إيران تنتهك سيادة باكستان وإسلام آباد تُصعّد دبلوماسيا
أزمة جديدة تسببت بها إيران مع باكستان بعد العراق وسوريا حيث قررت إسلام آباد أمس استدعاء سفيرها من طهران، وعدم السماح بعودة السفير الإيراني الذي يزور بلاده حاليا، وذلك على خلفية الغارة الجوية التي شنتها إيران داخل الأراضي الباكستانية أمس الأول.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بلوش، في بيان أمس إن “باكستان تدين بشدة انتهاك إيران غير المبرر لمجالها الجوي، والذي أدى إلى مقتل طفلين بريئين وإصابة 3 فتيات”.
وأضافت بلوش أن الانتهاك كان سافرا وغير مبرر لسيادة باكستان وهو أمر “غير مقبول”، ومن الممكن أن يؤدي إلى “عواقب وخيمة”، مؤكدة أن “باكستان تحتفظ بحقها في الرد على هذا العمل غير القانوني”.
وكانت الخارجية الباكستانية قالت في وقت سابق إن طفلين قتلا، وأصيبت 3 فتيات في غارة جوية إيرانية في منطقة بانغور في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، بينما قالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن الضربات الإيرانية داخل باكستان المجاورة، أسفرت عن تدمير قاعدتين تستخدمهما جماعة “جيش العدل”.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس أن طهران استهدفت “مجموعة إرهابية إيرانية” في باكستان المجاورة.
وأضاف خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “في ما يتعلق بباكستان، لم يتمّ استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيّرات إيرانية”، مضيفا “تمّ استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية”.
وقالت الخارجية الإيرانية إن عبد اللهيان أكد لنظيره الباكستاني في اتصال هاتفي احترام إيران سيادة ووحدة أراضي باكستان.
وتأسست جماعة جيش العدل عام 2012 في منطقة سيستان وبلوشستان وقائدها هو عبد الرحيم ملا زاده، الذي يصدر بياناته باسم “صلاح الدين فاروقي” وهو من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان.
وتدرج طهران هذه الجماعة في قائمة الإرهاب، وهي جماعة تقول إنها تدافع عن حقوق البلوش وأهل السنَّة في إيران.
وفي سياق متصل ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا)، أمسأن عضوا بالحرس الثوري الإيراني قتل بالرصاص في إقليم سيستان وبلوخستان الإيراني على الحدود مع باكستان وأفغانستان.
وقالت الوكالة إن “محاولات التعرف على الجناة وملاحقتهم جارية”.
وأكدت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء مقتل ضابط كبير في الحرس الثوري برتبة عقيد يدعى حسين علي جوادانفر، وكان في طريق عودته من “مهمة” عندما أُطلق عليه النار.
من جهة ثانية وبشأن الهجوم على إقليم كردستان، ادعى عبداللهيان أن طهران قدمت معلومات مخابراتية للعراق بشأن أنشطة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في إقليم كردستان العراق.
وزعم «الحرس الثوري» الإيراني إنه دمّر مقراً للموساد في كردستان العراق، ردّاً «على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني التي أدّت إلى (مقتل) قادة من (الحرس الثوري) و(محور المقاومة)».
من جهته أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالهجوم الصاروخي لـ«الحرس الثوري»، على سوريا والعراق وباكستان، ووصفه بـ«الإجراءات الصانعة للأمن» في المنطقة.
واتهم رئيسي «أعداء» بالسعي لإظهار إيران «تبدو هشة أمنياً»، معرباً عن تقديره لأعمال «الحرس الثوري» في المنطقة لـ«التقدم بالهدوء والأمن»، معتبراً الأمن «من أهم القضايا في أي بلد».