نصرالله يهاجم واشنطن وميقاتي يدعو لضبط النفس
المواجهات تتصاعد في الجنوب كمّاً ونوعاً وعمقاً
على وقع خروج مستشفيات غزة تباعا من الخدمة تاركة ضحايا بالمئات، وفي وقت لا تهدأ آلة القتل الاسرائيلية في القطاع من دون تمييز بين مدني وعسكري وطفل وطبيب ومسعف، اجتمع قادة العالم العربي والاسلامي في الرياض، ساعين الى وضع حد لهذه المجزرة. الرهان على نتائج القمة العربية – الاسلامية التي تستضيفها المملكة، كبير، بحجم الكارثة غير المسبوقة التي تلحق بالفلسطينيين، فهل يمكن ان تنتهي بمقررات حاسمة عالية السقف تحمل اجراءات «عملية»، ليس فقط إدانات ورفضا لمخططات التهجير ومطالَبة بوقف النار، حفلت بها الجلسة الافتتاحية… بما يدفع تل ابيب ومن خلفها واشنطن، الى الارتداع وتسهيل طريق الحل السياسي على قاعدة الدولتين؟
الجنوب
في انتظار الاجابة التي لن تتأخر، يعتبر اللبنانيون أنفسهم معنيين مباشرة بنتائج القمة وبمآل كل الاتصالات الجارية في المنطقة للتوصل الى وقف اطلاق نار وتبادل اسرى، خصوصا وأن الحرب على غزة انعكست حربا على طول الحدود الجنوبية، بين حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية مسلحة من جهة، والجيش العبري من جهة ثانية، وهي حربٌ آخذة في التوسع في الميدان متهددة بانفجارٍ اكبر اذا لم يتوقف الاعتداء الاسرائيلي على غزة، سيما وأن الدولة اللبنانية عاجزة عن فرض سيادتها على اراضيها وغير قادرة على فرض تنفيذ القرار 1701 جنوبي الليطاني.
نصرالله
ليس بعيدا، وبينما أعلن في خطابه الاخير انه دَخَل الحربَ في 8 تشرين الماضي اي غداة عملية طوفان الاقصى، واصل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته في مناسبة «يوم الشهيد»، تهديد اسرائيل وايضا الولايات المتحدة، تاركا البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات ،مؤكدا ان الكلمة الان للميدان الذي يحدد وحده شكل مساندة غزة ، وهل نذهب الى الحرب المفتوحة.
ميقاتي: لضبط النفس
اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان «حزب الله يتصرف بوطنية عالية وأنا مطمئن على عقلانيته»، لافتا الى اننا «وضعنا خطة طوارئ لثلاثة أشهر مقبلة إذا حصلت أي حرب في لبنان».
واشار في حديث لقناة «الجزيرة»، الى اننا «لسنا هواة حرب ولن نقوم بأي خطوة لإشعال مزيد من الحروب في المنطقة»، موضحا ان «لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ويؤكد عليها». ولفت الى ان «الحذر موجود ونأمل أن تؤدي الاتصالات إلى وقف إسرائيل إطلاق النار في جنوب لبنان».
وشدد على ان «ما يهمني أن يبقى لبنان بعيدا عن الحرب ونتطلع دائما إلى الاستقرار»، مطالبا بـ»وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن».
وذكر اننا «نحافظ على ضبط النفس وعلى إسرائيل وقف استفزازاتها المستمرة في جنوب لبنان»، معتبرا انه «لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يستمر نزف الدماء في غزة بسبب الوحشية والمجازر».
واوضح ان «نتائج القمة العربية الإسلامية أفضل بكثير مما كنت أتوقع وأرجو ألا تبقى قراراتها حبرا على ورق»، ورأى ان «لا أحد يستطيع أن يتحمل المجازر التي تحدث في غزة». وطلب «من الدول العربية خصوصا التي لديها علاقات مع إسرائيل الضغط لوقف الاستفزازات بجنوب لبنان»
الحزب يستهدف
بالعودة الى ارض الجنوب، فإن التوتر والمواجهات لم يفارقاها في نهاية الاسبوع . فقد أعلن حزب الله اول امس السبت انه استهدف ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيها إصابات مؤكدة. كما استهدف قوة مشاة مؤلّلة في تلة الكرنتينا في منطقة حدب يارون وحقّق فيها إصابات مؤكدة. ايضا استهدف «موقع حدب البستان بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة». واستهدف موقع الجرداح بالقذائف المدفعية وحقّق فيه إصابات مباشرة، ايضا استهدف موقع الرادار في مرتفعات شبعا وموقع المطلة فرد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي لتلة الحمامص وأطراف الخيام والعديسة.
في المقابل تعرضت مناطق عدة للقصف واستهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة بيك أب في احد البساتين في منطقة البراك في منطقة الزهراني على الساحل اللبناني شمالا، في وقت اعلن الجيش الإسرائيلي ان «طائراتنا أغارت على أهداف لـ»حزب الله» بعمق 40 كيلومترًا داخل لبنان
تصعيد الاحد
وامس استعرت حدة المواجهات على الحدود الجنوبية اثر مقتل إسرائيليين اثنين، ووسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من وتيرة اعتداءاتها على المناطق الجنوبية ، اذ اطلقت مسيرة معادية قرابة الثانية والربع من بعد ظهر اليوم، صاروخا موجها باتجاه اطراف تلة الطهرة الشرقية والمطلة على بلدة كفررمان.
وتعالت سحب الدخان من المنطقة التي تعتبر مفتوحة وقريبة من المنازل السكنية.
وتزامن ذلك مع اعتداءات للمدفعية المعادية طالت اطراف كفرتبنيت ، محيط كنيسة الجرمق ، مجرى الجردلي ومنطقة زريقون بين كفررمان والجرمق بقذائف من عيار ١٧٥ ملم.
إلى ذلك، طال القصف الإسرائيلي بلدات الطيبة وطيرحرفا، ومنطقة البويضة في قضاء مرجعيون.
كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي سبع غارات في أقل من ساعة تركزت في القطاعين الاوسط والشرقي مستهدفا كلا من الجرمق وعلي الطاهر والدبشة ومحيط المحمودية والعزية وقرب الخردلي ومحيط القليعة وديرميماس.
مضبوطة «نوعا ما»
في ظل هذه الاجواء، رأى المتحدث الرسمي بإسم اليونيفيل في جنوب لبنان اندريا تينينتي أن هناك تصعيدا تدريجيا في الجنوب ولكن الامور لا تزال مضبوطة نوعا ما، مؤكدا أن القوات الدولية تشعر بالقلق منذ بداية الصراع وأن لا صحة للمعلومات عن أن اليونيفيل بدلت طريقة عملها، وقال «نحن نواصل عملنا على طول الخط الأزرق والجنوب». وفي ما يتعلق بالغارة التي إستهدفت شاحنة في أحد البساتين في الزهراني، قال تينينتي في حديث تلفزيوني «لم تستطع اليونيفيل التحقق من الضربة كونها وقعت في نقطة خارج نطاق عملها والأكيد انها تبتعد أكثر من ٣٥ كلم عن الحدود».