النقيب السيّد في رسالة الى المجلس الأعلى للدفاع: ماذا عن الجياع وتجارة الموت؟
وجه نائب رئيس إتحاد النقل البري نقيب السائقين العموميين في الشمال، شادي السيد، رسالة إلى المجلس الأعلى للدفاع ولـ”من يهمّه الأمر”، عشية التوجّه لتمديد الإغلاق التام، قال فيها:
“إستمعنا بإهتمام إلى رغبة معالي وزير الداخلية، العميد محمد فهمي، بتمديد فترة الإغلاق، ومجددا من دون النظر في أمر الشرائح المعدمة العاطلة عن العمل منذ أكثر من أسبوع، ومن دون الإطلاع على مقتضيات المرحلة والحجر في ظل الظروف الصعبة والقاتلة للناس في رزقهم وعملهم ومقدراتهم.
إننا لا نتجاهل كورونا ولا نتائجه الكارثية على صحة أهلنا وناسنا، لكننا نرى أن القرارات الرسمية بالإغلاق التام كمن يُخيّر الطبقة العاملة والمياومين والسائقين وحتى الموظفين بخيارَين كلاهما مرّ. ولسنا بحاجة لكي نسرد، لا على آذان حكومة تصريف الأعمال ولا على المجلس الأعلى للدفاع، ما يجري على الأرض من فوضى ومن تجارة حرب يريدها هذا الفريق أو ذاك من المستوردين وكبار التجار، وهل نقول لهم أن البنزين يُباع بلا رقابة، وأسعار المازوت سوق سوداء، وسعر تعبئة الغاز يتجاوز ما تعلنه الوزارة بعشرة آلاف؟
هل نحدّثهم عن ديون الناس التي تلاحقهم المصارف لتسديدها، وتمنع المصارف عينها عن تسديد أموال الناس، خاصة من العملات الصعبة، ويلزم المضطر بسحب مبالغ على أساس ثلث سعر الصرف؟”
أضاف السيد في رسالته:
“ماذا بعد، وماذا عن طرابلس التي يبيت سائقوها بلا رغيف خبز؟ وبالطبع، لن نتحدّث عن المستشفيات وإمتناع المئات من المصابين بكورونا عن الذهاب اليها حيث الأسعار نار، والأوكسيجين يُباع ويشرى بالعملة الحمراء، الدم بالدم والموت بمثله. ثم ماذا نقول؟ من يسمع ومن يجيبنا على تساؤلاتنا. وإننا، في المناسبة، نشعر أننا كسائقين منسيّين، ومنذ زمن نعاني، ولا من يجيب. وآخر مظاهر الفوضى عمل لنا أشكالا بين سائقي سيارات الأجرة وسائقي سيارات الفنادق أمام مدخل مطار بيروت. من يضبط إيقاع عملنا؟