الجدال والحياة الزوجية.. غيابه تفاهم مثالي أم برودة عاطفية؟
قد نعرف زوجين، يبدو عليهما أنهما لا يتجادلان أبداً، وربما كنت أنت وشريكك لا تتجادلان، ولكن ما الذي يعنيه هذا للحياة الزوجية؟ وهل يعني هذا حقاً أن الشريكان يتمتعان بعلاقة عاطفية مميزة؟
صباح دون جدال، وحينما يزعجهما أمرٌ ما، يفضلان تبادل الابتسامات، أو ربما أخذ وقت راحة خاص بهما. هذان الزوجان لا يبدو عليهما أنهما يتضايقان أبدًا، وسيصعب عليك رؤيتهما في جدال، كما يفعل الكثير من الشركاء. الكاتبة في موقع “فرويندن” الألماني، إليزابيث هوبنر، تتساءل فيما إذا كان هؤلاء يخجلون من المواجهة، ويخشون من أن الجدال قد يعرض علاقتهم للخطر؟ أم أنهم وجدوا نظاماً يمنع الاختلاف في الرأي من أن يصل إلى ذروته “البشعة”؟
سر السعادة
الجواب يقدمه عالم النفس د. جوشوا كلابو، والذي يعتقد أن الأزواج الذين لا يتجادلون قد يختلفون في الرأي، ومع ذلك، من المهم بالنسبة لهم حل المشكلات معاً، وإن كان هذا صعباً، فسيحاولون على الأقل الإستماع للطرف الآخر ومعالجة المشكلة معاً، ويقول كلابو: “يميل الأزواج، الذين يتواصلون بأمانة ويتعاطفون مع بعضهم البعض ويتبادلون الأفكار، إلى الجدال بشكل أقل”، وبالتالي فإن إدارة الأزمات، بشكل ماهر، تساعدهم على تجنب النزاعات الكبيرة، على حد تعبيره.
مخاطر تجنب الصراع
قد يبدو عدم الدخول في جدالات مع الشريك حلماً وردياً، ولكن عالم النفس كلابو، يوضح لموقع “إيليت ديلي” أن تجنب الصراع، لمجرد عدم الرغبة بالشجار، هو أمرٌ آخر يجب الحذر منه، ويوضح: “عندها تكون العواطف المرتبطة بالخلافات مازالت موجودة”.
وعدم حل المشاكل، عن طريق تجنبها أو التنازل المستمر ودفعها بعيداً أو تنحيتها، يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم في العلاقة، أو على الأقل “تصبح العلاقة أقل جودة”، كما يقول كلابو، إذ قد يتحول تجنب الخلاف، إلى استياء من الطرف الآخر، بوعي أو دون وعي منه، بسبب تجاهل مشاعره.
كيف أعرف أي نوع من العلاقات لدي؟
إذا كنت من القلة “المحظوظة” التي لا تتشاجر مع شريكها، ولكنك لا تعرف إن كان السبب يعود للتواصل الجيد بينكما أو لأن شريكك يتجنب الجدال، فيوصي الدكتور كلابو بأن تسأل نفسك بعض الأسئلة، مثل :
- هل هناك مشاكل ومواقف تضايقني، وأشعر أنني لا أتفق فيها مع شريكي، ولا نتعامل معها؟
- هل أتجنب الخلافات لأنني لا أريد الشجار؟
- هل أنا خائف مما قد يقوله أو يفعله شريكي؟
- هل أخشى من أن يفسد هذا علاقتنا؟
- هل لا أجادل لأنني ببساطة لم أعد أهتم بمحاولة التواصل؟
إذا كانت إجابتكم على أي من هذه الأسئلة بنعم، فقد يعني أن لديكما مشكلة تواصل، ويقول كلابو: “إن عدم الجدال، هو في الواقع، أحد أعراضها”.
وفي النهاية، تلخص الكاتبة هوبنر أن عدم الشجار ليس إيجابياً دوماً، وقد يكون سبباً لعدم وجود تواصل جيد بين الشركاء، ولكن إن كانت إجابتك على الأسئلة بـ”لا”، فهذا يعني أنك وشريكك على قدر من التواصل الجيد، وتستمتعان بعلاقة عاطفية دون جدال، ويا لكما من محظوظين!