الجميّل: باقون في حال صمود ومقاومة ونرفض أن نعيش أهل ذمة وهذا لا علاقة له بالمسيحيين بل بجميع اللبنانيين
لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ضمن “بودكاست عالجديد” مع الإعلامي ريكاردو شدياق إلى “كمية الحقد الذي يبثّه حزب الله في صفوف قواعده ومنطق التخوين ورفض الآخر وعدم تقبل أي انتقاد عنده، وهذا يدل على عدم قدرة هذا الفريق على المشاركة الطبيعية في الحياة السياسية التي تستوجب تقبّل الآخر وإذا كنت لا تعترف بالآخر وتخوّنه فلن تستطيع البناء معه. من يخوّننا أشخاص معروفون في حزب الله ومن تركيبته”.
ورأى أن ” الفترة الحالية فيها حذر أمني، من هنا نفضّل البقاء في بكفيا”، مشيرًا إلى أننا “نتلقى تحذيرات من الأجهزة الأمنية منذ ما قبل السنة الجديدة”.
وأكد أن “حزب الكتائب مؤسسة قائمة ولديه حضوره وهو في حال تطور دائم”، موضحًا أنه “إذا لم يتطور الحزب يموت وسرّ الكتائب بالاستمرار هو أنه في كل فترة يقوم بإعادة نظر ويواكب العصر والمعايير هي العمل والالتزام والقناعة”.
وشدد على أن “المعيار الوحيد للتعيين في المراكز الأساسية في حزب الكتائب هو الحماس والكفاءة والاستعداد لالتزام مسار المواجهة السياسية التي نخوضها”.
أضاف: “الكتائب بالنسبة إلينا، مساحة واسعة مفتوحة للجميع من كل الطوائف والمناطق ونستقطب المنتسبين من كل المناطق ونقوم بالمحاسبة وإعادة النظر. كلّ منا يلعب دوره في إطار الحزب من موقعه ولا مشاكل لدينا”، مشيرًا إلى أن “في الكتائب هرمية محترمة من الجميع ولكلّ موقعه ودوره وعمله”.
وذكّر بأن “الكتائب في 1990 لم يكن لديه نواب وفي عام 2000 ارتفع العدد وفي 2005 كان له نائبان استشهدا واليوم 4 نواب وفي المرحلة المقبلة سنكون أكثر”، مشيرًا إلى أننا “أعدنا إحياء الكتائب من الصفر بعد أن كان في أحضان السوريين في الـ 90 وهجره الكتائبيون وتوزّعوا على سائر الأحزاب، ولكن بيار الجميّل أقلع من الصفر وأعاد إحياء الحزب وهناك مسار متكامل عاشه الحزب يجب أخذه في الاعتبار”.
وشدد على أننا برهنّا أننا “لا نلعب لعبة السلطة ونحن منذ 2015 خارج السلطة وبرهنّا أن الأولوية لدينا هي لبنان ومصلحته التي وحدها معيارنا ولو كنّا وحدنا، وقد ضحّينا بمصلحتنا وبالسلطة في سبيل مبادئنا وثوابتنا، وحيث مصلحة البلد سنكون ولن نكون شهود زور في تركيبة تؤذي لبنان”.
وردًا على سؤال عن استعداده للحوار مع النائب جبران باسيل قال: “الحوار لا يكون إلا مع الخصم ووصلنا إلى تقاطع على جهاد أزعور عبر الحوار والتواصل مع التيار الوطني الحر موجود ما عدا مع من يخوّننا ليلاً ونهارًا”.
وأكد أن “الكلام عن تسليحنا من الإسرائيليين لا أساس له وهدفه التأثير علينا لأنهم لا يقدرون أن يواجهونا بالسياسة ولا خيار آخر لديهم إلا تخويننا أو محاولة تسخيفنا لأن لا جواب لديهم على ما نقوله لهم”، مضيفًا: “لا يجاوبوننا بالمنطق إنما بالتخوين والتسخيف وهذا دليل ضعف وما أراه اليوم ضعف المنطق لديهم”.
ورأى أن “حزب الله يورّط لبنان غصبًا عن جميع اللّبنانيين وهذا أمر لا يمكن أن يستمرّ”، معتبرًا أن “الدولة رهينة لدى الحزب وهناك منع لها من أن تتحمل مسؤوليتها والحل باستعادة قرارها ومنع أي كان من أن يجر لبنان والمنطقة إلى حرب وهذا ما يعرّض لبنان للخط”ر.
وقال: “عندما لم يكن هناك ميليشيات لم يكن لدينا مشاكل على الحدود ولكن عندما سمحنا لميليشيات مسلّحة أن تستعمل الجنوب كمنصة صواريخ بدءًا من 1969 جرّونا إلى الحروب”.
وأوضح أن مواجهة الميليشيا تكون إما بالرد بالقوة وهذا ما يقود إلى حرب أهلية وما نرفضه، أو بالمواجهة السلمية عبر الإعلام والاتصالات والعمل في مجلس النواب وتركيب جبهات مواجهة سياسية”، معتبرًا أن “الأزمة أزمة بلد يدفع ثمنها اللبنانيون”.
ورأى أن “على الجيش أن يمنع اي انتهاك للقوانين والقرارات الدولية انطلاقًا من القرار 1701 الذي يطلب من الجيش منع اي اعمال عسكرية في منطقة الـ1701 والادانة من الفريقين”، مشيرًا إلى أن “الكل يدعونا الى تطبيق الـ1701 وهذا ما سيحصل، ولكن لماذا تدمير البلد وسقوط القتلى والشهداء وفي النهاية سنصل الى تطبيق القرار؟ ولماذا سقط اكثر من 150 عنصرًا ينتمون الى حزب الله؟ هل دفاعا عن غزة؟”، ولفت الى ان “كل بيانات حزب الله التي تعلن عن العمليات العسكرية يقول فيها “دعمًا للمقاومة في غزة” أي ليس دفاعًا عن لبنان أو ردًا على اعتداءات إسرائيلية”.
وأكد أن “الشعب لا يريد الدخول في الحرب والحزب يتفرّد بالقرار والحكومة على لسان رئيسها قالت انها لا تريد الحرب”، مجددًا تأكيد أن “المشكلة تكمن في أن قرار البلد مخطوف والحزب يسيطر على الحكومة، ومشكلتنا مع السلطة الرسمية أنها خاضعة لإرادة حزب الله، جازمًا بأننا في حال مقاومة ومواجهة ونقول إن لبنان مأخوذ رهينة ومعركتنا استعادة سيادة لبنان وهي معركة تستحق ان نخوضها والا يعني ذلك تلزيم بلدنا لميليشيا مسلحة تأخذ أوامرها من دولة خارجية”.
أضاف: “نحن في حال مقاومة واستعادة سيادة مخطوفة من ميليشيا مموّلة وتأخذ أوامرها من الخارج. إن خياراتنا إما الاستسلام وإما الحرب الأهلية عبر التسلّح والتدريب وهذا نرفضه لأننا ضد العنف والدم، والخيار الثالث الصمود والرفض وتكوين جبهة سياسية واسعة لتجييش اللبنانيين لرفض الواقع، ونحن نتواصل مع العالم لشرح الواقع كي يفهم الجميع ان الشعب مخطوف وهي معركة طويلة”.
تابع: “بقدر ما لدينا مسؤولية في الداخل بالدفاع عن سيادة البلد هناك مسؤولية لدى المجتمع الدولي لوضع حد لإيران التي تصنع هذا الواقع في لبنان”، معتبرًا أن “الاحتلال السوري أقسى من سيطرة حزب الله على لبنان وهذا لم يمنعنا من أن نواجهه سلميًا في الجامعات والتظاهرات وفي النهاية انتصرنا وخرج السوري”.
واعتبر أن “المشكلة الكبيرة تتمثل في وجود ميليشيا مسلّحة لديها دعم عسكري ومالي لا تعني أنها لن تنتهي في يوم ما”، مؤكدًا أننا “نصر على المطالبة في حقنا بأن نقرر مستقبلنا ونحمي المؤسسات ونحافظ عليها ونصر على الحل السلمي”.
واكد أنه “عندما يقرر حزب الله الانتقال من منطق التخوين والفرض الى منطق الدولة والشراكة سنكون أول من يمد له اليد. نحن حزب لبناني ولدينا منتسبون من كل الطوائف وخطابنا يدافع عن جميع اللبنانيين لا عن فئة، لذلك نحن حزب لبناني لا طائفي”.
وبالنسبة إلى الملف الرئاسي قال: “الكلام الذي يقال ليس صحيحًا، حزب الله حاول فرض رئيس جمهورية وفشل ومرشحنا كان ميشال معوض وطرحنا جهاد أزعور كان خطوة نحو الوسط وهو وسطي ولم يلاقونا الى الوسط، ما يعني ان هدفهم الفرض والإتيان بمرشحهم ورفض المسار الديموقراطي ورفض الحديث عن خيار ثالث وطرح أسماء للنقاش”.
وأشار إلى أن “الحزب يرفض المشاركة وهو يعطل انتخاب الرئيس عبر جلسات متتالية أو النقاش باسم جديد ومنطق الفرض يفشل به الحزب لأننا موجودون ولن نستسلم. وصلنا إلى هنا جرّاء عقلية التجارة بالسياسة التي أتت على حساب اللبنانيين ونحن رفضناها عندما رفضنا الموازنات السابقة ورفضنا ادارة رياض سلامة فيما مدّد الجميع له”.
وقال: “أن تكون الدولة ضعيفة ليس لمصلحة المسيحيين وليس من المفيد المشاركة في سلطة تدمّر الدولة”.
أضاف: “المسيحيون لم يكونوا عدديًا في الدولة كما كانوا في عهد ميشال عون، ولكن الهجرة الأكبر حصلت في عهد عون أيضًا ما يعني أنه إذا كنت قويًا في السلطة لا يعني أن المسيحيين أقوياء وبالتالي نظرية جبران باسيل خاطئة، ولم يدفع المسيحيون ثمنًا بقدر ما فعلوا في العهد القوي والثمن يُدفع عندما تدمّر السلطة منطق الدولة إراحة المسيحيين تكون باستعادة منطق الدولة”.
تابع:” نتابع أوضاع المسيحيين في الجنوب الذي هو في حال حرب، ولا نقبل أن نعيش في بلد دون ان تكون لنا أي كلمة بمستقبله وهذا واقع فلا كلمة للمجلس النيابي والقرار يأخذه فريق لا يمثّل كل اللبنانيين انما يمثّل نفسه. الشعب اللبناني لا كلمة له في قرار بلده ومستقبله ومصيره يتقرّر من مكان آخر وهذا لا يمكن أن يستمر لأنه سيخلق ردة فعل. جميع اللبنانيين يرفضون أن يكونوا أزلامًا لقرار ليسوا شركاء فيه والبديل عن ذلك العودة إلى الدولة”.
وأوضح أن “النظام السياسي لا يحل مشكلة السلاح غير الشرعي فهل الفيدرالية تحل مشكلة سلاح حزب الله؟”. أضاف: “الفيدرالية ليست حلًا للسلاح وموضوع النظام السياسي حل لمشكلة علاقة اللبنانيين بين بعضهم البعض وإدارة التعددية والتنوع وهنا نحن بحاجة إلى قراءة متأنية لآليات العمل بالبلد لكن هذا لا يحل مشكلة السلاح وحزب الله”.
ورأى أن “أزمات الحكم يجب أن تحل عبر النظام السياسي الذي يجب أن يحسّن الأداء ولكن النظام السياسي لا يحل مشكلة السلاح والسيادة وهاتان مشكلتان منفصلتان”، لافتًا إلى أن “مشكلة السلاح لا تُحل بتغيير النظام واولوية الكتائب السيادة والنظام ونخوض معركة استعادة السيادة وتطوير لبنان وهما موضوعان منفصلان”.
وبالنسبة إلى ترسيم الحدود، أشار إلى أن “المؤسسة الأم التي تمثل جميع اللبنانيين وتقرّر كل التفاصيل بحياتنا اليومية لم يحق لها النقاش وهذا دليل على أن الدولة والقرار والمستقبل والسيادة كلها مخطوفة وهناك من يقرّر عنا”، لافتًا إلى أن “200 شهيد سقطوا في لبنان منذ 7 تشرين الأول”، سائلا: “هل من الطبيعي أن حكومة لبنان ومجلس النواب لم ينعقدا للنقاش واتخاذ قرار بما يجب ان نفعله؟” وأردف: “ما يعني أن دولتنا ساقطة”.
تابع : “عندما تكون الدولة غائبة عن هكذا استحقاقات يعني ذلك أنها ساقطة وعندما يعلن حزبًا ولاءه للخارج يعني ذلك أننا تحت وصاية دولة خارجية وأننا بحالة مواجهة ومقاومة لوصاية ويجب أن نفهم أين نحن. كل ما نقوم به يكذّب كلام حزب الله في وقت أنه يعترف بما نتهمه به ويقول إن مرجعه ولي الفقيه”.
وجدّد تأكيده أننا “لن نقبل أن نكون مواطنين درجة ثانية وسنبقى نقول رأينا وبحالة الصمود والمقاومة، لأننا نرفض أن نعيش أهل ذمة وهذا ليس واردًا ولا علاقة له بالمسيحيين إنّما بكل اللبنانيين من كل الطوائف”. وأوضح أن “موقفنا ليس فئويًا إنما يحمي جمهور حزب الله أوّلًا وكل اللبنانيين لأنّنا نريد لهم التفكير بالحياة لا الموت كما هو حاصل مؤكدًا أن الدولة وحدها تحمي الجميع”.
وعن لقائه رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع قال: “لا حاجة للقاء جعجع في الوقت الراهن لأسباب أمنية والتواصل معه قائم وعندما يأتي وقت الزيارة سنقوم بها”.
وذكّر أن “حزب الكتائب في كل المحطات المفصلية كان شريكًا أساسيًا وهذه الفترة لن تكون استثناء إنما سنكون بصلب كل المسار الكبير والمصيري الذي نحن قادمون عليه”، مؤكدًا أننا “سنلعب دورنا بالدفاع عن لبنان كما ضحّى كل شهدائنا للدفاع عن الأرض وكما عوّدت الكتائب أنها لا تساوم لن نساوم وسنعطي كل الفرص للبناء وإيجاد الحلول وهذا يتطلب أن تكون الكتائب على جهوزية تامة وبحالة حركة دائمة”.
واعتبر أن “لبنان بحاجة لأن تكون الكتائب بخير كي تضمن أن الحلول لن تكون على حساب لبنان وفي الوقت نفسه سنعمل لتثبيت وتقوية التعاون مع الحلفاء ومن أجل تكوين جبهة عريضة، مؤكدًا أن معركتنا وطنية لكل اللبنانيين”. ودعا “المؤمنين بسيادة لبنان واستقلاله ومبدأ الحرية إلى الخروج من كل الحساسيات ونتوحّد للوصول إلى النتيجة التي نريد”.
وتوجه الجميّل إلى حزب الله بالقول: “لا نريد إلّا العيش بسلام وكرامة وحرية في بلدنا ولا نريد إلغاء أحد أو رأس أحد أو مصلحة أي دولة إلّا مصلحة لبنان والدولة”.
ولفت إلى اننا نشعر أن “أداء حزب الله إلغائي تخويني وهيمنة ووضع يد على الدولة والبلد، من هنا عليه أن يقول لنا ماذا يريد هل الدولة والشراكة والدستور والاستفادة من قدراته بإطار الدولة أو الاستمرار بالهيمنة؟”. وشدد على أن “طموحنا الوصول إلى قواسم مشتركة لبناء البلد معًا عبر الخروج من منطق العنف والموت والحقد والبناء معًا”، منبهًا إلى “ألّا يفكر أحد للحظة أننا سنقبل ان نعيش مواطنين “درجة ثانية” ببلد محكوم من حزب الله أو من وراءه وهذا سيؤدي الى شرخ وطلاق بين اللبنانيين”.
وختم الجميّل مؤكدًا أننا “في لحظة مفصلية وجودية ولبنان لن يعود كما كان بعد الأزمة الحالية ويجب أن يُبنى بشراكة حقيقية والانتقال إلى منطق الدولة أو البلد سيكون ذاهبًا الى الطلاق”.