الخطيب من بعلبك: مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يمارس القتل والمجازر والتهديدات والتفجيرات والاغتيالات.
اعتبر نائب رئيس المجلس الأسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن “واجب اللبنانيين جميعا أن يقفوا في وجه العدو الإسرائيلي. كفى كلاما بلا نتيجة، كفى كلاماً غير مفهوم، كفى كلاماً في محاولة لإحباط مجتمعنا بالقول إنكم تدفعون الشهداء وتدفعون الضحايا، اذهبوا إلى مسالمة إسرائيل، اذهبوا إلى الحياد. أي حياد هو المطلوب من لبنان؟ هذا الحياد لا نفهمه مع عدو معتدٍ محتل هو دائما متأهب ومستعد للانقضاض على فريسته، نحن فريسة بالنسبة إلى هذا العدو”.
جاء ذلك في خلال حفل تأبيني لمناسبة أربعينية علي عادل عواضة في بعلبك، بحضور محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، النائب السابق كامل الرفاعي، الشيخ مجدي قنبر ممثلا دار افتاء بعلبك الهرمل، مفتي بعلبك السابق الشيخ خالد الصلح، رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية العقيد غياث زعيتر، أمين سر المجلس عبد السلام شكر، ممثل قيادة إقليم البقاع في حركة “أمل” الدكتور أيمن زعيتر، أمين فرع البقاع في “حزب البعث العربي الإشتراكي” نزيه نون، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية واقتصادية واجتماعية.
وقال الخطيب: “علي عادل عواضة وأمثاله ليس خسارة لأسرته وعائلته فقط، فهو رجل فائدته ومنفعته كانت تعم بعلبك والوطن، لذلك نحن جميعا نحزن ونرى في فقده وأمثاله خسارة لا تعوض، ولكن الحمد لله لنا في أبنائه وفي رجالات آل عواضة وبعلبك من يسير على هذا النهج ويكمل هذه المسيرة إن شاء الله. والذي يخفف من الحزن والألم هو أننا نؤمن أن الموت أمر لا بد منه، وان المرجع هو الله سبحانه وتعالى، وان الله هو الذي يثيب الناس ويعطيهم حقهم فيما قاموا به من خدمة لأهلهم ومجتمعهم”.
وتابع: “اليوم نفتقد رجلا شعر بالمسؤولية تجاه بلده وأهله ومجتمعه، وساهم فيما يستطيع، واعطى ما يمكن إعطاؤه، وبذل ما يمكن بذله، هذا الشعور بالمسؤوليه يعلمنا ويعلم أبناءنا على تحمل المسؤولية، وان يكون الإنسان فاعلا في مجتمعه، بعيدا عن الانانية، نافعا لمجتمعه، وأن يكون محبا للآخرين، وأن يحب العطاء، وأن يترك أثراً في هذه الحياة.الشعور بالمسؤولية هو الأساس، والإنسان يجب أن يخرج من ذاته، وأن يكون معطاء للآخرين، وفي مجتمعنا الكثير من النماذج التي تعطي، وشعبنا لا يكل عن العطاء والتضحية”.
وأضاف: “اليوم نخوض معركة الدفاع عن لبنان، ومواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يمارس القتل والمجازر والتهديدات والتفجيرات والاغتيالات. هذا العدو لم يجبن أبناؤنا أمامه ولم يتراجعوا ولم يسلموا له رغم كل ما يتمتع به من حماية دولية ودعم دولي على كل المستويات، التسليحية والاعلامية والقانونية، وفي مجلس الأمن الذي يحمي ارتكاباته في فلسطين وفي لبنان، وهذا ديدن هذا العالم الذي ليس فيه عدالة، والذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وأن يدفع العدوان بقدراته الذاتية لا يحترمه احد في هذا العالم. هم يقولون أن البقاء للأقوى، هم يجعلون من العالم غابة يقتل فيها القوي الضعيف. نحن لسنا ضعافا، والمعادلة ليست السلاح بالسلاح، بل المعادلة الإرادة بالإرادة، وهذه الإرادة هي التي حولت لبنان إلى أن يتحدى اسرائيل بهذه القوة ويتحدى العالم”.
وأشار إلى أن “إسرائيل التي للأسف عجزت عن مواجهتها 57 دولة عربية وإسلامية، المقاومة اليوم بحاضنتها وبشعبها الذي يقف إلى جانبها، تواجه هذا العدو، واستطاعت أن تحقق الإنتصارات، وأن تحرر لبنان. وها هي اليوم تتحداه على الحدود اللبنانية، إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة التي تسطر بدماء أبنائها ومجاهديها وشهدائها أعظم الإنتصارات في تحدي هذا العدو، وفي إفشال مخططاته لتهجير أهل غزة وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، مشروعهم ان إسرائيل دولة يهودية”.
وقال: “نحن اليوم لسنا قاصرين ولا خائفين من هذا العدو، ونحن على استعداد لأن ندفع التكاليف التي يجب ان نعطيها لمواجهة هذا العدو، وحفاظا على بلدنا، وعلى كرامتنا وأعراضنا، وعلى تاريخنا. هذا الصهيوني الطامع في أرضنا وفي ثرواتنا وكرامتنا، نحن على استعداد لأن نواجهه، ولقد واجهناه، والآن أبناؤنا وأهلنا يدفعون الدماء والشهداء، ومنطقة بعلبك الهرمل لم تتخل يوما عن القيام بواجبها في هذا المشروع، الذي كان مشروعا للإمام السيد موسى الصدر، الذي لجأ إلى تأسيس المقاومة، وكان أول شهدائها هنا في بعلبك، وكان أول انصاره في إصلاح النظام في لبنان هم عشائر وأهل بعلبك”.
وأردف: “هذه البيئة الصادقة الشريفة التي أعطت وما زالت تعطي إلى جانب أهل الجنوب اللبناني، إلى جانب أهل الجنوب الذين يتحدون العدو منذ أن تأسس، هذا العدو مارس المجازر والتهجير في جنوب لبنان، ويمارسه اليوم في فلسطين. لقد بدأت اعتداءاته على لبنان منذ أن احتل فلسطين، هذا العدو هو أساسا محتل ومعتدٍ، لا يمكن العيش معه بسلام، هو أصلا أتى إلى هذه المنطقة بالإرهاب والمجازر، هو محتل للأرض ومعتدٍ على أصحابها، ومرتكب للمجازر بحق أبنائها، فهل يمكن أن يشعر يوما من الأيام بالإطمئنان إلى الآخر بأن لا ينتقم، وأن لا يأخذ بثأره ولا يحرر أرضه؟ هذا غير ممكن. لذلك هو دائما في قلق، ولا يمكن أن يعيش إلا بارتكاب المجازر والتهجير”.
وأشار الى ان “المقاومة لم تكن خيارنا، وإنما أجبرنا عليها حينما تخلت الدولة عن واجبها في مواجهة العدو، وفي حماية الحدود والسيادة اللبنانية. ابناء سائر الناس ليسوا أفضل من أبنائنا، نحن نحب أبناءنا كما كل الناس يحبون أبناءهم، نحن لم نلد أولادنا للموت وللشهادة، وإن كنا نفتخر بالشهادة في مواجهة العدو، ولكن حينما يتخلى لبنان والدولة عن مواجهة العدو وعن حماية بيوتنا وأعراضنا وسيادتنا، حينئذ الطريق الذي ترك أمامنا هو المقاومة”.
وأكد الخطيب أن “واجب اللبنانيين جميعا أن يقفوا في وجه العدو الإسرائيلي. كفى كلاما بلا نتيجة، كفى كلاماً غير مفهوم، كفى كلاماً في محاولة لإحباط مجتمعنا بالقول إنكم تدفعون الشهداء وتدفعون الضحايا، اذهبوا إلى مسالمة إسرائيل، اذهبوا إلى الحياد. أي حياد هو المطلوب من لبنان؟ هذا الحياد لا نفهمه مع عدو معتدٍ محتل هو دائما متأهب ومستعد للانقضاض على فريسته. نحن سندافع عن انفسنا وعار على الذين يقبلون ان تداس كرامتهم ولا يقومون بالدفاع عن انفسهم وعن كرامتهم، الكرامة عندنا أغلى من كل شيء، أغلى من الحياة. إذا كان بعض الناس لا يشعرون بمعنى لهذه الكرامة، فنحن لدينا الكرامة تساوي الحياة كلها، ومستعدون لأن نموت في سبيل هذه الكرامة، واعلموا انه في الخيار بين القضايا المعنوية والقضايا المادية الدنيوية، إن القيم المعنوية هي التي ستنتصر”.
وتابع: “نحن سجلنا وسجلت المقاومة الانتصارات، وهي اليوم وصلت إلى المرحلة التي باتت تشكل تهديدا جديا للوجود الاسرائيلي، من هنا لأن هذا العدو يشعر بالإحباط، ولأنه يشعر بالخوف، هو يقوم بالمجازر الوحشية”.
وقال: “نحن اليوم أيها اللبنانيون بحاجة إلى وحدة الصف الوطني أمام هذه المخاطر التي يتهددنا بها العدو الاسرائيلي، هذا واجب كل اللبنانيين بأن نقف موقفا واحدا أمام هذا العدو، وأن نقف صفا واحدا إلى جانب المقاومة أمام تهديدات هذا العدو لردعه عن ارتكاب أي جنون في مواجهة لبنان، وفي توسعة المعركة إلى أكبر مما هي عليه الآن، وتعميم المعركة على كافة الساحات”.
وختم: “هذا العدو يريد لنا ان نتفرق، وأن نختلف على كيفية مواجهته. نحن جربنا معه، وجرب العرب معه ما سمي باتفاقيات السلام، فأين هي اتفاقية السلام مع الفلسطينيين في أن يكون لفلسطين دولة؟ ليس أمامنا إلا هذا الطريق، أن نقف في وجه هذا العدو، وأن نحمي المقاومة ونقف إلى جانبها. وكل الثمن الذي ندفعه من أبنائنا ومن دمائنا واستقرارنا، ومن أمننا واقتصادنا، كل ذلك تستحقه الكرامة، وبالنتيجة سيكون الانتصار الحقيقي والنهائي لنا بإذن الله سبحانه وتعالى”.
مشيك
وبدوره نوه الدكتور مهدي مشيك بمناقبية الفقيد الراحل “وبرؤيته الوطنية الوحدوية، وبمشاركته الفاعلة في اللقاء التشاوري الذي جل غايته إشاعة الصلاح والإصلاح في منطقة بعلبك الهرمل”.
عواضة
وتحدث طلال عواضة باسم العائلة مشيرا إلى سيرة شقيقه الراحل “الذي أخب بعلبك وأخلص لها وعمل في سبيل نهضتها وازدهارها”.