التحريض الأميركي مستمر ضد حماس ومساعدات وأدوية للمدنيين وأسرى الاحتلال
في اليوم الـ102 من الحرب الهمجية على غزة، تصدت المقاومة الفلسطينية أمس لمحاولات إسرائيلية لمعاودة التوغل شمالي القطاع، فيما تدور معارك ضارية وسط مدينة خان يونس في المنطقة الجنوبية.
في التطورات السياسية أعلنت وزارة الخارجية القطرية أمس أن الوساطة القطرية الفرنسية نجحت في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإدخال الأدوية والمساعدات إلى غزة.
وأضافت أن الاتفاق يشمل تسليم المساعدات للمدنيين في غزة مقابل تسليم الأدوية للرهائن في القطاع.
وفي دافوس شكل إعادة إعمار غزة موضوعا ساخنا في كواليس المنتدى حيث قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن هناك دولاً عربية لا تُبدي رغبة في المشاركة في إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع سيتعرض للتدمير بعد سنوات قليلة.
ميدانيا أطلقت المقاومة دفعة صاروخية كبيرة من قطاع غزة باتجاه نحو 19 بلدة في غلاف غزة والنقب الغربي، وأصيب مبنى بمدينة نتيفوت بشكل مباشر.
يأتي ذلك في وقت سحبت فيه إسرائيل جزءا من قواتها تمهيدا لتقليص عملياتها العسكرية في القطاع، وذلك بعد أكثر من 100 يوم تكبدت خلالها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وقد نشرت نيويورك تايمز تقريرا يتحدث عن “الذهول” الأميركي الإسرائيلي إزاء حجم شبكة الأنفاق في قطاع غزة وعمقها
وعاودت دبابات إسرائيلية أمس اجتياح مناطق في شمال القطاع كانت قد انسحبت منها الأسبوع الماضي في عودة لبعض من أعنف الاشتباكات منذ بداية العام عندما أعلنت إسرائيل تقليص عملياتها هناك.
وشوهدت انفجارات ضخمة في شمال غزة عبر الحدود مع إسرائيل، وهو أمر كان نادرا خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أعلنت إسرائيل تقليص قواتها في شمال القطاع في إطار الانتقال إلى عمليات محددة أصغر حجما.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف عبر الحدود طوال الليل، فيما ظهرت آثار صواريخ أطلقها المقاومون وأسقطتها دفاعات القبة الحديدية الإسرائيلية في مؤشر على أنهم لا يزالون يملكون القدرة على إطلاقها بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب.
وقالت إسرائيل إن قواتها قتلت عشرات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال اشتباكات ليلة أمس في بيت لاهيا بشمال غزة.
وقالت السلطات الصحية في القطاع إن القصف الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أسفر عن استشهاد 158 شخصا في غزة مما يرفع حصيلة ضحايا الحرب، التي دخلت الآن شهرها الرابع، إلى 24285 شهيدا فضلا عن مفقودين بالآلاف تحت الأنقاض.
إلى ذلك نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم ان نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حماس في قطاع غزة أذهلتنا.
وقالوا ان المواد التي استخدمتها حماس في بناء الأنفاق فاجأت إسرائيل.
واوضحوا ان تقديراتنا أن شبكة الأنفاق تتراوح حاليا بين 350 و450 ميلا (حوالي 560-720 كيلومترا).
وقالوا ان تقديرنا أن هناك نحو 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن صواريخ حماس أصابت متجرا للأجهزة الإلكترونية في جنوب إسرائيل صباح أمس.
وبدأ بعض من مئات الآلاف الذين فروا من الشمال في مطلع الحرب في العودة الأسبوع الماضي إلى المناطق التي تعرضت للقصف وانسحب منها الإسرائيليون.
لكن السكان الذين تحدثوا إلى رويترز أمس قالوا إن التجدد المفاجئ للقتال في الشمال سيوقف الآن خططهم للعودة إلى منازلهم.
وفي جنوب قطاع غزة، شقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط مدينة خان يونس الرئيسية، وإلى بلدات في شمال وشرق مدينة دير البلح.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن مقاتليها استهدفوا آليات للاحتلال الإسرائيلي، وخاضوا اشتباكات من مسافة صفر مع جنوده، في حين أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وجرح 26 آخرين في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وأعلنت الكتائب استهداف دبابتين إسرائيليتين وجرافة عسكرية، وأنها اشتبكت من مسافة صفر مع قوة راجلة جنوب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقبل ذلك، بقليل، قالت الكتائب إنها قصفت بقذائف هاون تجمعا لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي بخان يونس أيضا.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لـحركة الجهاد الإسلامي– إن مقاتليها استهدفوا بقذائف هاون تمركزا لجنود وآليات الاحتلال بمحيط كلية العلوم والتكنولوجيا جنوبي خان يونس.
وبثت كتائب القسام مشاهد لقصف نفذته مع سرايا القدس بقذائف الهاون على قوات الاحتلال الراجلة شمالي قطاع غزة.
في الأثناء، أعلنت كتائب القسام قصف نتيفوت بالنقب الغربي برشقة صاروخية.
وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت من غزة في مدينة نتيفوت بالنقب الغربي، وفي جفعوليم وسدوت نيغيف ضمن الدفعة الأخيرة باتجاه النقب الغربي.
في الضفة عم الاضراب الشامل مدينتي دورا جنوبي الخليل وطولكرم شمالي حدادا على أرواح الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتِلوا أمس الاول برصاص الجيش الاسرائيلي.
وشيع الفلسطينيون في مدينة دورا جثماني فلسطينيين من بين شهداء الأمس.
واقتحم الجيش الاسرائيلي مساء أمس المدينة، حيث نفذ حملات دهم واعتقل عددا من الفلسطينيين.
وسلمت السلطات الاسرائيلية فجر أمس الجانب الفلسطيني جثمان “فارس خليفة ” الذي أصيب بأكثر من رصاصة بالأمس عند حاجز عناب العسكري قرب مدينة طولكرم خلال قيادته لسيارته.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي لم يسمح لسيارات الإسعاف الفلسطينية بتقديم العلاج له حتى فارق الحياة.
يأتي ذلك بينما تجددت صباح امس الاقتحامات العسكرية الاسرائيلية في مدن أريحا ورام الله والخليل وقلقيلية وعدد من قرى مدينة جنين ، حيث نفذ الجيش الاسرائيلي حملات دهم لمنازل الفلسطينيين واعتقل 55 فلسطينيا من مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وفق ما ذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيانه، الذي أشار فيه إيضا الى ارتفاع حصيلة الاعتقالات الى 5980 فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن هناك دولاً عربية لا تُبدي رغبة في المشاركة في إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع سيتعرض للتدمير بعد سنوات قليلة.
جاء ذلك في حوار أجرته معه قناة سي إن بي سي، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا.
وأضاف بلينكن “يجب إيجاد حلّ لمسألة الدولة الفلسطينية”.
وتابع المسؤول الأميركي حواره “الدول العربية تقول لن نشارك في هذا المشروع .. إعادة إعمار غزة، لا لشيء إلا لكي نراها تُهدم مرة أخرى في غضون عام أو خمسة أعوام، وعندئذ يُطلب إلينا أن نعيد إعمارها مجددا’”.
وعلى الصعيد ذاته أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس أنّ واشنطن تسعى إلى “خفض التصعيد” في الشرق الأوسط، رغم ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن.
وأضاف سوليفان، في منتدى دافوس “نسعى إلى وقف توسّع النزاع وإلى تهيئة الظروف لخفض التصعيد”.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي إن الرياض يمكن أن تعترف بإسرائيل في إطار اتفاق شامل يشمل دولة فلسطينية.
وجاء حديث الوزير فيصل بن فرحان في رده على سؤال طُرح عليه خلال كلمة له في ندوة على هامش منتدى دافوس قال فيها “نحن متفقون على أن السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، لكنّ ذلك لا يمكن أن يحدث إلا من خلال السلام للفلسطينيين من خلال دولة فلسطينية”.
وقال الوزير أيضا إن إسرائيل “تضع مسار عملية السلام في المنطقة على المحك”، مشددا على وجوب أن يكون هناك وقفٌ فوري لإطلاق نار”
كما قال إن ما يحصل في البحر الأحمر مرتبط بشكل وثيق بما يحدث في غزة.
في جبهة البحر الأحمر أصيبت سفينة شحن يونانية ترفع علم مالطا بصاروخ قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر، بحسب ما أفادت وكالة بريطانية للأمن البحري أمس، غداة هجوم مماثل للحوثيين على سفينة أميركية في إطار التوتر المتصاعد في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب.
وقالت وكالة “أمبري” إن سفينة شحن بضائع أصيبت بصاروخ في جنوب البحر الأحمر على بعد نحو 76 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الصليف.
وأكد مصدر في وزارة البحرية اليونانية أنه تواصل مع الشركة التي تتبع لها السفينة، وأن الأخيرة أصيبت بصاروخ قبالة السواحل اليمنية.
وأضاف أن الناقلة “زوغرافيا تضم طاقماً مكوناً من 24 فرداً ولا يوجد على متنها بحارون يونانيون… وتعرّضت لأضرار محدودة بعد الاصطدام ولم يصب أي أحد بجروح، ولا تزال صالحة للإبحار، وتواصل رحلتها”.
ولفت المصدر إلى أنها كانت “تُبحر من فيتنام إلى إسرائيل، وسيتم إجراء تقييم الأضرار في السويس”.
وأبلغ مسؤولان أميركيان رويترز بأن الجيش الأميركي نفذ أمس ضربة جديدة استهدفت صواريخ باليستية مضادة للسفن في منطقة خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي باليمن، .
وقال أحد المسؤولين إن الحوثي كانت تعد الصواريخ المستهدفة لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وجاءت الضربة الأميركية بعد يوم من استهداف الحوثي سفينة الصب الجاف (نسر جبل طارق) التي تملكها وتديرها شركة أميركية بصاروخ باليستي مضاد للسفن.
وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن الضربة الأميركية استهدفت 4 صواريخ باليستية مضادة للسفن تابعة للحوثيين كانت معدة للإطلاق.
وأضاف أن الضربة الأميركية جاءت بعد استهداف الحوثيين -أمس الاثنين- ناقلة الحاويات الأميركية “جيبرلتار إيغل”.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعمل على التصدي “لعدوان الحوثيين” في البحر الأحمر.
وأكد سوليفان -اليوم الثلاثاء خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا– أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض التصعيد ووقف توسع النزاع في الشرق الأوسط، رغم ضرباتها على الحوثيين في اليمن.
وامس، أعلن الجيش الأميركي مصادرة مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن سفينة في بحر العرب كانت موجهة إلى الحوثيين، في أول عملية من نوعها منذ أن بدأوا شن هجمات على سفن تجارية.
ونفذت قوات النخبة في البحرية الأميركية (“نيفي سيلز”) العملية في 11 كانون الثاني في المياه الدولية قرب سواحل الصومال، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان الثلاثاء.
وتتضمن المضبوطات “مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز”، وفق بيان سنتكوم الذي كشف أن عنصرين من قوات النخبة أعلِن فقدان أثرهما في البحر، شاركا في هذه المهمة”.
وسبق للجمهورية الإسلامية أن نفت مرارا الاتهامات الأميركية بدعم الحوثيين بالسلاح، مؤكدة أن تأييدها لهم سياسي.
ونوّه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بما يقوم به الحوثيون “دعما لأهالي غزة”.
وقال خامنئي خلال استقباله في طهران وفدا من أئمة الجمعة إن “ما أقدم عليه شعب اليمن وحكومة أنصار الله دعماً لأهالي غزة كان عملاً عظيماً”، وفق ما أورد موقعه الالكتروني.
وأضاف “لقد وجّه اليمنيّون ضربة إلى الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني. هدّدتهم أمريكا ولم يخشوها”.
وأثّر تصاعد التوتر في منطقة البحر الأحمر على حركة الملاحة، ودفع العديد من شركات الشحن الكبرى الى تحويل مسارات سفنها نحو جنوب قارة إفريقيا.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء، إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات.
وقال آل ثاني أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية إن “الغاز الطبيعي المُسال… على غرار أي شحنات تجارية أخرى. سيتأثر بذلك”.
وأضاف أن “هناك طرقات بديلة، وتلك الطرقات البديلة ليست أكثر كفاءة، بل أقل كفاءة من الطريق الحالية”، معتبراً أنه لمعالجة انعدام الأمن المتزايد يجب معالجة “القضية المركزية” في غزة.
ووصف الأزمة في البحر الأحمر بأنها “التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً”.
وكانت وكالة بلومبرغ ذكرت الاثنين أن خمس سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أوقفت أثناء توجهها نحو مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي، حيث نفذ الحوثيون عدداً متزايداً من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها.
أودى ذلك بشركات شحن كبرى عدة إلى تحويل مسار سفنها عن الطريق الرئيسية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، كان آخرها شركة النفط البريطانية العملاقة “شل” التي علّقت كل شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الثلاثاء.
وفي سياق متصل، قال دبلوماسيون أوروبيون اليوم الثلاثاء إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قدموا دعما مبدئيا لفكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر.
وأضاف الدبلوماسيون أن الهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 شباط المقبل، على أن تبدأ العمل سريعا.