاعب الغربي» الذي يتمثل في السقف السعري للنفط الروسي. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أليكسي زايتسيف في إفادة صحافية أسبوعية أن روسيا تعد موردا مسؤولا لأسواق الطاقة العالمية وأن التعاون مع أوبك+ له أهمية كبيرة. وكانت السعودية قد أكدت مرارا أنها ستبقي على خفض الإنتاج الطوعي حتى نهاية العام من أجل إحلال التوازن في الأسواق. ومع ذلك، حثت اليابان، وهي رابع أكبر مشتر للنفط الخام في العالم، السعوديين والدول الأخرى المنتجة على زيادة الإمدادات لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية التي قد يسبب لها الصراع اضطرابا. وركز المسؤولون في اجتماعات الخريف السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع الماضي على التأثير المحتمل لما يحدث في الشرق الأوسط على أسعار النفط وأيضا الإمدادات.